بقلم : علي الدلايكة
في زيارة قام بها جلالة الملك الى امانة عمان واطلاق امين عمان للاستراتيجية المنوي تنفيذها خلال السنوات القادمة اكد جلالته على ان يشعر اهالي عمان بالخدمات المقدمة لهم وهي رسالة ليست مقصورة على الامانة وليست محددة لاهالي عمان وانما اراد منها جلالة الملك الاعم والاشمل بان تنهض الامانة والبلديات وعلى امتداد الوطن بمسؤولياتها وواجباتها وان لا يقتصر الجهد المبذول وينصب على الاعمال التقليدية كاعمال النظافة وتعبيد الطرق وفتحها وزراعة الاشجار وغيرها وان كانت على غاية من الاهمية وهي ضرورة ملحة بعد بعض المشاهد المؤذية في هذا الجانب وقد سبق ان اشار جلالة الملك الى ذلك صراحة وينطلق الى ما هو اوسع من ذلك واشمل وبما يتلاءم والمئوية الثانية كالتوسع في التنظيم وايصال الخدمات للتجمعات السكانية التي ارهقتها البيروقراطية والانطلاق الى توفير البيئة المناسبة للاستثمار وعقد الشراكات مع القطاع الخاص وبما ينسجم والميزة النسبية للمناطق والتي تزخر بما يشجع ويحفز على الاستثمار وفي مختلف المجالات وان يكون ضمن خطة عمل البلديات ما يحسن واقع النقل والمرور والذي اصبح يشكل تحدي كبير للمواطنيين.... وما اراده ويريده جلالة الملك ان تأخذ البلديات والامانة دورها التنموي المأمول وهذا يتطلب احداث تكاملية في العمل بينها وبين مجالس المحافظات والمجالس التنفيذية وان لا يكون القطاع الخاص بعيدا عن ذلك ...
البلديات والامانة هي القاعدة الاوسع للمارسة الديمقراطية والمشاركة الشعبية في تحمل المسؤولية في القرارات المتخذة وهنا يجب ان تأخذ على عاتقها تحفيز الشباب وتشجيعهم في المشاركة وان يكون لهم دور فاعل في المراحل القادمة من العملية الديمقراطية والحزبية والسياسية سيما وهم يشكلون الغالبية العظمى من عدد السكان وهذا من شأنه ان يخلق القيادات الشابة ويصقل مهاراتهم ويحسن من ادائهم ....
البلديات والامانة هي خط التماس الاوسع مع المواطنيين لذلك يجب ان تتحلى بحسن الادارة والتخطيط والتنظيم وان تكون الوعاء الذي يستوعب الجميع وان تبتعد عن الجهوية والفئوية والتخندق وان لا يكون جلب الاصوات هو الغاية وهو المحدد لمسيرة العمل وكيف يكون بعيدا عن القوانين المرعية والصالح العام مما يؤدي الى الترهل الاداري والمالي ...
هي رسالة ملكية تحمل الكثير من المعاني والكثير مما هو مطلوب وما يجب ان يكون عليه العمل البلدي المنظم والمنضبط وهي تحتاج ان يتم ترجمتها وبشكل فوري على ارض الواقع بخطة عمل مدروسة وواقعية تؤتي اكلها ويشعر بها ابناء الوطن جميعا