13-06-2022 12:39 PM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
مائة عام من عمر الدولة مرت ، وما زال التعليم يراوح مكانه بعد ان نهض وبشكل تم الاشارة اليه بالبنان قبيل نهاية المئوية الاولى ، فبعد ان كان الاردن رحم ولود تعليماً ، يٌخرج الكفاءات التعليمة وبشكل نافس اكبر دول العالم في نسبة التعليم وجودته ، فشهد له القاصي والداني ، وكان الاردني يٌستقطب وبشكل استثنائي عن اقرانه اقليمياً ، لما يتميز به من كفاءة واحترافية وتفرد في العملية التعليمية وادارتها ، الا انه ومع نهايات المئوية الاولى وبدون اي مقدمات اخذ التعليم ينتكس وبشكل غير مسبوق ، فتلاشى الاستثمار في التعليم ، واخذ الطلبة العرب وغيرهم يجدون في اماكن اخرى ملاذاً للتعليم اكثر من الاردن ، لاسباب قد تكون مٌتعلقة بجودة التعليم ، او العنف او سلوكيات ادارة الجامعات وغيرها من اسباب عدة .
مائة عام ، وبعد ان كان الاردن يدلف إلى المئوية الثانية ويحدوه الامل بان تكون اي من جامعاته من افضل مائة جامعة في العالم ، او يتميز في نوعية التعليم من حيث مؤائمة المٌخرجات مع سوق العمل ، او تنافس خريجيه مع جامعات اخرى في الاستحواذ على فرص العمل ، او تطبيق الابحاث في مجالات عدة تٌسهم في تقدم وتطور البشرية ، خاصة ان اكثير من الابحاث الجامعية العاليمة اسهمت في تحولات عدة ولكن قلة الدعم الجامعي للابحاث لم يكن كما هو مأمول ، وان نتج عنها نتائج قد تٌسهم في تحول وتطور المجتمع الا ان الابواب موصدة في وجهها للتطبيق .
نعم لقد دلف الاردن إلى المئوية الثانية ، ولم يكن بين جامعاته اي منها من الجامعات المائة عالمياً وتراجعت نسب الاستقطاب لبعض الجامعات ، حتى ان بعضها تم شطبه من قوائم الجامعات المٌعتمدة للدراسة لضعف مٌخرجاتها لدى بعض الدول اقليمياً ، فيما اصبح هناك بعض من السلوكيات التي يتم نشرها والتي تهدف إلى تهشيم صورة الجامعة ، والنيل من مٌخرجاتها ، ومن مستوى طلبتها ومٌحاضريها ، مما جعل بعض الدول التي كانت تثق فيها تتوقف بعض الوقت لاعادة ثقتها بتلك الجامعات ، والتي قد يؤثر سلباً عليها وعلى طلبتها ومٌحاضريها ، مما يجعل ارقام البطتالة تزداد سوءاً.
اليوم نحن امام اشكالية كبيرة في مستويات التعليم في الاردن ، ونوعيتها وجودتها ،ولا يمكن ان يٌنكر هذا المستوى ذو بصيرة ، فيما يغض اصحاب العيون الرمداء والمُتربصين سوءاً بالاردن وتعليمه ، وخاصة الذين يطبلون للتطبيع والمٌتصهينين ، فمن عوامل التراجع والهدم لمنظومة التعليم ، ضعف الادارة الجامعية وتدني تحصيل الطلبة ، ونوعية الطلبة الذين يدلفون إلى الجامعات بالغش ، فضلا عن نوعية المٌحاضرين الذين يتسللوا إلى الجتمعات بالوساطة والمحسوبية وارضاء بعض الجهات ، الامر الذي يٌشكل خطراً داهماً على نوعية وجودة ومٌخرجات التعليم .
ان ما تم تشكيله من لجان عدة لم تٌسهم في تحسين نوعية التعليم ، ولم تكن سوى عبئ كبير جثم على صدر الوطن وتعليمه ، وان من المٌهم ان يكون هناك رغبة حقيقة في تحويل الاتجاهات كافة المٌتعلقة بنوعية وجودة التعليم ، لتتصف يالحصافة والجدية وعدم المٌحاباة والابتعاد عن الفساد والمحسوبية وارضاء اطراف هي معول هدم ، حتى يعود الاستثمار بالتعليم كما كان عليه ، وتصبح جودة التعليم عامل دفع للجامعات لتكون في مصاف الجامعات العاليمة ، تكون مٌخرجاتها سبباً في تقليل البطالة، وتحسين وتطوير المٌجتمع ورفاهية افراده.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-06-2022 12:39 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |