30-06-2022 11:13 AM
بقلم : علي الدلايكة
المتتبع لكل ما يحصل وما يجري لدينا من احداث ومعضلات يجد ان مرده يعود الى سوء الادارة المتمثل في الترهل الاداري والذي يكون فيه المسؤول مغيب عن ما اوكل اليه من اعمال وواجبات ...وعندما ينصب عمل المسؤول على تحقيق اعلى درجات البرستيج الوظيفي ولا يعنيه ماذا يجري في الميدان وكيف يقوم من هم بامرته باعمالهم ....عندما يأتي المسؤول نتيجة الواسطة والمحسوبية ويكون الغير مناسب في المكان المناسب ....عندما يحرص على تحقيق اكبر قدر من المكافئات المالية له حصريا ولا يعنية حال من يعملون بامرته ...عندما لا يعنيه تطوير وتحديث الاجراءات وادوات العمل لانه لا يملك الانتماء الوظيفي ليكون القدوة لغيرة في العمل وهو ايضا فاقدا لاي صورة من صور الانتماء للوطن ولا يعنيه سمعة ومكانة الوطن محليا ودوليا وليس لدية اي نوع من انواع الغيرة على مصلحة الوطن ...عندما تكون الاجراءات الادارية الوظيفية حبرا على ورق وتكون الميزاجية والتخبط في التخطيط ان كان هناك تخطيط والميزاجية والتخبط في التنفيذ والتطبيق وانعدام الرقابة والمحاسبة رغم كوادرها الموجودة ولكنها قابعة بالمكاتب...ولان هناك تغليب اواصر القربى والحسب والنسب والمعارف على الصالح العام ...عندما تنقطع كل سبل التواصل بين المسؤول ومن يعمل بمعيته وتقتصر على الشللية والتي في الغالب همهما تصفية الحسابات بين العاملين على ظهر المسؤول ويقربون ما يريدون ويبعدون ما يريدون بعيدا عن الكفائة والخبرة ...عندما لا يكون هناك تقييم للاداء للجميع والذي يعتمد على الانجاز والانتاج والانضباطية وروح المبادرة والتطوير للعمل وووووو.....
لقد خسرنا الكثير من المقدرات وخسرنا الكثير من الطاقات البشرية وخسرنا الكثير من الفرص المتاحة نتيجة الترهل الاداري وترتب على ذلك خسائر مالية طائلة بشكل مقصود وغير مقصود وهذة هيئة مكافحة الفساد تعمل ليل لنهار للتعامل مع العديد من قضايا الفساد والتي سببها والمدخل اليها هو الترهل الاداري ...
متجهون الى اصلاح اداري منشود وهو الاهم في هذة المرحلة لوقف النزيف في المقدرات والامكانات وللمحافظة على المكتسبات وما تحقق ...هو حاجة ملحة وبدونه لن نكون قادرين على تحقيق اصلاح سياسي واقتصادي وهنا يجب ان يرافق ذلك اصلاح اجتماعي قيمي لسلوكياتنا وتعاملاتنا واخلاقياتنا والتي اصابها الخلل والوهن فلم تعد الاسرة ومكانتها كما كانت عليه ولم تعد المدرسة والجامعة مؤسسات تربوية وتعليمية لها دور طليعي في حياة الدول والمجتمعات ومستقبل ابنائها ولم تعد العشيرة كسالف عهدها وما هو مأمول منها ....
هناك كم كبير مما يجب اصلاحه في مجال الادارة وهذا يحتاج الى جهد وشفافية عالية ويحتاج الى ارادة صلبة وقوية تنحي كل الاعتبارات امام مصلحة الوطن العليا وعلينا ان نعترف ونقر بالمشكلة وتفاصيلها حتى نحدد العلاج المناسب لها وباسرع وقت ممكن وان نحقق رؤى جلالة الملك الذي ينادي بذلك ومنذ فترة طويلة
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-06-2022 11:13 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |