حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4270

"فقد نصره الله"

"فقد نصره الله"

"فقد نصره الله"

20-06-2022 11:35 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : م. أنس معابرة
ورد في أحداث صلح الحديبية أن عروة بن مسعود - وهو أحد موفَدي قريش الى النبي صلى الله عليه وسلم - جعل يرمق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعينيه، ويتعجب من كمّ الحب والإجلال الذي يحمله الصحابة رضوان الله عليهم تجاه نبيه، فقال: "فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم إبتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيمًا له"، فرجع عروة إلى أصحابه في قريش، فقال: "أي قوم؛ والله لقد وفدت على الملوك؛ وفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله ما رأيت ملِكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداً".
وكان سعد بن أبي وقاص من أرمى الصحابةِ بالقوسِ، ولمّا كان يوم غزوة أُحُد، رأى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم رجلاً من المُشركين قد أثخنَ بالمُسلمين، وقتلَ منهم، فتناولَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم سهماً من كِنانته، وأعطاه لسعدٍ وقال له: اِرمِ فداكَ أبي وأمي.
وسطَّر طلحة بين عبيدالله رضي الله عنه موقفاً أسطورياً في الدفاع عن النبي عليه الصلاة والسلام، فأصبح شهيداً يمشي على الأرض، ونزع أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه إحدى الحلقتين من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسقطت ثنيته، ثم نزع الأخرى، فسقطت ثنيته الأخرى، فكان ساقط الثنيتين، وصار أمين هذه الأمة.
وورد عن عَائِشَةُ بنت الصدِّيق رضي الله عنهما أنها قالت: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ لِحَسَّانَ: "إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ عَنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ".
إن الحملة الشرسة التي يقودها أشخاص ودول ضد نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بين الفينة والأخرى؛ هي جزء من حملتهم على الإسلام وأهله، وإستهداف لرمز من رموز الامة الإسلامية، بقصد تشويه صورتها، وإضعاف الإسلام الذي يكيدهم بإنتشاره الواسع.
لقد تنوعت أساليب نُصرة الصحابة للرسول عليه الصلاة والسلام، فأحدهم دافع عنه بسيفه، ومنهم بسهمه وجسده، وآخر بلسانه وشِعره، وأنت كيف نصرت رسول الله؟
ولقد نصره الله من فوق سبع سماوات حين قال: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّه} [التوبة، 40].
لقد أظهرت بعض الدول وفي مقدمتها دولتي قطر والكويت مشكورتان موقفاً مشرفاً في الدفاع عن النبي عليه الصلاة والسلام، من خلال الإعتراض على التصريحات المسيئة للرسول الكريم، ووجهت للمسيئين رسالة مفادها أننا لا نقبل بأي شكل من أشكال الإساءة لنبينا.
وبما أننا أمة إستهلاكية، لا تأكل مما تزرع، ولا تلبس مما تصنع، فإن بإمكاننا الضغط على تلك الدول التي تحاول النيل من نبينا الكريم وآل بيته من خلال مقاطعة بضائعهم على المستوى الشعبي، وبعيداً عن أروقة السياسة وساحات القصور التي لن تجلب لنا النصر، ولن تعيد الحق الى أهله.
لطالما كانت المقاطعة سلاحاً شعبياً حاداً يصيب في مقتل، وكما آتتْ المقاطعة بالنتائج الإيجابية في حالات سابقة، كمقاطعة المنتجات الدنماركية والفرنسية، فستأتِ بكل خير إن شاء الله في مقاطعة البضائع والعاملة الهندية.

خلاصة القول:
أخي المسلم؛ بإمكانك نصرة الرسول الكريم من خلال مقاطعتك لمنتجات تلك الدول التي ترعى هؤلاء المتطاولين على النبي الكريم، ومن خلال إلتزامك بتعاليم الدين والسنة النبوية الشريفة، ودعوتهم الى الإسلام بالحسنى واللين، وإظهار الوجه الحقيقي المشرق للإسلام، فالإسلام ما إنتشر في تلك البلدان إلا من خلال أخلاق أهله.








طباعة
  • المشاهدات: 4270
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-06-2022 11:35 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم