حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,18 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1738

من أحداث نكسة حزيران .. رواية ينسجها قاسم توفيق بعنوان “ليلة واحدة تكفي”

من أحداث نكسة حزيران .. رواية ينسجها قاسم توفيق بعنوان “ليلة واحدة تكفي”

من أحداث نكسة حزيران  ..  رواية ينسجها قاسم توفيق بعنوان “ليلة واحدة تكفي”

02-07-2022 10:41 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - صدر للروائي والقاص قاسم توفيق رواية بعنوان “ليلة واحدة تكفي”، التي تجري أحداثها في ليلة نكسة حزيران في العام 1967، والمكان الذي تدور فيه هو مقهى افتراضي.
الرواية الصادرة عن الآن ناشرون وموزعون، جاءت في أربعة فصول تشابكت فيها المصائر، وبرزت خلالها شخصيتان تمحورت الرواية حولهما وهيمنتا على المسار السردي من أوله إلى آخره، هما: الممرضة “وجدان” التي تعمل في مستشفى، فتلجأ لحظة اندلاع الحرب وامتلاء السماء بالدخان إلى المقهى، المكان الوحيد المشرعة أبوابه في ذلك اليوم، لتواجه “ذيب” العامل هناك، وتضطر إلى البقاء في المكان تجنباً للأخطار التي ستواجهها إن قررت التوجه إلى بيتها.
يقول الروائي قاسم توفيق، في تصريح صحفي حول الرواية “هل من المعقول أن تقف أمة بكاملها على عتبة يوم واحد من تاريخها لا تبارحه لأكثر من نصف قرن! تساؤل عاش معي منذ لحظة استيقاظي في عمان صبيحة يوم 5 حزيران سنة 1967 ولم أكن قد بلغت الثالثة عشرة من عمري، على أصوات زوامير الخطر، وعلى فزع غريب كان يستحكم فوق رؤوس السكان الوادعين الآمنين، في عمّان، الذين فوجئوا بأعداد كبيرة من الطائرات تغطي سماء المدينة، وكانت منخفضة وقريبة من الأرض لدرجة أن بعض الرجال المعروفين بسعة خيالهم أقسموا أنهم شاهدوا الطيارين الإسرائيليين وقرؤوا ملامح وجوههم وهم يلقون بقنابلهم على أرض المطار”.
ويشير توفيق إلى أنه في تلك الأيام لم تكن عمّان سوى بيوت قليلة متواضعة، لا تبعد أحياؤها كثيراً عن بعضها بعضاً، وكان المطار الوحيد آنذاك، الذي يحمل اسم الحي الذي يتمركز فيه؛ (ماركا)، مكشوفاً لنا. كنا نرى المدرج وهو يدك بعنف، ونراقب الانفجارات وحركة دوران الطائرات ونحن نحتمي في ملاجئ البيوت، مبينا أن ذلك اليوم أصبح تاريخاً أعظم من كل ما عرفناه من أحداث طوال قرون، فهو لم يمضِ ولم يعبُر؛ بل بقي متسمراً فينا، ويصدمنا بهزاته الارتدادية إلى الآن.
ويقول توفيق إن رواية “ليلة واحدة تكفي” هي محاولة للإجابة عن السؤال الكبير الذي وضع في المقدمة، وهو “هل من المعقول أن تقف أمة بكاملها على عتبة يوم واحد من تاريخها لا تبارحه لأكثر من نصف قرن؟!”، فكان لا بد أن أبحث عن مخرج لما مر بي وما عشته بعد ذلك اليوم وما يزال يؤثر في حياتي.
وواصل توفيق حديثه، لافتا إلى أنه حاول أن يجعل من لقاء امرأة ورجل، في ظروف ملتبسة وغريبة، وفي مكان غير اعتيادي، مدخلاً لنفسيهما، عندما يقرران الكشف عن أزماتهما وعقدهما وانكساراتهما، وكأنهما بهذه العقد يحاكيان حال الأمة كلها قبل ذاك اليوم، ليعلنا أن الهزيمة لم تقع في ذلك اليوم؛ بل إنها كانت مستوطنة في الناس قبل ذلك بكثير.
وخلص توفيق إلى أنه بالرغم من قصر الزمن الذي تجري فيه أحداث الرواية؛ ليلة واحدة، إلا أنها تلقي الضوء على تاريخ الشخصيتين وسواهما من شخصيات بتفاصيله الممتدة في الزمان والمكان.
تتحدث الرواية عن البطل “ذيب”، الذي يضطر إلى الغربة قبل أن يعود إلى بلاده ويفتتح مشروعه الخاص “الريفيرا سناك”، في حين تكون البطلة وهي “وجدان”، ابنة العائلة المهاجرة من فلسطين على إثر النكبة، قد خرجت من قصة حب مؤلمة انتهت بموت حبيبها السابق “عيسى” في حادث مأساوي، فيما يطوف السرد بالخلجات الداخلية للبطلين، مقدما حقيقة ما يشعران به تجاه بعضهما بعضاً، وما يلم بهما من أفكار وسط الوضع المضطرب في تلك الليلة الحزيرانية المشؤومة، التي اختارها الروائي خلفية للأحداث وتطوراتها، بحسب ما جاء في الرواية.
في الصفحات الأولى من الرواية، يقدم توفيق للقارئ تمهيدا من أجل الدخول إلى عالم الرواية، قائلاً:”على الرغم من أن (الريفيرا) هو المكان الذي ترتاح فيه، وتألف العامل اللبق الذي يديره، لكنه صار أكثر صخباً بسبب حركة السيارات والمحلات والزبائن. لم تعرف (أونكل سام)، افترضت أنه مطعم خاص بعمال السفارة الأميركية. دخلته رغبة في أن تعرف ما الذي يخفيه خلف الزجاج المظلل والمعتم. وجدت مكاناً ضيقاً تشغل طاولة مرصوفة بكراسي عالية الحيز الأكبر منه، شدها هدوؤه وقلة مرتاديه، لكنها لم تقرر الهجرة إليه، فقد كان لـ(الريفيرا) في نفسها مكانة ما لا تعرف أن تصفها؛ هل هي العادة وهي التي تخاف التغيير؟ أم الألفة التي تشعرها بأنها في بيتها أو في الشقة المهجورة التي ما زالت تحمل مفتاحها في حقيبتها؟ أم لهاجس مسها ولم تعد تتذكره؛ أنها سوف تعيش هنا ليلة تعادل عمرها كله؟”.
ومن أجواء الرواية “أشرعت الباب للهواء القادم من الخارج. سرحت شعرها بأصابعها. لم تعد معنية بمظهرها بعد أن تملكها إحساس ثقيل بأن لا شيء جميل اليوم. مشت صوب الراديو، أدارته وهي عازمة على تغيير المحطات التي صدعت رأسها بأغنياتها وبلاغاتها. فكرت أن تفتش عن إذاعة لا يبث منها شيء يذكر بالحرب. تصلبت أصابعها فوق المفتاح قبل أن تمضي برحلة البحث، عندما سمعت صوتًا ناعمًا تحبه كثيرا. يا الله هذا صوت “شادية”! ماذا جرى للدنيا في ليلة واحدة؟!: قولوا لعين الشمس ما تحماشي. لحسن حبيب القلب صابح ماشي”.
ويشير توفيق إلى أنه هنا يوضع القارئ أمام مأساوية الحدث في فقرة من الرواية جاء فيها: “أخيراً ملت (شادية)، وسكتت عن الغناء، جاء بعدها صوت غريب لمذيع يقول: (استمعتم إلى شادية في أغنية (قولوا لعين الشمس)، من دار الإذاعة الإسرائيلية في أورشليم القدس، بعد أن انضمت لموجاتنا العاملة صباح هذا اليوم). انهار (ذيب) في مكانه. لجمت (وجدان). حارت بما تفعله. أعادت إطفاء الراديو. سارت صوب حقيبتها، تناولتها، ومضت خارجة، دون أن تلتفت وراءها”.
يذكر أن الروائي قاسم توفيق، حصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من الجامعة الأردنية العام 1978، وعمل في القطاع المصرفي، متنقلاً بين الأردن والإمارات العربية المتحدة وعدد من الدول العربية والأوروبية، ثم تولى إدارة التدقيق الداخلي في أحد البنوك حتى تقاعده. حصل على جائزة كتارا للرواية العربية (2018).
صدر له العديد من الأعمال الروائية منها “ليلة واحدة تكفي”، “جسر عبدون”، “حانة فوق التراب”، “ميرا”، “ماري روز تعبر مدينة الشمس”، “أرض أكثر جمالاً”، “عمّان ورد أخير”، “ورقة التوت”، “الشندغة”، “حكاية اسمها الحب”، “البوكس”، “رائحة اللوز المر”، “صخب”، “فرودمال”، و”نزف الطائر الصغير”.

 

 








طباعة
  • المشاهدات: 1738

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم