حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2000

يروي الأدب .. قصة للقانون

يروي الأدب .. قصة للقانون

يروي الأدب  ..  قصة للقانون

06-06-2022 12:33 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ثائر جبريل القراله
يعتبر الأدب ركيزة من ركائز الإنسانيّات ولغة الجماعات، باقية وملازمة لتقدمها وتطورها، والقانون بوصفه الجيد قادر على استيعاب دورة المجتمع وطريقة حركته.
وتدور الأحداث بوجود علاقة تبادليّة تتحول فيها وقائع محاكمة فعليّة وواقعية إلى قصة ورواية أو حتى إلى عمل سينمائي، كما حدث في محاكمة (أوسكار وايد)؛ حيث تتصاعد الوقائع القانونية في الحدث القانونيّ فيُنقل إلى حدث دراميّ مشوّق بكل احداثياته المكانية والزمانية، وتكون فيه هيئة المحلّفين كتلة مليئة بالهواجس والريبة، وأطراف القضيّة شخصيّات مشحونةً بالعواطف والشك والحيرة وحتى الندم .
وبما أنّ الأدب يتمحور في أصل تعريفه إلى مفهوم الذات والآخر والمسافة التي يجب أن تكون بينهما، فكان من البديهي أن يسلط الأدب الضوء على موضوع الهويّة والعرق القائمة في غُرف المحاكم ومنصّات الشهود، كرواية هابر لي (لا تقتل عصفورًا ساخرًا) –(1960)، أو كموضوع التمييز العنصري كرواية ديفيد جاترسون (الثلج ينزل على سيدار) (1994).
إنّه من المدهش فعلاً أن ندرك مدى الارتباط بين القانون والأدب، فمجرد الاطلاع على ملف قضائي على مستوى عالٍ من الخبرة لدى القاضي والمحامي نستطيع من خلاله أن نستشعر أثر الأدب الذي يعبّر عنه فكر القاضي وفكر المحامي والذي أسميه الأدب القانوني أو القضائي فالبلاغة وحسن الصياغة والإبداع في اختيار الجمل وترابط الأفكار القانونية وتسلسها المنطقي كل هذه العناصر تعتبر أساسية في عالم الأدب.
ليس أقوى تأثيراً من حكايات لها أصول واقعية أبدع كاتبوها في طريقة سردها وتسلسل التشويق فيها مثلما هو الحال مع شهود المحاكم ومتابعي عالم الجريمة من رجال قضاء ومحامين مبدعين بعيداً عن الروتين والاعتياد الممل والفاصل بين العدالة وما يسمى (هكذا تجري الأمور).
لقد كان ما قدمه الأديب الراحل توفيق الحكيم في روايته (يوميات نائب في الأرياف) من أحداث حياة طبيعية لرجل نيابة عاش وتعايش في بيئة ريفية بسيطة تسيطر فيها القسوة وتعايشت مع الشر منذ عقود طويلة.
أجاب الكاتب المبدع أحمد الكاشف الذي درس القانون ويعمل معيداً في جامعة السادات على سؤال: بين القانون والأدب... في أيهما تشعر بالراحة؟
" في الحقيقة أنا أشعر بالراحة في كلا العملين الأدب والقانون، بل أي مجال أو عمل له جانب من البحث العلمي أسعد به، ولكن أشعر أن الراحة تبلغ مداها في قلبي حينما أكون في حضرة الأدب".
لكل القضاة والمحامين اخلع رداءك عندما تمارس الإبداع ... اخلع رداء الخنوع للاعتياد والروتين والقول بأن هذا ما حفظناه وعرفناه، كن فناناً كاتباً كن فقيهاً اديباً في ممارسة العدالة وفي صناعة الدراما القضائية.
ملاحظة :
أنصح بقراءة كتاب القانون والأدب في رواية ميغيل ديليبس .
الايبي : 188.247.78.245
الريفيرال :
https://www.sarayanews.com/mobile/index.php?page=category&id=16
اخر عملية : لم تتم اي عملية
الردود








طباعة
  • المشاهدات: 2000
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-06-2022 12:33 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم