02-07-2022 09:38 AM
بقلم : أ.د. يونس مقدادي
لقد كانت جائحة كورونا هي بداية التحول نحو التعليم الجامعي عن بُعد ومن خلال استخدام عدة تقنيات معروفة للجميع عبر شبكة الانترنت لتمكين الجامعات من تأدية رسالتها التعليمية والتعلمية على الرغم من خبراتها وامكانياتها المتواضعة في التعليم الافتراضي والتي ما زالت ولأسباب عديدة ومعروفة للجميع ، ولكن لا ننكر بإن هناك محاولات من الجامعات بالبحث عن أفضل التقنيات لقناعات البعض منها بإن التعليم عن بُعد هو أحد الخيارات المطروحة وبقوة لدمجه في منظومة التعليم الوجاهي مما دفع العديد من أصحاب الرأي والاختصاص في التعليم وبالذات التعليم الجامعي للتفكير ملياً لطرح سيناريوهات ومصوغات تهدف إلى البدء فعلياً بتبني منظومة التعليم عن بُعد كأحد الخيارات التعليمية المستقبلية في ظل التوجه العالمي نحو المعرفة الرقمية.
وقد قرأنا في الأونة الأخيرة العديد من المقالات والتي تناولت موضوع التوجه نحو التعليم الافتراضي، والتعليم في عصر المعرفة الرقمية والتي جميعها أكدت بإن التقنيات التي استخدمت في التعليم عن بُعد خلال فترة الجائحة ما هي الإ تعليم وجاهي ولكن بواسطة تقنيات وهذه حقيقية لا ينكرها أحد، على الرغم بإن التعليم عن بُعد أو الافتراضي يختلف بلفسفته القائمة على أن الطالب هو باحثاً للمعلومة من خلال مصادر مختلفة للمعرفة الرقمية وليس مستهلكلاً لها كما هو في التعليم الوجاهي، مما استوقف الكثير من المتابعين بإن الجامعات كانت تنظر لجائحة كورونا وتحدياتها على أنها حالة عابرة دون النظر بتعمق لما هو آتي من تطور تكنولوجي وتقنياته الحديثة والتي أصبحت محط أهتمام وتبني الجامعات العالمية لها ومنها عالم الميتافيرس في التعليم.
أن هذا العالم الافتراضي الجديد والقائم على تقنيات أفتراضية تعمل ضمن الواقع الإفتراضي VR، أو المعزز AR، أو المختلط XR، ومنصات التعليم والتواصل التي أطلقتها شركتي ميتا ومايكروسوفت وجميعها أدخلتنا إلى عالم الذكاء الاصطناعي في التعليم الأفتراضي لمساعدة الجامعات في تشكيل مستقبل التعليم الجامعي بلا حدود.
ولتبني هذا العالم الجديد يرى العديد من المختصين بإن تجربة الجامعات بالتعليم عن بُعد تركت مخزوناً معرفي نتيجة لتجربتها خلال فترة جائحة كورونا والتي من المفترض الاستفادة منها وتوظيفها في وضع الخطط الاستراتيجية المستقبلية وغرضها تحديد معالم مستقبل التعليم تماشياً مع التحولات التكنولوجية العالمية في قطاع التعليم الجامعي، وهذا الأمر أصبح لا يخفى على أحد والأدلة والشواهد كثيرة حيث نجد تسابق الجامعات العالمية إلى تبني تلك التقنيات الحديثة في التعليم لقناعاتهم المؤكدة بإن المعرفة الرقمية والتعليم الرقمي أصبح أمر واقع. والسؤال الذي يطرح نفسه هل جامعاتنا منتبه لما يجري من حولها عالمياً بما أننا نتكلم عن مواكبة التعليم الجامعي الافتراضي العالمي والاهتمام بعالمية التعليم وغيره أم ما زلنا نؤمن بالتعليم الوجاهي والأكتفاء بإستخدام بعض التقنيات والتي أصبحت تقليدية بمفهوم تكنولوجيا التعليم وترحيل كل هذه التوجهات الجديدة إلى اشعاراً أخر بما لا يخدم مصلحة مستقبل التعليم الجامعي.
أن الحديث عن مستقبل التعليم الجامعي ومستجداته قد أستوقفت العديد من المهتمين والمتابعين للشأن الأكاديمي في الجامعات الأردنية بالرغم من تنبؤ الغالبية بإن هذا المستقبل سيصبح أمر واقع وليس ببعيد، وعليه يتطلع المتابعين على من هم في موقع المسؤولية في الجامعات الانتباه استعداداً لتهيئة الجامعات بالوقت المناسب قبل فوات الأوان بدلاً من الانتظار وضياع فرص التطور والمواكبة في ظل مستجدات مستقبل التعليم الجامعي الافتراضي.