بقلم : د. زيد ابو جسار
﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾
منذ بداية خلق الانسان ,كان في رعاية الله تعالى وحفظه ,فعلمه الاسماء والبيان ,عرفه على عدوه وهو الشيطان الرجيم رمزا للكفر ,كما عرفه على نفسه وهواها ,منحه من اعظم واحب ماخلق الله تعالى وهو العقل البشري القادر على الادراك والتمييز والتحليل ............
الكل يعرف قصة بداية خلق الانسان ,وعصيان تكبر الشيطان على امر الله تعالى في عدم السجود لأدم عليه السلام ,وقصته في اغواءه لأدم عليه السلام في عدم طاعة الله في نهيه عن الاقتراب من تلك الشجرة ,فكان عصيان الشيطان عصيان تكبر ,في حين عصيان ادم عصيان طمع........
لقد بين الله تعالى من خلال قصة بداية الخلق , ان يحذر الانسان من التكبر في خفايا النفس ,التي اظهرها الشيطان ,حيث طرد من رحمة الله تعالى ,ولعن ,فالتكبر في النفس ,هو التكبر على الحق مهما كان في نظر الانسان بسيطا ,لكنه عظيم عن الله تعالى,والتكبر طريقا لكل الذنوب وسوء الخلق
ثم استمرت رعاية الله تعالى للانسان ,من خلال ذكر قصة فرعون وتكبره على الحق ,رغم كل الايات ومعجزاتها ,ومشاهدتها ,اية العصى والدم والضفادع, الا ان الكبر عناد في النفس البشرية ,في تغييب العقل ,لهذا حفظ الله تعالى جسد فرعون ,الذي يشاهد اليوم ويعرض في معارض كل الدول ,حتى يكون اية من اياته المنظوره ,(والكون منظور) ,وتكون حجة على الانسان ,وموعظة ورعاية الخالق له في عدم ضلاله وكفره من مصدر الكبر ..............
من خلال قصة فرعون وتخليد الجسد من ايات الله تعالى,وحفظ اثارهم ,كون الرسالات قد ختمت بخاتم الرسل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ,ليكون الجسد وقصة فرعون بتشعباتها حيث تبين ,ان ارادت الله فوق كل ارادة ,(قصة موسى وامه مع فرعون قصة بني اسرائيل مع فرعون واستعبادهم واستحياء نسائهم البلاء العظيم ,قصة نجاتهم ,واغراق فرعون وجنده .................
ارتباط قصة فرعون مع بني اسرائيل ,فيها دلالة على باطن تكبرهم على الحق في انفسهم وهم مستضعفين ,ظهر عند بداية تحررهم من فرعون ,رغم ما شاهدوا من ايات عذاب ,انزلها الله تعالى على فرعون وقومه ,اية نجاتهم بغرق فرعون وجنده ,,وهذا يذكرنا بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام ,(كما تكونوا يولى عليكم) ,فحقيقة بني اسرائيل انها شبيهة بحقيقة فرعون ,في التكبر على الحق والبشر ,وحب اسعباد الخلق وعنصرية التميز,والاستعلاء على قوانين الدول ,حقيقة واضحه في عصرنا الحديث ,تعبر عن تاريخ بني اسرائيل ,مع الانبياء والرسل كما تعاملهم اليوم مع المقدسات والقتل ................
لقد بين الله تعالى قصة الشيطان مع ادم ,واستمرار مقاصدها مع قصة فرعون ,وتخليدها من خلال ذكرها في القران الكريم ,واية تخليد الجسد ,قصة لها ذكر في كل الكتب السماوية ,لاهمييتها لما فيها من توعية الانسان ,وتحذيره من الكبر على حياة الانسان ,وفي طمس العقل والاستحواذ عليه ,خسارة حياة الانسان في الحياة الدنيا والاخرة .............
بعيد عن من يدعوا تحبه اوتبغضه ,فالانسان قادر على معرفة الحق من الباطل ,فلوا جلس الانسان مع نفسه جلسة صراحة ,بترجيح العقل عليها ,وسئل عده اسئله يكتبها بنفسه ,وكون الانسان يعرف حقيقة اجاباته ,فالانسان قد يكذب ولكن على نفسه لا يكذب ,والنتيجة معرفة تكبره من تواضعه ...............
د. زيد ابو جسار