27-06-2022 11:35 AM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تشكل قوة ناعمة غير مسبوقة في التأثير على كثير من مناحي الحياة ، مما يجعلها تلعب دوراً هاماً في تحريك العجلة الامنية ، كونها تُساهم في لعب دورا كبير وبارز في تحويل الاتجاهات والانظار لكافة افرادها ومن ينخرط تحت مظلتها .
ويمكن القول بأن الازمة الأمنية هي تلك الحالة التي يستفحل فيها الحدث الامني، وتتصاعد فيها الاعمال المكونة له إلى مستوى التأزم الذي تتشابك في الامور ويتعقد فيه الوضع إلى الحد الذي يتطلب ضرورة تكاتف جهود العديد من الجهات الامنية وغيرها من اجل مواجهة الاضرار المُترتبة عليه، لتحقيق الهدف المنشود بأقل وقت وجهد، وخسائر مادية وبشرية ، لتتمكن من إدراك الابعاد الحقيقة لتلك الازمة وللحد من إنتشارها ومنعاً لتكرارها.
ويرتبط مفهوم الازمة الامنية بالامن ، وان إختراق هذا الامن ينذر بحدوث كارثة او ازمة ، والازمة الامنية هي تزايد الاحساس والشعور بالقلق والتوتر الداخلي ، وقد يتطور الى مظاهر عدة تتمثل في عدم الإستقرار وفقد الامن والامان ،وهي حالة من الإختلال تصيب اركان الدولة ، او بعض مفاصلها مما يجعلها في موضع صعب وتكون غير قادرة على حفظ اسراسرها وتأمين افرادها ومنشائتها الحيوية في الداخل وقد تصل الى الخارج الامر الذي يتطلب مُعالجتها وإتخاذ إجراءات عالية المهارة ، والحذر .
وحسب مكنمارا ، تتجسد الازمة الامنية في تحديات التنمية ، لان الفوضى وعدم الإستقرار التي تمر بها الدولة نتيجة لعوارض داخلية او خارجية تعبر عن مشكلة في الامن ، مما يجعل اسلوب التعامل مع المشكلة يتجه الى اسلوب إستثنائي وتستدعي إتخاذ قرارات هامة لمواجهة التهديد الذي قد يطرأ ، والازمة الامنية حالة تنشأ نتيجة عدم قبول طرف او عدة اطراف بالقبول باسلوب عنيف مما يجعل رد الفعل يخلق إضطرابات ، لذا فان الازمة تتجسد في تحديات التنمية وان الفوضى وعدم الاستقرار تاتي نتيجة العوارض الداخلية التي تمر بها الدولة .
ولا ينفصل المشهد الأمني عن المشهد الإعلامي في مواقع التواصل الاجتماعي وفي عصر الإعلام التقلیدي ربما كان من الممكن بشكل أو آخر أن تكون هناك مساحة فاصلة مابين الحدث وبین المشهد الإعلامي الذي یُبین المشهد الواقعي للممارسة والأداء الأ ً لمدى دیمقراطیة نظام الحكم، ویصوره للجمهور وهذه المساحة الفاصلة قد تضیق أو تتسع تبعا ً لما يجري في المُجتمع، وطبقا لمدى اعتماد مبدأ الشفافیة في أداء الأجهزة الحكومیة المختلفة والإعتراف على الأمن وتحقیق أداء أجهزة الدولة المنوط بها حفظ النزاهة بحق الجمهور في أن یكون رقیبا ،غیر أنه في عصر الإعلام الرقمي ففي نفس لحظة وقوع الحدث یتم نشره ،والمساحة الفاصلة بین المشهدین الواقعي والاعلامي بالصور واللقطات الحیة وتداول تطبیقات عبر شبكات التواصل الإجتماعي وغیرها يكون موثقا ، إضافة إلى أدوات وسائل التواصل الاجتماعي ، ولذا فإن من أهم وأبرز إنعكاسات ذلك فیما یخص الأزمات الأمنیة، أن تطبیقات الإعلام الإجتماعي تقوم بدور واضح في رصد الممارسات الأمنیة في التعامل مع الجمهور كون مستخدميها هم الاقرب الى الحدث وقد يكونوا في قلب الحدث مما يجعلهم قادرين على نقل كل ما يدور وبشكل مباشر وسريع لا يمكن ان يتم توقيفه مهما كان ، وبصفة خاصة الممارسات التي تحتوى على إنتهاكات أو تجاوزات تسود فلسفة اللحظة والحدث على التناول الإعلامي للأحداث .
إذن في الإعلام الإجتماعي التي توفرها وسائل التواصل الاجتماعي فرصة نفس التي في الإعلام الجدید ولا توجد لدى رجل الأمن اي من التبريرات المُختلفة، فیبرر أو یفسر أو ینقي المعلومات التي یرید تمریرها مقابل ما يماثلها من معلومات على صفحات التواصل الاجتماعي التي اصبحت هي البوتقة التي من خلالها يمكن ان يتم صهر اي شئ قد لا تسمح به قنوات الاعلام الاخرى .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-06-2022 11:35 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |