13-06-2022 12:45 PM
بقلم : نصر شفيق بطاينه
منذ عدة سنوات يمر المواطنون بعيشة ضنكا بدأت بفرض الضرائب والرسوم ورفع أسعار المحروقات كل شهر تبعا لأسعار المحروقات العالمي وسعر برميل برنت ، ومن الجدير بالذكر ان لدينا برميل برنت خاص بنا صناعة محلية نقيس عليه الأسعار تسيطر عليه لجنة تسعير المحروقات وممنوع الأقتراب أو الاطلاع عليه من أي جهة كانت حتى مجلس النواب أو غيره ، وعلى ضوء ذلك أرتفعت الأسعار في السوق فأصبح المواطن الأردني تحت مطرقة الحكومات وسندان التجار يقلبونه مثل ما يقلب الحداد قضيب الحديد يمينا وشمالا وأعلى وأسفل حتى يقوموا اعوجاجه وينظفوا جيوبه بما علق بها من وسخ النقود لتبقى نظيفة تلمع مثل الشاش ، وتقلبت عدة حكومات على المواطنين وكل حكومة تأتي وتصرح أنها المنقذ الأعظم للمواطنين من حياة الضنك وتبشرهم بمستقبل باهر ومشرق ، فحكومة تضع خطة اقتصادية لعدة سنوات لحل الأزمة وبعد رحيلها تتفاجأ بأنها زادت مديونية الدولة ، حكومة أخرى توعدك بالخروج من عنق الزجاجة بعد سنة من الزمان بشرط أن يتحمل المواطن رفش الضرائب والرسوم على بطنه ثم ترحل الحكومة لنكتشف اننا عدنا الى قعر الزجاجة ولا بد من المحاولة مرة أخرى للخروج ، حكومة أخرى تأتي تصفق لها على أنها نتاج حراك ومطلب شعبي وانها وسوف تساعدك على الخروج والعودة الى عنق الزجاجة تحسبا للخروج وتقضي على البطالة واذا هي تزيدك من شعرها أبياتا بفرض ضرائب ورسوم جديدة ووضع عليك أثقال بحيث تبقى ملتصقا في قاع الزجاجة وانطبق علينا المثل أو الشعر الذي يقول : دعوت على زيد فمات فسرني فلما جاء عمرو بكيت على زيد ، حكومة أخرى تأتي وتوعدك بالفلاح والليالي الملاح فيفرح المواطن واذا بالحكومة تغلق الزجاجة تماما وتظلل الجزء الشفاف منها حتى لا ترى أيضا . خرجنا من كورونا منهكي القوى والجيوب وبدأنا نتلمس طريقنا ونلملم جراحنا واذا أسعار الشحن العالمي على البواخر قد أرتفعت فارتفعت اسعار السلع لدينا وقدرنا كما هو معروف سابقا وقلناه مرارا أن أصطدام قطارين في الهند أو باصين في موزمبيق ترتفع لدينار الأسعار ، ثم جاءت حرب روسيا _ اوكرانيا فأرتفعت الأسعار ، طبعا أسعار المحروقات ترتفع لدينا تلقائيا جنبا الى جنب مع باقي السلع فهي قاسم مشترك أعظم أو كاللازمة في الشعر والأغاني ، رئيس الحكومة بشرنا قبل عدة أشهر بأن أجمل أيام المواطن لم تأتي بعد ولا بد منها ، ففرحنا أيما فرح فبعض المواطنين حلق شعره فيرزاتشي وبعضهم فصل دشداشه وأخر اشترى بنطلون وأخر جرابات وأخرين جهزوا ادوات الغناء والدبكة انتظارا لذلك اليوم الجميل لأقامة الأفراح والليالي الملاح ، فبعد رفع اسعار السلع الأخير من زيوت وحبوب وكهرباء ومواد غذائية وغيره وكما قلنا في المقال السابق جاء الصريخ وبشرنا برفع اسعار المحروقات بمبلغ غير مسبوق ودخلنا التاريخ ودخلنا مجموعة غينتس في رفع الأسعار وقلنا لعلها الحلقة الأخيرة ، أيام قليلة وتزامنا مع اطلاق منظومة التحديث الاقتصادي التي انتظرها المواطن بفارغ الصبر لعله يجد فيها حلحلة وارخاء للغطاء المو ضوع على
