06-06-2022 12:27 PM
بقلم : حسن محمد الزبن
ودعنا في الخامس من حزيران، الشهيد الطيار بلال مشهور الشوفيين العجارمة، والشهيد النقيب الطيار بهاء محمد أبو غنيمي العبادي، وتجلت الرفقة والصحبة في موعد جليل مع درب الشهادة، أعلى مراتب الخلود، وأعلى مناصب الفخر، ففي أي موقع يترجل فيه شهيد وهو مقبل في الطريق إلى الله، تدنوا عتبات الجنة من مكانه، لتقرب المسافة على خطواته وهو يرنو لمنازل المجد والخلود.
الشهداء لا نبكي عليهم، انهم يموتون لأجل أن نبتسم، ولأجل أن ننعم بالحياة، الشهداء أكثر الناس إيثارا، وعزة، وأنفة، وكرامة، وكرمًا، أنهم يعلمون قبل غيرهم، أن لا متاع في الدنيا، وأنهم سلالة تتبع الأنبياء.
الشهداء من رائحة دمهم نتعلم التضحية، ويتجذر في أعماقنا أنهم خيرة الخيرة، لأنهم في حياتهم ما كانوا عبئا على الوطن، فكلما حلق شهيد للعلا، رفرفت أعناق الرايات خفاقة بالفرح، لزغاريد النشميات، ومداد الأقلام للكتاب والشعراء، ومهما بلغنا في كرم تمجيدهم نبقى بحقهم بخلاء، ومهما كان جودنا لن نلحق بجود من رحلوا، والتحقوا بركب الشهداء؛ فجودهم أغنى، وأثمن، بما بذلوا وضحوا وآمنوا لأجل الوطن.
وإن كان المصاب أليم، والرحيل موجع، فالمواساة أن الشهادة شرف، وستبقى من بعدهم تشريف للأهل والأبناء والعشيرة والوطن، وكلما مضى شهيد، نستذكر كل الشهداء بأسمائهم وخصالهم ومناقبهم وأمجادهم، لأنهم وحدهم من يُقزمون تجار الأوطان، ويكبر الوطن كلما ثوى تحت ترابه شهيد، ويقى الشهداء مصابيح البيوت، والطرقات، ومنارة القرى والمدن والبوادي على امتداد الوطن في عتمة الإفك والضلال، وتزييف الحقائق، وصنع البطولات من قبل المتبجحين، وأرباب الشهرة والأضواء.
سلام الله عليكم أيها الشهداء، وأحر العزاء لذويكم، ولعشائر عباد وبني عجرم،
وسلام الله عليك يا أردن، وعلى رحابك وأهلك الصابرين،
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-06-2022 12:27 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |