بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
تتمثل المواهب البشرية في الخصائص المُختلفة للأفراد، وبشكل جوهري الموهبة تُعني إجمالي كل الخبرات سواء كانت المعرفة او المهارات، وهي تُستخدم كتعبير مُهم يصف الموارد البشرية التي ترغب المُنظمة باستقطابها والحفاظ عليها ،وهي الفطرية التي يتمتع بها أشخاص بعينهم عن اقرانهم وتُمكنهم من أداء أعمال غير مسبوقة لا يتوقعها الأخرين او المنظمة، وتنعكس إيجاباً على مسيرة المنظمة والعاملين فيها.
وتمُثل استراتيجة الجذب والاستبقاء ضمان حصول الامن العام على الموهبة التي تحتاجها وتُحافظ عليها ، على ان يتم إستخدام هذه الإستراتيجية من قبل الامن العام من خلال الابتكار والريادة ، وجذب المواهب من خارجها زيادة على إستخدام أساليب الاستبقاء التي تقوم به داخلياً، والتي تضمن من خلاله ان الأفراد العاملين سيبقون أعضاء مُلتزمين باخلاقيات العمل في الادارات التي تعنى بالتحقيق والمسائلة وسياستها، وتؤدي إلى تدفق الموهبة التي تخلق وتُحتفظ على مُجمع الموهبة
لهذا تضمن قيادة الامن العام العمل على إدارة المواهب بأن يكون لديها دائمًا عدد كافٍ من العاملين لتنفيذ جميع عملياتها ومنع أعباء العمل الثقيلة التي قد تسبب تثبيط الدافع. وستجذب الإستراتيجية الصحيحة فقط نوع الافراد الذين تريدهم في عملها. وستكون هذه التعيينات مبنية على كيفية الجذب وطرقه من خلال التنافس والابتكار وتسعى للتقدم داخل ادارات الامن العام كافة . وأن جذب المواهب هو كل شيء عن العلامة التي تميز كل عمل وتجعله أكثر سهولة.
وان من المهم ان يتضمن جزء كبير من التطوير من خلال النموذج الذي يتم فيه اتخاذ خطوات لتحفيز المواهب على النمو داخل الامن العام .بحيث يجب أن تتماشى مع خطة تطوير العاملين فيه وتتطلب تحديد الأدوار التي يمكن أن ينتقل إليها افراد معينون في المٌستقبل ، اضافة إلى النظر في كيفية توسيع مهارات العمال ومعرفتهم لمواجهة التحديات الجديدة التي تواجه الامن العام والادارات التي تعنى بالتحقيق والوصول إلى خيط الجريمة ، او الفعل الناشئ عنه اضرار او عواقب وخيمة كالارهاب مثلاُ . ولذلك من المٌهم ان تسعى إدارة المواهب في الامن العام للنظر إلى ما سٌيبقي العاملين مٌتحمسين وراغبين في بذل جهد إضافي ، وهذا يتم من خلال بناء نماذج تشبيهية تحتوي على فعاليات عدة ، تشمل مسارح جرائم مٌتعددة ومٌعقدة سواء كانت على ارض الواقع ويحتوي المسرح الجرمي على عناصر مٌعقدة ومٌتشعبة الاحداث والقرائن والادلة ، او جرائم افتراضية ، سواء كانت سيبرانية او جرائم لها علاقة بالانترنت ، او الشبكات الحاسوبية السحابية ، وله ارتباطات خارجية بعيدة المدى .
ومن هنا فان من الضروري تزويد العاملين في جهاز الامن العام الموهوبين بشكل عام بالمعرفة الاستثنائية والتي تتعدى حدود تفكير العاملين في مجالات اخرى ، والعاملين في التحقيق الجنائي والتحري عن الجريمة والمجرمين بشكل خاص بالاضافة إلى ذلك يتطلب التحفيز والإعداد الصحيح لإعطاء الموهوبين الجدد انطباعًا تحفيزياً عن عمل التحقيق منذ البداية، وزيادة الفرصة لبقائهم من خلال العمل الجاد الاستثنائي بشكل اطول في اعمال التحقيق والبحث المستفيض عن جرائم مجهولة ومٌعقدة قد يطول التحقيق فيها .
ان الغرض من الاستبقاء والجذب للمواهب البشرية في الامن العام هو إبقاء الافراد في مجال عملهم لفترة أطول، ولفعل ذلك يحتاج العاملون إلى الاستمرار في الشعور بأن أعمال التحقيق والبحث ومٌكافحة الجريمة انا كان شكلها ونوعها وحداثتها اداء ممٌتع وهادف للعمل، وسيستمر هذا الابداع من خلال التدريب الحديث المبني المنافسة في الوصول إلى النتائج بعيداً عن الافراط في الوصول إلى خيط الحقيقة ،وعلى وأنواع أخرى من المٌشاركة الفاعلة في فعليات كبرى .