الزجاجة لعل وعسى يتسرب اليه بعض الاوكسجين يستعيد أنفاسه وتعطيه الأمل في الحياة من جديد وخاصة انه فيها وعود بتوفير مليون فرصة عمل خلال عشرية الخطة ويا دوب صفينا في الدبكة فرحا بذلك النتاج وبدأ البورزان يبرزن ومغني الساحة يغني خش الفرح دارنا يا مين يهنينا ومع أول لفة دبكة وطعجة واذا بالصريخ يأتي مرة أخرى مبشرا أن وزير الداخليه اطال الله في عمره بشرنا ان هناك أربع رفعات للمحروقات على الأقل في الأشهر القادمة ففرطت الدبكة وشاشت الناس واخذ كل يدبك على كيفه ويغني على ليلاه وذهب كل باتجاه من الفرحة ويقال ان الفريق الطبي لقياس الضغط لا يزال في حالة عمل واستنفار ... وتم أغلاق الزجاجة مرة اخرى والتأكد من أنه ليس هناك اوكسجين يتسرب للمواطنين في قعر الزجاجة ، ويقال ان وزير الطاقة وصل الى مسامعه أن المواطن اخذ على خاطره من هذا التصريح زعل الوزير اه والله زعل ، زعل اَوي بعدما سمع عن عتب المواطن وقال مش بس رفع المحروقات عندما يتم الرفع عالميا لأ لأ أضيفوا الى معلوماتكم ان الرفع سيتم حتى لو لم ترتفع المحروقات عالميا ورفش الزجاجة موحيا أن أعلى ما في خيلكم اركبوا ، للعلم وزير الطاقة ما في عنده يماه ارحميني ايده والتوقيع على قرار الرفع جاهزة باستمرار ، وكما هو معروف فالمواطن ملطشة ومشمس فاي وزير ممكن يرفع الأسعار ، وزير الصناعة وزير الشباب وزير الثقافة ، مجلس النواب والتجار التجار بتعمل حاجات غريبه بالمواطن وبترفع الأسعار ، والبنوك لها صولتها ايضا ...... ، سبق وقلت اكثر من مرة وليس سرا ولا بد أن المواطن لمسه اننا الدولة الوحيدة الفقيرة في العالم وليس فيها بترول تفرح فيه الحكومات عند رفع أسعار البترول عالميا وتحزن ولا يفرحها انخفاضه حتى يبقى مسلسل رفع أسعار البترول محليا شغال وله عذره . مجلس النواب الكريم تنادت فيه لجنة الطاقة الى اجتماع بدون الحكومة خوفا من ازعاجها حيث خلصت انه لا حاجه لوجود رئيس الحكومة وانها سوف تطلب رئيس الحكومة الى الاجتماع مستقبلا وعند الحاجة والضرورة اذا ارتفعت الاسعار مجددا والان لا داعي فالموضوع مش مستاهل وناقشت الموضوع ورفعت بعض التوصيات ، ( ما في داعي للطم لطمنا تا قلنا كافي على اانواب ) واخذ بعض النواب يتهدد بطرح الثقة بالحكومة في الدورة العادية القادمة ،!!!! والله أعلم اذا كان هناك دورة عادية قادمة !!!! ، الأمر الذي اربك الحكومة وجعلها (في حيص بيص وتفكر في فرض رسوم جديدة خروجا من المأزق ...( زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا فأبشر بطول سلامة يا مربع ) . يروى أن بدويا ومعه ابنه كان مارا باحدى قرى الفلاحين في ايام رمضان وصادف ان رفع اذان المغرب وحان وقت الأفطار فسار الى أقرب مسجد في القرية وجلس بجانبه وتناول فطوره وصلى المغرب واخذه الوقت واذا اذان العشاء يرفع فقال أصلي العشاء واواصل السفر فصلى العشاء واذا باحدهم يصيح أبو بكر الصديق ترضوا عنه وقام الموجودين وصلوا ركعتين ثم صاح أخر عمر بن الخطاب ترضوا عنه وصلوا ركعتين ولم يكن يعرف ان ذلك من صلاة التراويح وعندما ذكر اسم عثمان بن عفان فقال في نفسه يبدو ان الموضوع سيطول ولا بد ان يمروا على جميع الصحابة فخرج الى ابنه غاضبا وناداه ورد الولد يا عونك فقال له يابا اربط الحمار واستناني هون حتى أشوف سنة ................مع هالفلاحين لميت ..( ضع الكلمة التي تراها مناسبة في الفراغ ) .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-06-2022 12:45 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |