08-06-2022 08:20 AM
بقلم : حاتم القرعان
في فصل الصّيف ، تفترش الأرض ثوبها الذهبيّ المطرّز بسنابل القمح ، وهضباتها والسّهول تحمل على كفّيها الرّزق والبركة ، ويردّد الحصادون " ياسين هب الهوا يا ياسين ، ياسين يا عذاب الحصادين " هذه الأغنيات التّراثيّة التي إعتاد عليه الآباء والأجداد ، ليخفّفوا من ثِقل الشّمس على مناكبهم .
مصطلحات كان إستخدامها قديماً مبعثاً للطمأنينية ومنها الغربال ، والجربال ، والشّاعوب ، والمقطف ، والمذراة ، ولوح الدّراس ، والكدّانة ، والحِواة ، وسجّة الحِراث ، والمِنساس ، هذه المصطلحات " الهويّة" في علاقة الإنسان بالأرض .
يمتلك الأردنّ اليوم ما يقارب ٢٥ مليون دونم صالح للزّراعة ، الزّراعة بكافّة أنواعها ومحاصيلها ، ويستطيع هذا القطاع تشغيل مانسبته ٢٪ من العمالة الأردنيّة الدائمه ، القطاع الزارعيّ الأردنيّ يتنوّع بأساليب إنتاجه وتقنياته، ويلعب دوراً حيويّاً في رفع وتيرة الأداء الإقتصاديّ ، ويعزّز من رفع مستوى الأمن الغذائيّ في المملكة ، ويرفع من مستويات الاكتفاء الذّاتي ، ومن خلال زيادة الإستثمار ودعم المحصول المحليّ وتقليل المستوردات من جهة أخرى.
مبادرات شتّى ، تهدف إلى الأهتمام بالزّراعة خوفاً من عِجاف الأرض ، بسبب التطورات التي تشهدها الدّول القريبة ، ومن شأن هذه المبادرات إيجاد الهامش الملموس للقضاء على " البطالة " وتوفير رغيف الخبز العربيّ .
م. خالد الحنيفات وزير الزراعة خلال لقاءه عدد من كبرى شركات البذور المحليّة ، إنّنا وضمن خط عمل التّطوير للقطاع الزراعي ، نتطلّع إلى الإكتفاء الذّاتي في قطاع البذور ، حتى يكون الأردن الأول عربيّاً في الإنتاج ، والذي يشكّل قيمة مضافة عاليّة ، لها الأثر الناجع إقتصادياً على القطاع الزراعي .
الزّراعة ، قطاع البذور الاردنيّ يصدّر الى ٥٩ دولة في العالم ، ومنها عدد كبير من الدول العظمى ، حيث تنتج ٣٩ شركة ما يزيد عن ٨٥ طن سنوياً يصدر منها ما يزيد عن ٤٥ طن سنوياً .
إذا ما أردنا جميعاً تحقيق الإنجازات والنّجاحات ، والتي من شأنها المحافظة على هذا الوطن ، الذي يكرّر نداءه لأبنائه ، علينا الإهتمام بفكرة الأرض ، بداية من البذرة وصولاً إلى التّعليم ، وحماية حدود الوطن ، فالفقر داخل الوطن رصاصة ، وتسلّل من أمام مرأى العين ، فالزّراعة والإقتصاد والتّعليم ، وجهة واحدة للمحافظة على نسيج الوطن .
يردّد الاردنيون إسمها ، إسم الأرض ، كلما شدهم الحنين إليها ، يشتاقونها حتى وهُم بين أضلعها ، يرتحلون بها ، يعيشون فيها وتعيش بداخلهم ، يكررونها أغنيّةً ، تعيشُ تعيشُ وأموتُ أنا .
حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.
بقلم : حاتم القرعان
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-06-2022 08:20 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |