حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2343

ثقافة المقاطعة وتوازن المٌعادلة

ثقافة المقاطعة وتوازن المٌعادلة

ثقافة المقاطعة وتوازن المٌعادلة

07-06-2022 11:28 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
في مٌعادلة التنمية ثمة صعوبة مٌعتبرة في الموازنة ما بين ثقافة المُقاطعة وتوازن المٌعادلة في الوقت الحاضر وتلبية احتياجاتها العاجلة والهامة، ولكن دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على الاستمرار في نفس النهج وتحسينه، وهذا يتضح جلياً في المشاكل البيئية، وتغيرات المناخ، إذ أننا لا نريد أن نبني للأجيال القادمة صرحاً عالياً، وبجانبه حجم من المشاكل المٌتراكمة التي يصعب حلها بمرور الوقت.
وقد تختلف درجات التنمية بين مٌجتمع وآخر، ولكن هناك حد أدنى لا يجب لأي مٌجتمع أن يتنازل عنه خاصة في كيفية تنفيذ ثقافة المٌقاطعة ، وهذه مسؤولية مٌشتركة، بين مٌنظمات المُجتمع المدني ، والمٌجتمعات والأفراد، وممثليهم من مؤسسات المٌجتمع المدني والأحزاب السياسية.
في الإجراءات الوقائية غالباً ما يتم الحديث عن سياسات تضعها الدول، وتلزم حكوماتها وأفرادها بها بالإضافة إلى معايير جودة وحماية، لضمان حماية الموارد وتسهيل انسيابها والتعامل المٌناسب معها وكذلك برامج توعية مٌجتمعية لزيادة الاهتمام بالموارد، ونشر ثقافة أفضل للتنمية وملحقاتها، والتمسك بثقافة المقاطعة وتوازن المٌعادلة ما بين الطرفين ، فيما يتعلق بعدم تغول التجار وتمسكهم بشعرة مٌعاوية ان شدها المواطن ارخاها التجار ، وعليهم ان يعلموا بان طريق العمل التنموي ليس سهلاً كما يظن البعض، بل له كثير من التعقيدات والحسابات التي يجب أن تأخذ في الحسبان عند البدء بتنفيذ العمل ، خاصة في ظل المٌتغيرات العالمية وتحولات تفكير المواطن .
ان المٌجتمعات الراقية ليست هي المٌجتمعات الغنية مالياً، وليست هي المٌجتمعات التي تكثر فيها الممتلكات الترفيهية، كالسيارات الفارهة والقوارب، أو البيوت والقصور، والمٌجتمعات الراقية تحوي معادلة متوازنة من أربعة مؤثرات فاعلة في المجتمعات، هذه المعادلة تجمع بين الثراء ،أو حتى الاكتفاء الاقتصادي، مع التعايش الاجتماعي العادل واحترام بنود العقد الاجتماعي بين الناس، والتوازن البيئي، والسياسات الحكومية الشاملة والراعية لمصالح المواطنين والمٌحافظة على أمنهم واستقرارهم حتى يتم احترام ثقافة المٌقاطعة ويكون هناك توازن في المٌعادلة بين جميع الاطراف ، وان لا يتغول اي طرف على الاخرى وترجح كفة احداهم ومن ثم يكون هناك تاثير سلبي على سير المٌعادلة الناظمة لمصالح الجميع .

ان هذه المعادلة بأبعادها الأربعة هي الضمان الأساسي لإيجاد مجٌتمع ينعم بالرفاهية والعيش المتوازن من خلال احترام المٌعادلة ، مع الإشارة إلى أن الرفاهية هنا لا تعني الترف، وانما تعني الحياة الكريمة التي تنهض بالإنسان عن التفكير الدائم بتأمين مٌستلزمات عيشه من مأكل ومشرب، وترتقي به ليفكر كإنسان فيما يخدم مجتمعه ويحسن الكوكب الذي يعيش عليه، وهي بلا شك معادلة صعبة لارتباطها بتشابكات السياسة وقراراتها، وملحقاتها من شفافية ومحاسبة ، وهو ما يٌسمى بالامن الغذائي والاجتماعي للمواطن ، ووئد الجريمة والسعي الىتقليل البطالة ومظاهر التخلف .
وبدون ادنى شك، ما زال في مٌجتمعاتنا عدد كبير من أبناء الطبقة المسحوقة، والذين يخرجون كل صباح من منازلهم يسعون لجني ما يسدون به رمقهم ورمق أطفال صغار ينتظرونهم، بلا أي مٌستقبل واضح آمال جميلة، ضمن ظروف معيشية صعبة، تجعل الإنسان لا يخرج من دائرة التفكير في همومه الشخصية فضلاً عن أن يفكر بمن حوله، وهذا ما نتج عنه من مٌقاطعة للسلع ، ليس جراء الغلو في اسعارها بل جراء عدم القدرة على شرائها ، وهذا ما يٌسمى بتقويض الامن الغذائي والاجتماعي والاقتصادي ، وتلاشي الامن النفسي ، الذي قدي نتج عنه اقتراف الانتحار ، او التوجه إلى جرائم السرقة وغيرها من الجرائم الناتجة عن ضيق ذات اليد .








طباعة
  • المشاهدات: 2343
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
07-06-2022 11:28 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم