بقلم : حاتم القرعان
مؤخّراً ، تداولت بعض المواقع الإخباريّة ، وأفراد على مواقع التّواصل الإجتماعي ، في الأيّام القليلة الماضيّة ، فيديو يظهر فيه مربّي أبقار يدّعي نفوق عدداً من أبقاره في مزارع الضليل ، بمنطقة الخالديّة ، والسّبب في ذلك إهمال الحكومة ووزارة الزّراعة ، وإستجدى أهله وعشيرته والملك للتدخل .

لم تلبث القضيّة طويلاً ، إلى أن أصبحت رأياً عاماً ، فئة متعاطفة مع مربي الأبقار ، وفئة تنتقد الوزارة التي حمّلها ذاته المسؤوليّة .

الفيديو الذي إنتشر ويتحدّث بهِ المزارع ، يرمي بكل أوراقه الإتهاميّة نحو وزارة الزّراعة وتهاونها في عدم المتابعة ، مما أدى ذلك إلى نفوق العشرات من أبقاره وبقيمة باهضة الثّمن .

وزارة الزّراعة ، إن كل المعلومات ، والإتهامات الواردة على لسان مربيّ الأبقار ، عاريّة عن الصّحّة ، والسبب في ذلك إلتفاف صاحب هذه المزرعة على القانون ، وسبب هذه الإتهامات والمسؤليّات هو رفض الوزارة بيع لحوم الأبقار النافقة ، وحاول الآخر بإخفاء الأمر إلّا أن الوزارة علمت من الأجهزة الأمنيّة في المنطقة .

م. خالد الحنيفات ، وزير الزّراعة ، حافظ الدّرس ، وواثق بخطوته ، التقى إثر القضيّة_الخميس الماضي ، مع مساعد الأمين العام للثروة الحيوانيّة ، ومدير زراعة محافظة المفرق ، وخبيراً من جامعة التكنولوجيا ، تحدّث الحنيفات للحضور عن الإجراءات التي قامت بها الوزارة مند وصول الخبر إليها ، تسلّمت مديرية الزّراعة معلومة الذبح داخل المزرعة من قبل الأجهزة الأمنية(الشرطة الملكية للبيئة والسياحة) وليس من صاحب المزرعة وذلك الساعة ٩ مساء يوم الجمعة ٣/٦/٢٠٢٢ ، حيث تعاملت مع المعلومة بشكل مباشر وقامت الكوادر بتشريح ٤ رؤوس من أصل 45 رأسا نافقة ومذبوحة، بطرق غير معلومة وتم سحب عينات دم من الأبقار الحيّة ، وعينات أنسجة من الحيوانات النافقة وعينات من العلف ،وتم استدعاء مختبر البحث الجنائي للمضي في فحص المواد السامة الثقيلة والمبيدات الحشرية .

د. إبتهال الخريشا ، مدير زراعة محافظة المفرق ، تم إتخاذ الإجراءات الإحترازيّة الكاملة ، للتعامل مع قضيّة النفوق ، وعدم إستخدامها للإستهلاك البشريّ .

الخريشا ، مباشرة قمنا بتحريك فريق من قسم الثّروة الحيوانيّة ، ودراسة الحالة وأخذ عينات الدم للأبقار القريبة من النّفوق ، وتم إرسال العينات إلى مختبرات الوزارة ، للكشف عن ما وراء لثام القضيّة .



أدوية ، وخلطات أعلاف ، وأماكن غير مخصصة للذبح ، كلها أسباب قدمها إرشاديو الوزارة ومختصّين لهذه المزرعة ، لإيقاف نفوق أبقاره ، إلّا أنه يرد بطريقة التّنمر والإساءة ، ولا يتقبّل رأياً أو نصيحه .

كل هذه الأحداث بين الوزارة ، وصاحب المزرعة ، وفي صلب القضيّة , التي تخص النّفوق ، هنالك إختلاف واضح في آلية الإدارة للمزارع الخاصة ، فإدارات ناجحة تنقل أصحابها ، وإدارات تقتل .

الحنيفات ، دائماً يثبت حضوره من خلال متابعته الشّخصيّة للمشكلات ، وتواجده في الميدان ، يقدّم الحلول الممكنة ، مُبدعاً في إدارته ، لا يتخلل موقعه أي شائبه ، ويمنع بمصداقيته الشّائعات ، ما يدفعني للكتابة عنه ، أنني كلّي غرابة من مسؤول أردنيّ ، يفعل بهذه الجّرأة والسّرعة , ولا يرمي الأمر على آخر . بل يجلس على طاولة الحوار والمواجهة ، واثقاً بخطوته .

حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين .
بقلم : حاتم القرعان