27-06-2022 12:01 PM
بقلم : محمد يونس العبادي
لطالما كان لتكريم ملوك بني هاشم دلالات متصلة بإرثٍ عميق الجذور، وهذا ما يمكن قراءته من مطالعة الوثائق التي أرخت ووثقت لعدد من الأوسمة والشارات.
ومن الوثائق التي تؤرخ لهذه الأوسمة، الإرادة الملكية التي أصدرها الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، طيب الله ثراه، في 22 حزيران 1949م، إذ صدرت إرادة ملكية بإحداث "قلادة الحسين بن علي" ونص الإرداة جاء فيه: "تحدث قلادة باسم قلادة الحسين بن علي، تمنح لرؤساء الدول وللأمراء ولمن يقوم بخدمات ممتازة من رؤساء الحكومات، وتكون أوصاف هذه القلادة مطابقةً للنموذج المحفوظ في رئاسة الوزراء".
وهذه القلادة، تعد من أرفع الأوسمة المدنية في الأردن، وقد جاءت تسميتها نسبةً إلى الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه، قائد النهضة العربية الكبرى.
وقد أقر الملك المؤسس، التكريم بقلادة الشريف الحسين بن علي، بعد نحو العام، من انتصار الجيش العربي، وبذله لأجل فلسطين، وصونه القدس الشريف، وفي توقيت سياسيٍ هام، إذ كان الملك المؤسس، قد أرسى الدولة وبنيانها، وكيانها، ومؤسساتها، وفي لحظةٍ سياسيةٍ امتازت بنشاطٍ أردني عروبي على صعيد علاقاته الخارجية.
ومن بين الأوسمة التي صدرت بها إرادة ملكية، وذلك بعد الحرب العربية الفلسطينية، وتحمل دلالات تؤكد على عقيدة مؤسسة جيشنا العربية، ومبادئ ملوك بني هاشم، الإرادة بإحداث وسام الإقدام العسكري، إذ صدرت به إرادة ملكية في الثامن أيلول عام 1948م، وقد جاء في نص الإرداة الملكية: "نحن عبدالله الأول ابن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وبعد الإطلاع على المادة (30) من الدستور، نأمر بما هو آتٍ: يحدث وسام باسم وسام الإقدام العسكري، وتكون أوصافه كما يلي: الوجه، مزيناً بصورة صاحب الجلالة ملك المملكة الأردنية الهاشمية، والظهر، منقوشاً بصورة المسجد الأقصى كما هي منقوشة على الجنيه الفلسطيني"
أما حجم هذا الوسام – وفق نص الإرادة الملكية- فقد جاء "بحجم دائرة يبلغ نصف قطرها عشرين ميلمتمراً" وهو وسام مدنه من مادة البرونز، وبه شريط أخضر فاتح اللون بعرض (35 ميلمتراً)، وهو "وسام لأفراد الجيش العربي الأردني الذين يظهرون الشجاعة والبسالة والتضحية في الحرب".
وبالعودة إلى بعض الوثائق، في عهد الإمارة، فقد صدرت إرادة أميرية باستحداث وسام الاستقلال عام 1923م، وذلك في العام الذي نالت فيه الإمارة استقلالها الأول، كما صدرت إرادة عام 1944م، نصت على أنه "تعطى أوسمة النهضة والاستقلال العالية الشأن من جميع الدرجات إلى الأشخاص الأجانب بتنسيب وزير الخارجية وموافقة رئيس الوزراء"، كما أنه "تعطى الأوسمة المشار إليها لموظفي حكومة شرق الأردن وأفراد الجيش العربي بتنسيب الوزير المختص وموافقة رئيس الوزراء".
فإنّ الإنعامات الملكية الهاشمية بالأوسمة، بقيت تؤكد على صلات الأردن، وأدواره، ومن بينها إنعام جلالة الملك المؤسس على رئيس اللجنة التنفيذية الفلسطينية موسى كاظم باشا الحسيني بوسام النهضة من الدرجة الأولى، وذلك عام 1924م، وذلك بعد نحو ثلاث سنواتٍ من تأسيس الإمارة.
إضافةً، إلى استحداث "شارة التقدير للخدمة المخلصة" وذلك عام 1943م، وأوصاف هذه الشارة: "الوجه وتظهر فيه صورة سمو الأمير يحيط بها اسم الشارة، والظهر يظهر في أعلاه التاج الهاشمي وفي والوسط اسم "عبدالله بن الحسين" وله شريط يكون وسطه اخضر عريضا، وعلى كلا الجانبين خطوط ضيقة مستطيلة حمراء وبيضاء وسوداء" هذه الشارة تمنح لأفراد الجيش العربي من رتبة وكيل فما دون، ممن قضوا خدمة في الجيش العربي خمسة عشرة عاماً أو أكثر، سواء أكانت هذه الخدمة متصلة أم غير متصلة، ولم توقع عليهم خلالها عقوبة تزيد عن 30 يوماً في مجموعها.
وكتأكيدٍ على معاني ودلالات هذا التكريم الملكي، فقد كانت من بين آخر الإردات الملكية للملك المؤسس (طيب الله ثراه) إصداره إرادة ملكية بالإنعام على الملك الحسين بن طلال (طيب الله ثراه) وهو الأمير آنذاك بوسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى، كما صدرت إرادة ملكية بمنحه رتبة رئيس فخري في الجيش العربي الأردني، وذلك عام 1951م.
إنّ الإرث الملكي، بما يعبر عنه من تكريمٍ وأوسمةٍ ودلالات، يعبر عن معانٍ وتقدير، ودلالاتٍ، تؤكد على أدوار موصولة وما زالت ماثلةً حتى اليوم، وقلادة الحسين بن علي هي أرفع وسامٍ ملكيٍ، وقد جاء استحداثها حرصاً على توثيق مشروع النهضة العربية، برموزها ومكانها.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-06-2022 12:01 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |