حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9987

ثقافتنا ليست بخير

ثقافتنا ليست بخير

ثقافتنا ليست بخير

15-06-2022 10:14 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
في خضم ما يجري من إحتفالات ضخمة تتغنى بالثقافة ، فانها ليست بخير ،فما تسمعه ليس كما تراه وكما قالوا نسمع جعجعة ولا نرى طحينناً ، فالثقافة التي ننشد لم تعد هي ، والتطبيق بعيداً عن الكلام المٌنمق المحفوف بكثير من المغريات ، فلكل سنة وما بعدها نسمع عن مدينة عاصمة الثقافة الاردنية او عاصمة الثقافة العربية ، وكثير من المثقفين حقاً يحاربون في كل شبر من حياتهم ، فلا حدود لهم للتعبير عن ما يجول في خاطرهم عن ما يرونه مخالفاً لما هو مشروع في حياتنا ، فكل الحدود موصودة في وجوه الذين يريدون ان يقولون حقا ً، فيما كثير من الذين يسعون لمد المكتبة الاردنية بالكتب والمؤلفات لا يجدون ابواباً مواربة بعض الشئ احياننا ، بل لم يجدوها اصلاً لما يلاقونه من مٌحاربة وتهميش بالرغم انهم امضوا ساعات وايام طوال في السعي إلى جلب المعرفة وتقديمها للقارئ والمُثقف علها تكون الرواء الذي ينبت زرعاً يٌفيد الساعين الى الحصول على المعرفة .
وفي تعريف الثقافة لا بد ان نقف بعض الشئ عند هذه الكلمات والمفاهيم الجمة ، التي يملؤها كثير من الاتجاهات التي تسعى إلى الهام الافراد لينهلوا منها حتى يكونا اكثر دراية فيما يقومون به ، وتساعدهم على المضي قدما في حياتهم ، الا ان ما نراه اليوم من ثقافات مرورية لا ترتقي الى مستوى ثقافتنا التي كنا عليها ذات يوم ، نحترم الكبير قبل الصغير ونقدم الاعلى على الادنى ، ويمضي صغيرنا في حاجتنا بدون اي تردد او ميل او جمائل ، فلم يكن ذلك الغول المروري فاغراً فاه ، كما هو اليوم حوادث مرورية قاتله وسلوكيات عجفاء مُميتة ، وتصرفات هنا وهناك نالت من الاقتصاد والصحة ونالت من جيوب الكثيرين الذين لا يزالون يألمون من فواجع تلك الحوادث التي كشرت عن انيابها ذات يوم وما زالت بفعل غياب ثقافة مرورية ناجعة وفي ظل غياب ثقافة التواصل والاتصال المٌجتمعي ، وفي ظل غياب ثقافات الحوار وقبول الاخرين كجزء من المٌعادل المرورية، ولم تقف اساب غياب الثقافة عند هذا الحد بل تعداه إلى ثقافة التعبير عن الافراح فالسلوكيات المنحرفة عن مسار القانون ، وثقافة الاحترام للاخرين الذين لا يشاركون في مناسبات مجتمعية كثيرة لم تعد كما كانت عليه قبل سنين طويلة ، كان فيها مبدأ التعامل مع الاخرين مبيني على احترام الطرف الاخر ، فلا ضرر ولا ضرار ، فثقافة الماضي كانت مبينة على ان لا فرح في ظل الحزن ، ولا تعدي على حرية الاخرين في ظل احترام مبادئ الثقافات المٌجتمعية الكثيرة التي بني عليها المٌجتمع الاردني وترعرع فثقافة اليوم ليست بخير لما يجري من ثقافة حزينة تعدت على حقوق الاخرين في احترام سلوك التعبير عن الفرح ، فكم من بريئ ذهب ضحية ثقافة الطيش التي من خلالها يتم استخدام السلاح للتعبير عن الفرح ، وكم من طفل ما زال على سرير الشفاء جراء ثقافة عرجاء ناتحجة عن سلوك اجوف ينتظر ان يتعافى .
نعم ثقافتنا اليوم . ليست بخير ، فكل ما يجري دلي كما الشمس على انها ليست بخير ، وان كان من شأن لها فلا بد من مراجعة سريعة لما يجري من ارهاصات جمة ، ومن سلوكيات ثقافية ليست دالة على سلوكيات الاردني الذي نراه خارج الاردن يحترم ثقافات الاخرين ويتوقف عند كل حد ليس له ، ويقدم الاعلى على الادنى ، ويميز الخبيث من الطيب ، ويرتقي كل يوم بتميزه عن الاخرين بحسن المبادءة وتقديم الافضل والاميز بكل احترافية .











طباعة
  • المشاهدات: 9987
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
15-06-2022 10:14 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم