18-06-2022 10:18 AM
بقلم : منتصر السليمان
تأثير الفرد في مجتمعه ، حالة طبيعيّة ، وتختلف مجهودات الأفراد وإجتهاداتهم بإختلاف المجتمعات المؤثّرة والمُحيطة حولهم ، ويكون تأثير الأفراد هادفاً ، في خدمة العمل المؤسّسي والمُجتمعي ، إن لم يتواكل الشّخص ، ويرمي بثقل ما يحدُث أو ما يرفض على المجتمع أو الدّولة .
الدّولة الواحدة من حكومة وشعب وسياسيات ومساحات واسعة ، يشكّل الفرد الواحد منها نواة الحركة والعمل فيها ، إمّا قائداً بحالته الفرديّة ، ويستطيع بذلك أن يعمل ، ويُنجز ، ويثبت ذاته ، أو يكون إتكاليّ مُتهالك ، ويدفع إزاء كرامته وقوته " ضعفاً " وهواناً .
كتب السّيد قطب مقالته “ ضريبة الذّل" منتصف يونيو عام ١٩٥٢م ، قبل إندلاع ثورة يونيو بخمسة أسابيع ، يقول فيها ، بعض النّفوس الضّعيفة يخيل إليها أن للكرامة ضريبة باهظة، لا تطاق، فتختار الذل والمهانة هرباً من هذه التكاليف الثقال، فتعيش عيشة تافهة، رخيصة، مفزعة، قلقة، تخاف من ظِلّها .
فالعلاقة الوثيقة بين القيادة والكرامة ، لا ينفصلا ، فلا تُباع الكرامة ببخس ، ولا تُستبدل ، وتعزّ على أصحابها ، الذين يجدون بها سبيلاً ، لتحقيق أهدافهم ، وخططهم ، وبناء مجتمعاتهم وبيوتهم ، ولا فرق بين كرامة الذّكر عن الأنثى ، كلاهما وجد ليُحقق ويفعل ، ومن شأنه أن يدافع عن مبدأه وذاته أو حتّى فكرته .
قيادة الرّأيّ Opinion leadership مثلاً ، أشخاصاً مؤثّرين ، وإعتباريين أحياناً ، لديهم القُدرة على التّأثير على المجتمعات والأفراد ، وتكوين آرائهم ، إمتدادهم الطبيعي أصحاب سياسة ، صحافيين ، ورواد الفكر والأدب ، ومشاهير ، ورجال الدّين ، يمتلكون مفهوم الكاريزما والثّقة بالنّفس ، ويكونوا محط إهتمام المؤسسات والحكومات والجّماعات ، في إقناع الآخرين بأفكار معيّنة ، إو إقبال على عملٍ ما .
هل يشترط بك أن تكون سياسياً أو محاميّ ، أو طبيباً حتّى تكون قائداً ؟
لم يرتبط مطلقاً مفهوم القيادة مع المرتبة العلميّة ، أو الشّهادات ، والتّخصصات ، بل يرتبط بثقة الشّخص بنفسه أولاً ، ومن ثم إيجاد الرّسالة والأسلوب ، للشريحة التي يسعى للتأثير فيها .
عندما يكون الفرد قائداً ، ويعلم من أيّ نفق يأتي النّور ، تجده صاحب المشروع " الأنجع " ، وفكرته متوقّدة ، لا يتهافت من السّفح للقاع ، ويكون صاحب الكلمة والرُّبان .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-06-2022 10:18 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |