04-07-2022 08:13 PM
سرايا - مع انطلاق أول أيام شهر ذي الحجة يكثر البحث عن أوقات التكبير وهل هي مرتبطة باقتراب عيد الأضحى المبارك أم يمكن البدء قبل ذلك؟
وأعلنت المحكمة العليا السعودية أن الخميس 30 يونيو/حزيران 2022 أول أيام شهر ذي الحجة وعليه يكون الوقوف بعرفة يوم الجمعة 8 يوليو/تموز، ويحل أول أيام عيد الأضحى المبارك يوم السبت 9 يوليو/تموز المقبل.
ويبدأ ضيوف بيت الله الحرام أداء مناسك الحجّ في اليوم الثامن من شهر ذي الحجّة ويُسمّى يوم التروية، الذي يوافق يوم الخميس 7 يوليو/تموز، على أن ينتهي موسم الحج لعام 2022 يوم الثلاثاء 12 يوليو/تموز 2022.
وحج بيت الله الحرام فريضة واجبة مرة واحدة في العمر على كل مسلم بالغ عاقل استطاع إليه سبيلاً، لقوله تعالى "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا"، رواه أبو هريرة وأخرجه البخاري والترمذي ومسلم.
وأتاحت المملكة العربية السعودية لنحو مليون شخص أداء مناسك الحج هذا العام من داخل وخارج المملكة، في زيادة كبيرة لأعداد الأشخاص المسموح لهم بأداء المناسك بعد عامين من القيود الصارمة بسبب فيروس كورونا.
متى تبدأ سنة التكبير في عشر ذي الحجة؟
وأوضحت دار الإفتاء المصرية أنّ التكبير لغة التعظيم، والمراد به تعظيم الله عز وجل على وجه العموم، وإثبات الأعظمية لله في كلمة (الله أكبر)، كناية عن وحدانيته بالإلهية.
وأضافت الدار، في فتوى رسمية، أن التكبير شُرع في الصلاة لإبطال السجود لغير الله، وشُرع عند نحر البُدْن في الحج لإبطال ما كانوا يتقربون به إلى أصنامهم، وكذلك شرع التكبير عند انتهاء الصيام بقوله تعالى ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾، (البقرة: 185).
وتابعت ردا على سؤال بشأن حكم التكبير في أيام العيدين وأيام عشر ذي الحجة: "من أجل ذلك مضت السُّنَّة بأن يكبر المسلمون عند الخروج إلى صلاة العيد، ويكبِّر الإمام في خطبة العيد".
وأوضحت دار الإفتاء أن التكبير سنة عند جمهور الفقهاء، إذ قال الله تعالى في آيات الحج: ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾، (البقرة: 185)، وقال أيضا ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ علَى مَا رَزَقَهُمْ مِن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ)، (الحج:28)، ﴿كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ علَى مَا هَدَاكُمْ﴾، (الحج 37).
وبشأن موعد بدء التكبير في العشر من ذي الحجة، قالت الدار إن الفقهاء اختلفوا في ذلك، فبالنسبة للبدء فإنه باتفاق الفقهاء يكون قبل بداية أيام التشريق، مع اختلافهم في كونه من ظهر يوم النحر كما يقول المالكية وبعض الشافعية، أو من فجر يوم عرفة كما يقول الحنابلة وعلماء الحنفية في "ظاهر الرواية"، وفي قول للشافعية.
واستشهدت بـ"عن ابن عمر وأبي هريرة أنهما كانا يخرجان أيام العشر فيكبران، ويكبر الناس على تكبيرهما، سواء في الأسواق والطرقات، أو أثناء الخروج من المسجد، أو في التجمعات، لكن مع أن يكون جهرا لا يؤذي".
التكبير المطلق والمقيد
وفقا لموقع الإمام ابن باز، فإن التكبير في الأضحى مشروع من أول الشهر إلى نهاية اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة؛ لقول الله سبحانه: "لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ" [الحج: 28]، وهي أيام العشر من ذي الحجة.
وقول الله أيضا: "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ" [البقرة:203]، وهي أيام التشريق؛ ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله "، رواه مسلم في صحيحه.
وذكر البخاري في صحيحه تعليقا عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما: (أنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما) وكان عمر بن الخطاب وابنه عبدالله رضي الله عنهما (يكبران في أيام منى في المسجد وفي الخيمة ويرفعان أصواتهما بذلك حتى ترتج منى تكبيرًا)، وروي عن النبي وعن جماعة من الصحابة التكبير في أدبار الصلوات الخمس من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من يوم الثالث عشر من ذي الحجة وهذا في حق غير الحاج.
وذكر الموقع أنه بالنسبة للحاج، فيشتغل في حال إحرامه بالتلبية حتى يرمي جمرة العقبة يوم النحر، وبعد ذلك يشتغل بالتكبير، ويبدأ التكبير عند أول حصاة من رمي الجمرة المذكورة، وإن كبر مع التلبية فلا بأس؛ لقول أنس: (كان يلبي الملبي يوم عرفة فلا ينكر عليه ويكبر المكبر فلا ينكر عليه)، ولكن الأفضل في حق المحرم هو التلبية، وفي حق الحلال هو التكبير في الأيام المذكورة.
وبهذا تعلم أن التكبير المطلق والمقيد يجتمعان في أصح أقوال العلماء في 5 أيام، وهي: يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة.
وأما اليوم الثامن وما قبله إلى أول الشهر فالتكبير فيه مطلق لا مقيد، لما تقدم من الآية والآثار، وفي المسند عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي أنه قال: "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"، وفقا للموقع.