بقلم : حسن محمد الزبن
قبل أن نصل للوضع المريح يا مواطن، وأقصد في قادم الأيام سيكون الصيف والشتاء مكندش، ولا حاجة لأن تفكر بضغوطات الحياة، لأن وعد الحر دين، ولهذا إركن ربابتك واسندها فـ " أجمل الأيام لم تأت بعد".
يبدو أننا موعودون بعد السنوات العجاف، بأيام الشهد والعسل، ولن تجد يا مواطن ما يعكر مزاجك، أو يسبب لك صداعا، ولا تأخذ بأي كلام شروي غروي، اعتمد كلام الحكومة، وما عليك من كلام الناس، لأنه لا بقدم ولا يأخر، ولتكن مرجعيتك الحكومة، ولا يصيبنك الأرق لأنها فقط صرحت "لا زيادة على الرواتب في ظل الظرف الحالي"، أو توخذ على بالك لأنه "لا إعفاءات على غرامات الأرصدة الضريبية"، أو أن هناك "4 رفعات للمشتقات النفطية"، أو ما هو متوقع " أن تشهد أسعار الألبان في الأردن ارتفاعا بنحو 20 في المئة"، أو...، أو....
يكفي يا مواطن يا شكاء يا بكاء أن الحكومة خففت عنك هذا الشهر، ولبست طاقية شهر حزيران لشهر تموز لتفرح ويمضي العيد بأريحية، وما تتنطط هون وهون، من أجل توفير عيدية الأم والأولاد والأخوات والعمات والخالات والجدات، لأنها عارفة التزاماتك، ولأجل هذا تم " تأجيل أقساط القروض لشهر حزيران بمناسبة عيد الأضحى" و" تأجيل أقساط شهر حزيران المستحقة للاقراض الزراعي"، وطبعا تأجيل أقساط كثير من القطاعات في الدولة، وليس هذا فحسب؛ فهناك وعود تسجل للحكومة ومراعاتها للظرف الذي تعانيه يا مواطن، ويكفي أنه " لا مساس بأسعار الخبز"، و" أسعار اسطوانة الغاز لن تمس"، و" لا رفع لأجور النقل العام" و" لا ضريبة جديدة على سيارات الكهرباء"، وسلسلة من اللاءات التي تخدم مصالحك يا مواطن. وصدق أمير الشعراء حين قال:
وَما نَيلُ المَطـالِبِ بِالتَمَــــــــــــنّي
وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابـــــــا
وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ
إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابـــــــــــــا

أعانك الله يا مواطن، وأعان الله الحكومة،...
لعل قادم الأيام أجمل ،