09-06-2022 02:03 PM
سرايا - جذب الذهب انتباه الناس منذ العصور القديمة، واستُعمل في العديد من المجالات حتى أنه أخذ مكانه في مجال الطبخ أيضا، فهذا المعدن النفيس في حالته النقية عبارة عن معدن أصفر لامع قابل للتمدد لين ومرن يمكن العثور عليه بشكله الحر في الطبيعة ومعالجته بسهولة.
وفي هذا التقرير، يبين موقع "ليزيت" (lezzet) التركي ما إذا كان من الممكن تناول الذهب وإضافته إلى الأطعمة والمشروبات.
هل يمكن أكل الذهب؟
وفقًا للعلماء، فإن تناول الذهب آمن تمامًا. ويقال إن تناول 0.2 غرام من الذهب يوميًا يطرد السموم من الجسم. ويُستخدم الذهب في مجال الديكور وخاصة في المطاعم الفاخرة، ويتم استهلاكه في العديد من القارات وعلى رأسها أوروبا وأميركا. لكن بدلاً من تناول الذهب مباشرة، ينصح باستهلاك الأوراق الذهبية الصالحة للأكل.
ما الذهب الصالح للأكل؟
يكون الذهب الصالح للأكل عبارةً عن نوع من الذهب يُقدم على شكل مسحوق (بودرة) أو أوراق. ويعود تاريخ أوراق الذهب إلى زمن الفراعنة المصريين الذين استخدموها في تزيين مقابرهم.
وتم استخدام الذهب في الأطعمة والمشروبات في بلدان الشرق الأقصى -وعلى رأسها اليابان- لعدة قرون. وقد وصل استخدامه إلى أوروبا مع منتصف القرن الـ16.
ومنذ أن انتشر استهلاكه بهذه الطريقة، فُرضت قيود تقتضي بألا يُستخدم إلا في طبقين كحد أقصى في الوجبة الواحدة، وذلك حتى لا تُستنفد موارد الذهب.
وخلال عصر النهضة، طور باراسيلسوس بعض الأدوية عن طريق مزج معادن مختلفة. وأظهرت الدراسات أن للذهب خصائص علاجية في مجالات معينة مثل التهاب المفاصل وألزهايمر والجهاز العصبي.
الذهب الصالح للأكل عبارة عن نوع من الذهب يُقدم على شكل مسحوق (بودرة) أو أوراق (شترستوك)
كيف يتم استخدام الذهب الصالح للأكل؟
تُعد الهند البلد الأكثر استهلاكا للذهب في العالم. ويستخدم الهنود الذهب في وجبات المناسبات الخاصة. ويُعتقد أن أكثر من 12 طنا من الذهب يتم استهلاكها سنويا في الهند.
ويمكن استخدام الذهب الصالح للأكل في العديد من الأطباق مثل الكعك والكيك والفواكه والدجاج. ويستخدم أيضًا بغرض التزيين وخاصة في المعجنات.
وتُزين الأطباق الخاصة بمسحوق الذهب في إيطاليا وفرنسا، في حين تُعتمد أوراق الذهب في تحضير السوشي في اليابان. إلى جانب ذلك، بعضهم يعتقد أن استهلاك أوراق الذهب في بداية العام الجديد يجلب الحظ، كما عُرف في فترة الإمبراطورية العثمانية أن السلطان سليمان القانوني كان يأكل الذهب في وجباته.
أين يباع الذهب الصالح للأكل؟
يُعرف في السوق باسم مسحوق الذهب أو أوراق الذهب. يتم ترقيق الذهب من خلال مروره بعدة عمليات باستخدام أدوات خاصة. بعدها يتم وضع الذهب المرقق بين أوراق ويُباع بهذا الشكل. يمكن الحصول على الذهب الصالح للأكل من الصاغة والمواقع الإلكترونية، لكن من الأفضل أن يتم الشراء من أماكن موثوقة.
يمكن استخدام الذهب الصالح للأكل في العديد من الأطباق ويستخدم أيضا لغرض التزيين (غيتي)
أكل الذهب حلال أم حرام؟
هل تناول الذهب في الطعام والشراب واستخدامه في إعدادهما جائز شرعا؟
حول ذلك يوضح أستاذ علم الفقه وأصوله الدكتور عمر الخطيب مدير المسجد الحسيني في العاصمة الأردنية، بقوله إن الأصل في الأطعمة هو الحِلّ، ولكننا قبل أن نفتي بالجواز من عدمه، لا بد من تتبع العلة الموجودة في تحريم الأكل والشرب في أواني الذهب، وهي تتمثل في الإسراف والخيلاء أو كسر قلوب الفقراء.. وهنا نجد العلة نفسها موجودة في أكل أو شرب الذهب نفسه.
ويتابع الدكتور الخطيب، قد قام جمهور العلماء بإلحاق تحريم كل أوجه استعمال الذهب إلا ما ورد تخصيصه في الشرع، أو كان لضرورة شرعية ملحة، غير أن العلماء اختلفوا في إجازة أكل الذهب أو شربه شرعا إلى قسمين:
القسم الأول أجاز فيه عدد من العلماء أكل الذهب لوحده أو ما كان مختلطا مع الطعام أو الشراب.
لكنهم وضعوا شروطا لذلك، منها: ما لم يكن في ذلك ضرر على صحة الإنسان، وأن تكون كمية الذهب يسيرة القدر، بحيث لو حاولنا إذابتها بالنار لما تجمع منها شيء له قيمة، ففي مثل هذه الحالة لا حرج في أكلها. أما إن كانت كمية الذهب لها قدر محسوس، بحيث لو أذبناها بالنار حصلنا منها على شيء، ففي هذه الحالة لا يجوز أكل الطعام المختلط مع الذهب.
القسم الثاني من العلماء حرم تناول الطعام أو الشراب الذي يوضع فيه ذهب أو مسحوق الذهب. مثل ما يسمى حلوى الذهب وآيس كريم الذهب وشاي أو قهوة الذهب ونحوها لسببين:
السبب الأول: أن في أكل الذهب إسرافا وتضييعا للمال، وقد نهى الشرع عن إضاعة المال وإن قلّ.
السبب الثاني: أن في أكل الذهب كسر لقلوب الفقراء والمساكين، وهذا يسبب حقدا وضغينة وقد يترتب على ذلك مفاسد تتسبب في تفكك المجتمع المسلم
ويقول الدكتور الخطيب "وأنا أميل إلى الرأي الثاني، لأنه إذا حرم الأكل والشرب في الأواني المطلية بالذهب مع بقاء الأواني بعد استعمالها، فمن باب أولى يحرم أكل أو شرب الذهب أو الطعام أو الشراب المختلط بالذهب".
ويضيف "إننا في ظل ما يعيشه المسلمون في معظم البلاد الإسلامية من فقر وحروب وتشريد.. فالأولى إنفاق مثل هذه الأموال على المحتاجين والمعوزين، والله تعالى أعلم".