حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1732

على شفا جرف هارٍ - المشكلات

على شفا جرف هارٍ - المشكلات

على شفا جرف هارٍ - المشكلات

28-06-2022 11:38 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : م. أنس معابرة
تطالعنا الأخبار يومياً بأحداث مأساوية، جرائم قتل شنيعة، وتصرفات إجتماعية غير لائقة، وإنحدار أخلاقي عال المستوى، وشذوذ وإدمان من شباب بعمر الورد، كانت الآمال معقودة عليهم في بناء الوطن، وحمل الراية.

قد يستغرب جيل الآباء والأجداد من تلك التصرفات التي لا تمت الى الشرع والدين والأخلاق والعادات والتقاليد بصِلة، والتي لم يجدوها بينهم، حيث كانت الأخلاق هي سيدة الموقف. ولكنني أقول أن تلك التصرفات المنحرفة، والخروج عن العُرف الأخلاقي والديني، شيءٌ كان متوقعاً.

ماذا تتوقعون من جيل إستيقظ ليجد أمة ممزقة، تُنهش من أبناء جلدتها، قبل أن تتداعى عليها الأكلة كما تتداعى الى قصعتها، ويُسفك فيها دماء عشرات الآلاف، ويُشرد الملايين في سبيل الحفاظ على كرسي الزعامة.

ما تتوقعون من جيل وجد ملاذه في تطور الغرب الحضاري، فعكف على تقليدهم تقليداً أعمى، في اللباس والتصرفات والحماقات، حتى لو أنهم دخلوا جحر ضب؛ لتبعوهم.

ماذا تتوقعون من جيل وجد أن الراقصة قد أصبحت أماً مثالية، بينما الأمهات "خنساوات العصر" اللواتي يقدمن كوكبة من الشهداء، يرقدون في غياهب الظلمات، ولا تجد من يجبر خاطرها.

غابت عن شاشاتنا المسلسلات الدينية والتاريخية والإجتماعية والمواعظ الدينية، وأستُبدلت بدراما إباحية، مليئة بالمشاهد الخليعة، التي تحيي الشهوات، وتقتل المروءة، وتهدم الاخلاق.

حتى البرامج الثقافية والأدبية والرياضية التي كانت تزخر بها شاشاتنا، تم إستبدالها اليوم ببرامج مخصصة لإستضافة الفنانين والفنانات، وبات هنالك العشرات منها، وتم إقصاء جميع البرامج التوعوية الهادفة.

بل إمتد الخطر ليصل الى برامج الأطفال، بعد أن كانت تهدف الى التعليم والثقافة، أصبحت اليوم تحث على العنف والقتل والخيانة والخداع، بل وأصبح عدد منها يتناول موضوع المثليين الشواذ بكل بساطة، لترسيخ ذلك في عقول أبناءنا.

إذا كنت تستغرب من جرائم القتل البشعة وحوادث الإنتقام التي تهز المجتمع، وإن تعرضت يوماً لأعمال البلطجة وفرض الأتاوات، وأن كنت شاهداً على حالات الشذوذ الجنسي، فلا بد أن تتذكر بأنها قد أصبحت عادات طيبة يعيش عليها الأبطال في المسلسلات والأفلام التي تغرق بها منازلنا.

إقتصرت التصاريح الرسمية اليوم على الحفلات الصاخبة للفنانين، والتي يتسابق عشرات الآلاف لشراء تذاكرها بأسعار خيالية، في حين يتم التضييق على الأندية القرآنية، ونشاطات المساجد والنوادي الصيفية، ووصفها بالإرهاب والتطرف، وربطها بشخصيات وأطراف غير مرغوب بها، لدرجة أن إقامة فعالية دينية أو ثقافية، أصبح من المستحيلات.

"العرب لديهم مواهب"، و"الصوت"، و"صوت الأطفال"، و"صوتك أقوى"؛ كلها برامج تتنافس لجذب شبابنا وفتياتنا الى الإنحلال الأخلاقي والعريّ، وتقنن الإختلاط، وتبرر كل هذا بالحرية والإنفتاح.
ماذا تتوقعون من جيل وجد الدكتوراه الفخرية تُهدى ل “محمد رمضان" وإتخذوه قدوة، وعاشوا نجاحه الزائف، وعملوا على تقليده في لباسه ومشيته وقصة شعره، وسيشهدون على تضوره جوعاً، ولكن للأسف بعد فوات الأوان، وبعد أن يتسبب في إنحراف الملايين من شباب الأمة.

حتى كلمات الأغاني التي كان يطرب لها الآباء والأجداد تم إستبدالها، وأصبحت أغاني موطني، وإسلام الفدا، والحلم العربي من التراث، وتصدرت اليوم "مفيش صاحب بيتصاحب ومفيش راجل بقى راجل، وأمك صاحبتي وأختك بترقص على مطوتي".

حتى الزواج والخِطبة؛ بعد أن كانت الكلمة لشيخ العائلة وكبيرها، أصبح طلب الفتاة يتم على الأرصفة وفي المولات أمام الجميع، في تعدٍ سافر على كرامة المرأة، وضرب للأعراف والعادات والتقاليد بعرض الحائط.

عرضت في هذا الجزء من المقال المشكلات، وهي فيض من غيض فقط، فالموضوع كبير وعميق، وسأتناول إن شاء الله الحلول في الجزء الثاني منه.











طباعة
  • المشاهدات: 1732
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-06-2022 11:38 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم