بقلم : علي الدلايكة
من هنا تبدأ الانطلاقة وعلى ذلك تعتمد الانطلاقات الاخرى فاذا صلح التعليم بكل مراحلة صلح المنتج البشري القادر على الانطلاق وبكل ثقة في مختلف المجالات ...
كنا في سنوات خلت وما زلنا وان كان ليس بنفس المستوى من الزخم المزود والرافد لجميع دول المنطقة بالطاقات الشبابية المؤهلة والقادرة على الانجاز وبمختلف المجالات وقد سجل العنصر البشري الاردني اعلى درجات الرضى ومن قبل الجميع اينما حل وارتحل بما يتمتع به من مهارة واحترافية وصدق وامانة العمل وهو الذي بنى جسور من الثقة التي ما زلنا نقطف ثمارها وما زال البعض من الاشقاء والاصدقاء يثنون على خبرات الاردنيون في بناء قدراتهم وفي التأسيس لانطلاقات رائدة في شتى المجالات ... الا اننا ومن خلال توجيهات جلالة الملك ومتابعته الحثيثة ولادق التفاصيل واستشرافه لحاجاتنا المستقبلية فاننا بحاجة الى مراجعة ما نحن عليه حيث اعترى مسيرتنا التعليمية شيء من الخلل والذي لا بد من الوقوف عليه واصلاحه فنيا فكريا وتقنيا ولا بد من مجاراة كل متطور وحديث حتى نحافظ على مكانتنا السابقة ونستعيد القنا الذي كنا ننعم به في هذا المجال ...
يجب ان نصارح انفسنا ونتحدث بكل شفافية بعد الحديث الملكي ونبتعد عن التجميل والمجاملة والاهتمام بالظاهر ونغوص في بواطن العملية التعليمية بكل تفاصيلها والتي محورها الطالب والمعلم والبيئة التعليمية وان تكون النظرة الى التقويم والتصحيح شمولية فلا جدوى ان يطال الاصلاح التعليمي جانب دون بقية الجوانب وان نأخذ بالاسباب والمسببات وان يكون الشركاء في العملية التعليمية جزء من هذا الحراك فالبيت والاسرة والمجتمع المحلي تقع عليهم مسؤولية التفاعل والتناغم والشراكة للوصول الى المبتغى ...
كذلك هناك روافع اخرى لها دور كبير في تدعيم وتعزيز العملية التعليمية كالمسجد من خلال المنبر والنوادي ومراكز الشباب والشابات وهيئات المجتمع المدني حيث ضرورة ان تكون هناك استراتيجية تواكب وتعزز العملية التعليمية ...
ان متلازمة التربية والتعليم لا يمكن تجاوزها وهي من الاهمية ان تحظى بالعناية الفائقة حيث ان الالتزام الخلقي والمحافظة على القيم والمباديء هو جوهر العملية التعليمية وهو المرآة التي تعكس صفاء ونقاء العملية التعليمية والتربوية برمتها وان التربية الوطنية جانب مهم في العملية التعليمية حيث التاريخ الناصع والمواقف والاحداث التي يجب ان تبقى حية في اذهان ابنائنا ويجب تناقلها بامانة واخلاص ...
كذلك لا يغيب عن بالنا ان ربط التعليم ومخرجاته بالحاجات الملحة للوطن والبعد عن التقليد في المخرجات التعليمية الذي اوصلنا الى تكدس وازدياد اعداد الخريجين والانتظار في طابور الباحثين عن العمل والذي اضحى مشكلة وتحدي كبير يواجه ابناءنا الخريجين ويؤرق الدولة الاردنية وتقف الحكومات عاجزة امام هذا التحدي وما ترتب عليه من تحديات اجتماعية اثرت سلبا في سلوكيات البعض من الشباب وهنا يأتي التوجه والحاجة الى التعليم المهني والتقني والذي يشكل حاجة كبيرة في وقتنا الحاضر وفي جميع الدول ...