بقلم : علي الدلايكة
لقد تم طرح فكرة ان تكون الاغوار الشمالية منطقة تنموية خلال الزيارات الملكية للمنطقة لما تتميز به من ميزات نسبية عدة قد لا تتوفر في غيرها من المناطق ومن اهمها القطاع الزراعي الاستراتيجي والذي هو الداعم القوي للامن الغذائي المنشود سيما والعالم ينشد ذلك ويسعى له بكل قوة ويسخر لذلك كل الامكانات والطاقات المتاحة وحيث الازمة الغذائية الخانقة والتي تلوح بالافق بعد الازمة الروسية الاوكرانية ...
هذا اللواء والذي اجتهد اهله في الزراعات المتعددة رغم شح المياه وشح الامكانات الا انه كان القطاع الاهم والذي اثبت موجودية عالية في ازمة كورونا ...
هذا اللواء الذي ما انفك اهله من الجد والاجتهاد في تطوير المنتج الزراعي ليحقق الاكتفاء الذاتي في الكثير من الاصناف ويغزوا الاسواق القريبة والبعيدة كونه منافس قوي وذو جودة عالية ....
هذا اللواء الذي اشاد بقدرت اهله جلالة الملك ووجه كل المسؤولين المعنيين بالقطاع الزراعي لتكثيف الجهود والعناية بهذة المنطقة وتوفير كل السبل للارتقاء بالمنتوج وخصوصا الزراعات غير التقليدية ....
حقيقة هناك معيقات امام هذا القطاع ولكن هناك سبل عدة يمكن ان تساعد على تذليل كل الصعاب والنهوض وبقوة بهذا القطاع ومنها ان يكون هذا اللواء اقليم تنموي يعنى بالزراعة والصناعات الغذائية التي تعتمد على المنتوج الزراعي ....
ان النهوض بهذ القطاع وبما يحقق رؤى جلالة الملك سينعكس اثره الايجابي على القطاع وكل من يمتهن الزراعة وسينعكس ايجابا على الوارد من الدخل لموازنة الدولة الاردنية ويعفينا من الانفاق الكبير وبالعملة الصعبة المترتبة على المستوردات الزراعية والغذائية ...
هذا يقودنا ايضا الى التوجه الى الصناعات التي تعنى بمدخلات الانتاج الزراعي والتي تستنزف الكثير من العملة الصعبة لاستيرادها والتي ارتفعت تكلفتها في الاونة الاخيرة وسببت تحدي كبير للقطاع الزراعي ....
وهذا يقودنا ايضا الى ضرورة توجه ابناءنا الى العمل في القطاع الزراعي والذي جل العاملين فيه من العمالة الوافدة والتي تكلفنا ايضا الكثير من العملة الصعبة التي تخرج الى خارج الوطن وهنا لا بد من تحفيز الشباب على ذلك وتحقيق الامن الوظيفي لهم في هذا القطاع والذي يحتاج الى تعاون حكومي في بدايتة لتترسخ الارادة لدى الشباب وعدم التذرع بثقافة العيب ....
هذا اللواء يعتبر ايضا منطقة جاذبة للسياحة الدينية لوجود العديد من مقامات الصحابة الاجلاء على ثراه الطهور وقد كان بالامكان ان تعتني وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة بشكل افضل مما هو عليه الحال في هذا السياق من خلال السياحة الدينية الداخلية والخارجية بتسويق ذلك اعلاميا حيث ان تم ذلك سوف يحفز الكثيرين من الشباب الى التوجه للمشاريع الصغيرة والمتوسطة المعتمدة على الحركة السياحية ومما يشجع على ذلك ربط السياحة الدينية بالمناطق الاثرية كطبقة فحل ومنطقة ام قيس الملاصقة للمنطقة وكذلك مع السياحة العلاجية بوجود المياه المعدنية العلاجية في الشونة الشمالية والمخيبة ....
كل ذلك وغيره الكثير يحتاج الى جهة واحدة ومرجعية واحدة لا مركزية فيها تدير المشهد ويتمثل ذلك بمنطقة تنموية قادرة على احداث شراكات فاعلة مع القطاع الخاص تكون قادرة على احداث نقلة تنموية يترتب عليها انفراج في عدة مجالات اجتماعية واقتصادية ....
نأمل ذلك