حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3583

رأس الأخطبوط هيمنة الأعداء وسياسة الأشرار

رأس الأخطبوط هيمنة الأعداء وسياسة الأشرار

رأس الأخطبوط هيمنة الأعداء وسياسة الأشرار

20-06-2022 11:30 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور عديل الشرمان
تتوسع دائرة التكهنات والتحليلات لزيارة الرئيس الأمريكي المتوقعة للمنطقة، والمتتبع لهذه التحليلات على مستوى النخبة المثقفة من الكتّاب والمحللين لن يجد اختلافا كبيرا في فهم مضمونها وأسبابها عن فهم عامة الناس لدوافعها وأهدافها، وهذا يدل على انكشاف أمر السياسة الأمريكية، ولعبة المصالح العالمية التي بات الضعفاء وقودها وأدواتها.
واضح أن لعبة المصالح المشتركة المستترة بين أمريكا وايران أوشكت على الانتهاء، وبانت أدواتها بينونة كبرى، فقد جفّ ضرع البقرة الحلوب في المنطقة بعد سرقة الكثير من خيره بذريعة التهديد الايراني لدول المنطقة، وتوقف عن العطاء خاصة بعد أن انكشف أمر الحالب للمحلوب فتمنّع الأخير عن العطاء، فتقرر ذبح البقرة الصفراء والتضحية بها رغم ارتفاع كلفتها للاستفادة على الأقل من لحمها، والبحث عن مصادر أخرى بديلة تدر حليبا أكثر دسما.
في المقابل طالت أذرع ايران في المنطقة، واشتدّ عودها، وأصبح بوسعها منافسة واستفزاز عدوتها الأمريكية التقليدية، وازعاج ابنتها المدللة في المنطقة، وبدت مصالح الطرفين تتعارض وتتقاطع بما لا يخدم أهدافهما، ولم يعد بمقدور الترياق الأمريكي معالجة السم لأذرع الأخطبوط الأمامية الستة التي منحته القوة، والمرونة، والقدرة على الالتصاق للوصول إلى الهدف مما استدعى التفكير جديا باستهداف الرأس.
لسنوات عدة غضّت الولايات المتحدة الطرف عن ايران صناعة العدو في الذهنية الأمريكية، لتجد نفسها وقد أفلست في التعامل مع الخطر الايراني المتعاظم، في حين باتت تخشى اسرائيل مواجهة هذا الخطر بمفردها، لذا فهي تخطط للعبة قذرة باتت فصولها مكشوفة تخلط من خلالها الأوراق، وتجر المنطقة لحرب طويلة يتم تنفيذها من خلال وكلائها وعملائها في المنطقة، وبدلا من أن تصيد عصفورين بحجر، فهي تسعى لتوسيع دائرة التحالف لتشمل الأردن ودول أخرى إلى جانب دول الخليج العربي في خطوة من شأنها توفير سبع بقرات سمان تحلبها الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل على مدى سبعين سنة عجاف تمر علينا، خاصة وأن (البودي جارد) المعتمد للدفاع عن المنطقة هو الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الذي يتقاضى أعلى الامتيازات والأجور مقابل عمله.
ما يلوح في الأفق هو مخطط لحدث أشبه ما يكون بمسرحية باتت الملامح العامة لفصولها مكشوفة، والطرف العربي هو الخاسر فيها، والأردن بموقعه وامكانياته سيكون الخاسر الأكبر، مخطط يتوحد فيه الأعداء للهجوم على الثور الأسود، لينفرد الأسد بالأحمر الذي لن ينفعه حينها كثرة الخوار من الافلات من هيمنة الأعداء وسياسة الأشرار.
هل يفعلها العرب هذه المرة ويخرجوا عن خوفهم وخنوعهم وصمتهم ليقولوا للرئيس الأمريكي بملء الفم بأن من اولوياتنا الحاجة إلى تحالف لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا ومقدساتنا، والعمل على معالجة أساس البلاء ودرك الشقاء في المنطقة، وأننا لن نَصدقك القول والفعل إن لم تَصدقنا في معالجة ملفات المنطقة، ليعود إلى بلده بخفي حنين، وإلا فالشعوب الخانعة ستبقى تحت سياط الطغمة الظالمة.












طباعة
  • المشاهدات: 3583
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-06-2022 11:30 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم