18-06-2022 09:48 AM
بقلم : د.الشريف محمد خليل الشريف
بعد سقوط ( الخلافة العثمانية أو الإمبراطورية العثمانية أو الدولة العثمانية ) وكلها أسماء تليق بها عمل الحلفاء وخاصة الدول الإستعمارية منها بريطانيا وفرنسا على تقسيم ماوقع تحت سيطرتها من شعوب وأقاليم إلى دول وكيانات حسب ماخطت أقلامهم وتقتضيه مصالحهم ليتم استعمارها والسيطرة عليها ، وذلك بعد إدراكهم وثقتهم بأن قوة المسلمين تكمن في دينهم الإسلام وقوة العرب في وحدتهم ، وكان بين التركة العثمانية العالم العربي من محيطه إلى خليجه بكل خيراته وثرواته والذي كان التركيز فيه على منطقته الشرقية بلاد الشام والرافدين والجزيرة العربية ، حسب ما مارسم المستشرقون ومخطط سايكس بيكو ، وما كان ليحدث هذا إلا بعد أن إتفق الصليبيون والصهاينة على ضرب الإسلام ليسهل حكم شعوبه وضرب العرب ليتقاسموا بلادهم ويقسموها كما أسلفنا ويولوا عليها عبيدا لهم ينفذون أوامرهم ويطبقون معتقداتهم وأعطوا فلسطين لليهود كوطن لهم ليتخلصوا منهم ومن مكرهم ومؤامراتهم الخبيثة أولا وليكونوا الحارس على مصالحهم ثانيا ، فأصبح المسلمون كالأيتام على موائد اللئام وأصبح العرب لا حول ولا قوة لهم تسلب إرادتهم وخيراتهم أمام أعينهم بل وغيروا معتقداتهم وطمسوا ثقافتهم وشوهوا تعاليم دينهم الإسلام من دين محبة وسلام إلى دين كراهية وإرهاب ليصنعوا لهم دين على مقاسهم وميولهم اسموه دين ابراهام وهم يعلمون أن لا دين بعد الإسلام وان الدين عند الله الإسلام ويجعلوا من عدوهم ومغتصب الأقصى المبارك ومقدساتهم صديق حميم لهم ثم الشريك لهم والحامي لأنظمة حكمهم ، ومازاد هذا العرب إلا مذلة وخنوع وهوان ، وقد صدق نبينا الأعظم محمد رسول الله المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما أخبرنا ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ) فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال ( بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن ) فقال قائل يارسول الله وما الوهن قال ( حب الدنيا وكراهية الموت )
وهانحن كعرب وكنا بداية نشر النور بالإسلام ونشر العلوم والمعرفة لكل بقاع الأرض وصلنا إلى أرذل مايمكن أن تصل إليه الشعوب من الذل والإهانة وأصبحنا فعلا كغثاء السيل ، وهذا ليس ضعفا في الشعوب ولكن خنوع من حكامها ، فنرى ونسمع مايحدث للمسلمين من تنكيل ومجازر متلازما مع محاربة الإسلام والإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كل بقاع الأرض من آسيا إلى أوروبا وأمريكا وأفريقيا ، في ميانمار وما يرتكب من مجازر وحرب إبادة للمسلمين وفي الصين وما يعمل فيهم من سجون ومعتقلات لتغيير معتقداتهم ودينهم وفي كل أوروبا ومايسن فيها من قوانين ضد الإسلام والمسلمين وخاصة فرنسا والنرويج والسويد وفي أمريكا وما يبث من اعلام ضد المسلمين ونعتهم بالإرهاب وليس أخيرا مايحدث الآن في الهند وحرب الإبادة على المسلمين من الهندوس بأوامر مباشرة من زعيمهم بعد الإساءة لرسول البشرية وأعظم قائد في التاريخ صلوات الله وسلامه عليه ، يحدث كل هذا ولا نجد من يتصدى لكل هذا أو يثأر للإسلام والمسلمين ونبيهم صلى الله عليه وسلم من قادة الأمة وانظمتها إلا الإستنكار وإن كان على حياء والمخزي أن بعضهم كان الممول والشريك في مايجري ضد المسلمين ، ولو أن نظاما واحدا من الأنظمة الحاكمة في الخيج العربي اتخذ موقفا حازما وطرد العمالة الهندوسية عن ارضه لجاء زعيمهم وركع توسلا طالبا الغفران وكذلك لو فعلوا مع فرنسا ومع كل من أساء للإسلام لرأينا المسلمين معززين مكرمين ويؤدون شعائرهم بكل حرية وأمان في تلك البلاد ، ولو فرضت الأنظمة العربية سياسة المقاطعة التجارية فقط مع هذه الدول المسيئة لأتت المقاطعة أكلها وحققت المنشود منها وأعادت للمسلم كرامته واحترامه أينما كان مكان تواجده على الكرة الأرضية ، وهذا أيضا دور الشعوب والتي يقع على عاتقها تفعيل سياسة المقاطعه وإن فعلت فهذا يكون نصرا لها ولك ولكرامتها وللإسلام.
ما لقادة هذه الأمة وقد أخذهم الوهن والعجز حتى أصبحوا عاجزين الدفاع عن دينهم ورسولهم صلى الله عليه وسلم ، ولم يفكروا إلا بمصالحهم ومكتسباتهم الشخصية وديمومة حكمهم وسلطانهم حتى فقدوا كرامتهم وأذلوا انفسهم وشعوبهم من أجل ذلك ، ولماذا لا يذكرون زعماء وقادة الأمة الذين خلدهم التاريخ ويحذوا حذوهم عسى أن يكتب الله لهم التوبة ويغفر لهم ويصلح شأنهم ليثأروا وينصروا أمتهم ودينهم ورسولهم صلى الله عليه وٱله وصحبه وسلم .
ويبقى رغم كل ماقيل وما سيقال ، ورغم كل ماكتب وسيكتب ، سيبقى الحل لإصلاح الأمة وقادتها ونصرها وعزها هو الحل الحاضر الغائب العودة إلى الله وكتابه الكريم وسنته الشريفه .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-06-2022 09:48 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |