12-06-2022 08:14 AM
سرايا - أربكت جائحة كورونا أعمال وزارتي الصحة والتربية والتعليم، ما انعكس على دقة أرقام الأمراض المكتشفة في الفصل الدراسي الماضي (2021- 2020)، مقارنة بالأعوام الدراسية السابقة.
في ظل الظروف الوبائية للمملكة، وانقطاع الطلبة عن التعليم الوجاهي، فإن أحدث تقرير إحصائي سنوي لوزارة الصحة للعام الدراسي الماضي، كشف ان “إصابات السمنة الزائدة والسكري بين طلبة الصف الاول، كانت ضعف الإصابات المكتشفة في الأعوام الدراسية السابقة”.
تعتبر هذه الأمراض داخلية، مرتبطة الى حد كبير بالأنماط الغذائية التي يمكن السيطرة عليها، عبر تغيير سلوكيات طلبة الصف الأول (6 أعوام)، وفق آراء خبراء في التعليم والصحة.
لم تتمكن “الصحة” من إجراء فحوص طبية دورية شاملة العام الماضي للفئات المستهدفة من الطلبة، باستثناء طلبة الصفين الاول الاساسي والعاشر، عن طريق استغلال فرصة في المدارس الحكومية أثناء وجودهم، لتلقي المطاعيم الوطنية الدورية الخاصة بالطلبة.
ومن الأمراض التي شهدت ارتفاعا بين صفوف طلبة الصف الاول، السمنة، إذ بلغ عدد الإصابات بها 750، منها 400 لإناث، بينما كانت في العام الدراسي (2020 – 2019) 415، بينها 225 لإناث.
أما بالنسبة للإصابات المكتشفة بمرض السكري، فبلغت 55 اصابة لاطفال في الصف الاول رصدت العام الماضي، 30 منها لذكور، وفي العام الدراسي (2019- 2020) كانت الإصابات 24، مناصفة بين الذكور والإناث.
ويلاحظ في الأمراض الداخلية، أن اكتشاف الخصية المهاجرة بين الذكور ارتفعت الى الضعف، وتمثلت الإصابات الجديدة بين طلبة الصف الاول بـ616، بينما كانت في العام الدراسي (2019- 2020) بلغت 366.
وأظهرت قائمة فحوص الأمراض المكتشفة بين الطلبة (الجلدية، أنف وأذن وحنجرة) تقارب أرقام الإصابات مع السنوات الماضية، باستثناء أمراض العيون، إذ ارتفعت الإصابات بمرض قصر البصر وطول النظر.
أستاذ علم الأوبئة والإحصاء الحيوي الدكتور يوسف القاعود، يرى أن ارتفاع إصابات الأمراض السارية والمزمنة ومنها السكري والسمنة الزائدة بين صفوف الطلبة، قد يعود الى خلل في حصر وتوثيق البيانات، لعدم انتظام طلبة المدارس.
واضاف القاعود، ان الهدف من هذه الاحصائيات، ان تتحرك الحكومة لوضع خطط واستراتيجيات قابلة للتطبيق، للحد من هذه الأمراض التي يمكن السيطرة عليها بتكثيف برامج التوعية والتثقيف بين الطلبة وذويهم.
وقال إن انتشار الوزن الزائد والسمنة بين الأطفال مدعاة للقلق، فأكثر من ربعهم وتتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما، يعانون زيادة وزن أو سمنة.
واقترحت مديرة الصحة المدرسية في “الصحة” الدكتورة سمر بطارسة، إعادة هيكلة نظام الصحة الأولية، ليشمل البرامج الوقائية إلى جانب العلاجية، معتبرا بأن هذه الأرقام مدعاة للقلق، بخاصة انتشار السكري والسمنة الزائدة بين الأطفال، بيد أن هذه الأرقام “تعكس حقيقة العمل الميداني بشفافية ومصداقية”.
ولم تغفل “الصحة” عن توجيه أقصى أولويات عمل الفرق الطبية والتمريضية، بالتنسيق مع “التربية والتعليم” للاهتمام بترتب مواعيد المطاعيم الدورية للصفوف الأول والثاني والعاشر والأول ثانوي، لتحصينهم من أمراض معدية، وفق بطارسة.
وتوقعت أن يكون للجائحة، تأثيرات جانبية على صحة الطلبة لقلة نشاطهم البدني، والاستمرار باستخدام الأجهزة الإلكترونية واحتمالية تناول أغذية غير صحية.
مؤخرا، وزعت الوزارة وبدعم من “يونيسف”، دليلا إرشاديا لقياس الوزن والطول على المدارس، وأدرجت هذه القياسات على الملفات الصحية الإلكترونية للطلبة، لرصد من يعانون بينهم من زيادة الوزن والسمنة، واستهدافهم لاحقا بمبادرات صحية لتبني أنماط تغذوية صحية، وفق البطارسة.
وتتفق رئيسة الجمعية الأردنية للعناية بالسكري الدكتورة نديمة شقم برأيها العلمي مع القاعود، من حيث افتقار الاردن الى دراسة علمية حديثة، تحصر أعداد المصابين بسكري الأطفال في الأردن، غير أن التركيز على اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط الرياضي في المدرسة او في الحدائق العامة، يساعد الطلبة في التخلص من السمنة الزائدة أو الإصابة بالسكري.
وأشارت إلى ضرورة تعاون المدارس مع الطلبة بإجراء فحص السكري في الدم، وأخذ حقن الأنسولين عندما يحتاجونها، والحصول على الاهتمام والملاحظة والرعاية الكاملة في حالة شعورهم بالمرض أو بالإعياء.
ولفتت إلى أن من حق الطلبة شرب الماء والذهاب إلى الحمام عند الحاجة، وزيادة عدد أيام الغياب المسموح بها عن المدرسة لمراجعة المستشفى عند المرض، والحرية في المشاركة بالأنشطة الرياضية وغيرها من الأنشطة المدرسية.
وبحسب الناطق الاعلامي لـ”التربية والتعليم” الدكتور احمد مساعفة، فان ارتفاع معدلات بعض الأمراض المزمنة بين الطلبة، مرده الجائحة التي دفعت بالطلبة للبقاء أمام الأجهزة الإلكترونية فترات طويلة، وحرمتهم من ممارسة انشطة بدنية، كانوا يمارسونها في المدرسة او بعدها، بخاصة في الحدائق العامة.
وأشار المساعف، الى ان بقاء الطالب لفترات طويلة في المنزل، يدفعه لتناول وجبات غذائية اكثر مما اعتاد عليه، بالإضافة للوجبات السريعة والمكسرات، وكلها تسهم بزيادة سمنته.
وتطرق للحديث عن سلوكيات طلبة في الجائحة، كانوا يقضون أوقات فراغهم بالمكوث امام التلفاز والهاتف النقال، او في النوم، “معربا عن أمله بان تسهم برامج التوعية والتثقيف والنشاطات البدنية خلال العام الدراسي الجديد بعد مرحلة التعافي، مع مراقبة أنواع الأغذية الصحية في المقاصف المدرسية، بالتقليل من الإصابة بهذه الأمراض التي توثر على صحتهم وتحصيلهم الأكاديمي”.
الغد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-06-2022 08:14 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |