04-06-2022 10:41 AM
بقلم : د. زيد ابو جسار
التصرفات مسؤولية ,يحكمها العمر ,عرف العادات الحسنة ,يحكمها حضور العقل ,,وكل ذلك بحكم الثقافة الدينية التي اختزلت بحسن الخلق ,حيث يحسن الانسان لنفسه وقبل احسانه للآخرين ,عندما تدفع السيئة بالحسنة ,تكون الطريق لمحبة الناس مع بعضها البعض ,كونها تسد مداخل الشيطان في عداوة الناس لبعضها ,حيث يشعر الانسان بنشوة التغلب على نفسه ,وحضور العقل ,وامتلاك حرية ارادته من مداخل الشيطان على النفس ,وسلامته من الندم والمصائب ...........
بحسن الخلق يكون الانسان برعاية الله تعالى في سلامته (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ )والاستعاذة بالله تكون بحضور هداية الله ورسوله ,والتعامل بها وخاصة في الغضب (حديث الغضب ),حيث يغيب العقل ,ونتائجه تدمير حياة الانسان ,فالغضب يعني امتلاك الشيطان لارادة الانسان...........
(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15))دلالة على ان احسان الابناء للوالدين لا يكون الا في اتباع هداية الله تعالى ,فاحسان الوالدين للابناء منبعه من الفطرة ,في تكليف الوالدين في حمل احسان الخالق للابناء ,لهذا يحسن الاباء للابناء حتى في عقوقهم ,كما حمله ووضعه كرها ,فكان العمر له دور في التوصل للمعرفة ,في معرفة حقيقة الهداية في تصرفات الانسان,حقيقة يثمنها الانسان ,ويحرص عليها بالشكر ........
الانسان لا بد ان ياخذ بالاعتبار العمر ,ويتصرف فيما يليق به ,فليس من المعقول ان يكون كبير العمر له تصرفات الصبيان ,فتصرفات الكبير لا بد ان تكون تجمع كل الحكم من حسن التصرف ,في قدوة الاجيال ,في احترام الصغير للكبير ,في نشر المحبة ,فالدين محبة والدين هو حسن الخلق لانة روح الدين ...............
حياة الانسان مرتبطة بتصرفاته ,ومدى استدامة وضوح الرؤية (اتباع الهداية )اخطر الامور على حياة الانسان لحظات الغضب ,يكون الانسان فيه من وضع في وسط من الزوابع ,حيث تنعدم الرؤية لديه ,حيث تجعل الانسان يتخبط ,ولا يدري اين موقعه ,بالرغم من ذلك الكثير من الناس ينسب العصبية لنفسه ,عصبية تجعل من حياته والاخرين ,جحيم عمى زوابع عصبيته ,نرى ذلك في الاعراس ,وحوادث الطرق ,في الجلسات العائلية ,حيث تصبح الناس كانها متطايرة من زوابع العصبي الفجائية حال الناس في المشاجرات الجماعية ............
التصرفات الغير مسؤولية ,لا بد ان تصنف من امراض النفوس ,وجهل العقول وجهلها من قلة تزودها بخير الزاد ,وخيرالزاد التقوى ,مشاهد مضحكة عندما تتامل الانسان الذي كرمه بالعقل ,وهو يتشاجر منظر لا يليق بالانسان ,منظر مضحك عندما تسمع بداية حوار الجاهل في المشاجرة وهو يعرف على نفسه بتعرف مين انا ,وبتعرف مع مين بتتكلم ,واخيرا بطلع الاخ مش هو ,وهذا كان جواب الطرف الاخر له حيث ضحك الحضور عليها .........
التصرفات مسؤولية في تربية الابناء ,في الامن والاطمئنان ,التصرفات مسؤولية في الاخذ بحق واحترام الحوار والاقناع ,التصرفات تحفظ كرامة الانسان ,التصرفات مبنية على العقل السليم المزود بخير الزاد ,التصرفات مسؤولية في تهذيب النفس ما دام في معرفتنا في نفس امارة بالسوء انانية لا تحب الا نفسها ,التصرفات مسؤولية الانسان اتجاه صحته وصحة الاخرين ومن يعيل وحفظا من امراض الابدان والنفوس ............
التصرفات المسؤولة ,لا تكون الى على منهج الهداية ,هي من نعم الله تعالى على الانسان التي توجب الشكر عليها لإدامتها في وعي الانسان والحرص عليها ...
د. زيد ابو جسار
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-06-2022 10:41 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |