29-06-2022 09:49 AM
سرايا - صدر عن الدار الأهلية حديثا كتاب (حارس الحكايات: شهادات، دراسات، مراجعات، تكريما للدكتور فيصل درّاج) تحرير: عيسى برهومة وعامر أبو محارب، يقع الكتاب في 550 صفحة من القطع المتوسط، ترسيخًا لعرف علميّ يكرِّم العلماء الأجلاء، من خلال استكتاب ثلة من الأقلام النقدية والفكرية للتجمع حول ناقد أو مفكر وتقديم لفيف من الدراسات والمقالات العلمية تكريمًا له.
يقول محررا الكتاب في مقدمته: «يأتي هذا الكتابُ ليُعيد لقاموس العرب المنقّح كلمةً علاها اللبسُ الهِجران، إنها الوفاءُ، الوفاءُ لأحبّائنا الأحياء، للذين مرّوا كأرجٍ شذيّ في أمدائنا فتضوعت أروحنا مِسكًا وعودًا، للذين كانوا عمود خيمتنا، وكان بهم اكتمالُ اللحظة، وانتصارُ الوردة على الضوضاء. إنّ هذا الكتاب الذي نهضنا به يحدونا شرفُ العلم وموجباته، تكريمًا لفيصل دراج، وقد أرسى بعلمه لوحة من عطاء وأمثولة جذورها ثابتة، وفروعها تملأ الكون زنايق وقطوفا يانعة».
وقد جاء الكتاب في فصول ثلاثة، تسبقها مقدمة، ومفتتح، وتتلوها قائمة ببلوغرافيا، وذلك على النحو الآتي: مفتتح: ويتضمن شذرات من سيرة فيصل دراج: الصعود إلى المنفى الأول، وحين كنا نطوف في باريس قبل أن نصل إليها، والطريق الطويل إلى فعل: كتَب. والقسم الأول (الشهادات المعرفيّة)، وهي شهادات انطوت على ذكريات شخصيّة ومراجعات عملية كتبها أصدقاء فيصل دراج ورفاق دروبه الطويلة في المعرفة والفكر والنقد الروائيّ. أما القسم الثاني (المراجعات العلميّة)، وهي مراجعات عامية انبرت لمراجعة مشروع درّاج الممتد من الفلسفة إلى الفكر العربي المعاصر انتهاء بالرواية محور اهتمامه، وشغله الشاغل منذ سنين طوال ماضية، من مثل: الرواية العربيّة وإشكالات النشأة، الرواية والحداثة والقوميّة، في الرواية الفلسطينيّة، في التاريخ وراية التخييل التاريخيّ، وفيصل دراج بين النقد والفكر. والقسم الثالث (البحوث المهداة)، وقد قام الباحث حازم الزواهرة في نهاية الكتاب بإعداد ببلوغرافيا مفصلة لجل ما كتبه د. فيصل من كتب وبحوث ومقالات ومراجعات علمية.
وقد شارك في تأليف هذا الكتاب ثلة من الباحثين العرب والشعراء والروائيين من مثل: إبراهيم السعــافين، وادريس الخضراوي وأمـين الـزاوي، ورامي أبو شهاب، وشكري الماضي، وشيـرين أبو النجا، وصبري حافظ، وطالب الرفاعي، وعبدالرحمن تــمارة، وعبدالقادر فيـدوح، وعبدالمجـيد إبراهيم، وعــمـاد عبداللطيف، وغزلان الهاشمي، وغسان عبدالخالـق، وفـائــزة لولـو، وفخري صالح، وفهمي جدعان، ومحسن جاسم الموسوي، ومحمد دكـروب، والمنصف الوهـايبي، ونضال الشّمالي، وهـدى بركات، وواسيني الأعرج.
قد حمل غلاف الكتاب الذي صممه زهير أبو شايب كلمة كتبها الدكتور والمفكر فهمي جدعان تكريما لصديقه دراج قال فيها: «عَرَضَ لي في سياق ما أن أتمثّل فيصل درّاج بما هو، في حياتنا الثقافية المعاصرة، حالة فذّة، حالةٌ لا مثيل لها. وليس ذلك لأنه (الناقد) -بأل التعريف التي تفيد الإطلاق والفرادة والتميّز عن الأقران- وإنما لأنه يجسّد معنىً قصديًّا ذا وجوه تمتد في ما هو وجوديّ ووظيفيّ «يظهران» لخالص وعيي «هنا.. الآن»، في المكان الشاهد والزمان المعطى. يكشف الحضور «الظاهراتيّ» لفيصل درّاج في وعيي عن وجه جوهريّ يشخص في بعض أبطال (تشيخوف): (يستحيل الرضا بالأمر الواقع مثلما يستحيل عدم الرضا بهذا الواقع. لا مكان للحل الوسط. وليس على المرء بالتالي إلا أن يتمرّغ على أرضيّة بيته ويصرخ ويضربها برأسه)! هو على وجه الدقة (الوضع الحديّ) الذي يلهج به كارل ياسيرز والذي يقابله فيصل بصبر وعناد وإرادة رواقيّة». ولد الدكتور دراج سيدتي الجاعونة عام 1943، تخرج في فرنسا عام 1974م في قسم الفلسفة وكتب أطروحة علمية كانت بحثه لنيل درجة الدكتوراه عن (الاغتراب بين ماركس وهيجل).