09-06-2022 10:48 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
ونحن نحتفي بعيد الجلوس الملكي الثالث والعشرين، نستذكر محطاتٍ مهمةٍ في مسيرة وطننا، عبر أكثر من عقدين من الزمن، كان خلالها الأردن وبقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، يسعى إلى تكريس وطن الإنسان، ودولة المؤسسات، بقيم التاريخ الحقة، وبمبادئ وفيةٍ لمفاهيم الشرعية الهاشمية التي تأسس عليها، على مدار عقودٍ.
ولم تكن المسيرة سهلة، وسط منطقةٍ لربما تكاد تكون الأكثر تأثراً بمتغيرات العالم، وتكاد تكون أحداثها هي المقدمات، لفهم السياسة الدولية، وكيف ستتشكل، وسط تنازع القوى جميعها.
غير أنّ حكمة مليكنا المفدى، ورؤاه، كانت على الدوام هي ما يصوغ لهذا الوطن الدرب الآمن، وكانت البصيرة السياسية هي الهدي الذي يدرك بأنّ المستقبل دوماً يتطلب الكثير من العمل، والبذل.
مرّت أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً، وهي مسيرة تقترب من ربع قرنٍ، وتجاوزنا خلالها كأردنيين محطاتٍ صعبة، يمكن إدراك عمق تحولاتها في تأمل المنطقة من حولنا، وكيف تغيرت على مدار هذه السنوات، وبقي الأردن رغم ذلك ينشد بناء الإنسان، وتمكينه، بل وكان وطناً، وما زال، يرى بأنّ الواجب عليه بأنّ يبقى "الأنموذج" والرصيد لأمته العربية، ولأبناء منطقتنا كافة، رغم كل المنعطفات التاريخية.
وإنه لحقُ لنا كأردنيين، ونحن نحتفي بهذه المناسبة، وهي عيد الجلوس الملكي، أنّ نعتز بما أنجزناه، عبر هذه السنوات، بحكمة مليكنا، ورؤاه، وجهوده، التي جنبتنا الكثير، بل وعززت من حضور الأردن، وأدواره.
واليوم، نرى بأننا مقبلون على محطاتٍ مهمةٍ، تكرس المنجز وتبني عليه، وهي محطات تحمل رؤى التمكين، والتحديث السياسي والاقتصادي، بما يجعل حياة وطننا السياسية قادرةً على إفراز حكوماتٍ برلمانية، ووفق جدول زمني تم تأطيره قانونياً، عبر قوانين هامة: للانتخاب والأحزاب.
ومن تابع أيضاً، إطلاق رؤية التحديث الاقتصادي، وما تحمله من عناوين واعدة، عابرةٍ للحكومات، يلمس بأننا في الأردن انخرطنا في ورشة عملٍ سبقتها جهود ملكية أثمرت عن استضافة مجلس الأعمال الأردني الأوروبي، والزيارة الملكية الأخيرة لواشنطن.
فالأردن، وبالرغم مما يمر به العالم، والمنطقة، من تحولات عميقة، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، يعزز من موقعه على خريطة الإقليم وعلى الساحة الدولية، مما عزز من رصيده، وتقدير العالم له.
وعلى مدار 23 عاماً، كانت القدس في وجدان جلالة الملك، بما أولاه من رعاية لها، وعبر تعزيز مؤسسة الوصاية الهاشمية، المتأصلة منذ عهد الشريف الحسين بن علي، طيب الله ثراه، إذ وقع في عهد جلالته، اتفاقية لحماية المسجد الأقصى والدفاع عنه مع السلطة الفلسطينية، ما أعاد التأكيد على دور الأردن الموصول، والوصاية الهاشمية.
إنّ عيد الجلوس الملكي، هو الاحتفاء بالمحطة الأولى لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، وهي المحطة التي بدأت معها مسيرة جديدة في وطننا، وكانت مليئة بمحطات صعبة، وتحولاتٍ عدة، على مستوى الإقليم والعالم، غير أنها اليوم تشكل أهمية بالغة لأنها تعبر عن مسيرة وفاءٍ أردنيٍ ممتد، منذ تأسس وطننا الغالي.
وهذه المناسبة، هي دعوة لتوثيق جهود جلالة الملك عبدالله الثاني، وجانب من مسيرة وطننا، وهي مناسبة تُذكرنا دوماً بمقدرة الأردن على تجاوز كل الصعاب، والتحولات، كنتيجةٍ لإيمان الأردنيين بقيادتهم، وبحكمة مليكهم، ورؤاه.. فهي 23 عاماً من مسيرةٍ خيرٍ ممتدة، كل عام ومليكنا المفدى، وولي عهده الأمين بخير...ودام الأردن عزيزاً.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-06-2022 10:48 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |