حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,16 نوفمبر, 2024 م
  • الصفحة الرئيسية
  • أضواء
  • الدكتور نوح الفضول امام مسجد الجامعة الأردنية سابقا يرثي الاستاذ الدكتور أحمد العوايشة بأعذب وأرق رثاء
طباعة
  • المشاهدات: 5414

الدكتور نوح الفضول امام مسجد الجامعة الأردنية سابقا يرثي الاستاذ الدكتور أحمد العوايشة بأعذب وأرق رثاء

الدكتور نوح الفضول امام مسجد الجامعة الأردنية سابقا يرثي الاستاذ الدكتور أحمد العوايشة بأعذب وأرق رثاء

الدكتور نوح الفضول امام مسجد الجامعة الأردنية سابقا يرثي الاستاذ الدكتور أحمد العوايشة بأعذب وأرق رثاء

13-07-2022 11:05 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - وسلام عليه يوم يموت ،حنانيك يا لطيف .
يودعنا فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور أحمد العوايشة شيخ العقيدة في الجامعة الأردنية رحمه الله تعالى بقلب مكلوم وفؤاد باكي نازف ودمعات حرىّ لاهثة،تبكيه وحق لها البكاء،!!ا
اليوم نثر المحبون تراب اليأس على قبر حبيبهم واستاذهم وشيخهم الراحل،بعد أن وضع في لحده وانتقل إلى جوار ربه .
هذا إمامنا وشيخنا الجليل كما ترون،ودعنا على حال عابسة كاليأس،وكهولة بائسة كالهرم،وحياة باردة كالموت، وقد كان أشرق في نفوس طلابه وتلاميذه وأصحابه إشراق الأمل،وأورق في عودهم إيراق الربيع،وولّد في حياتهم معاني الجدّة والإستمرار والخلود!
اي شخص كان في طريق الحياة كالشارد الهيمان ينشد الراحة ولا يجد الظل، فهو لا يضلها عند الشيخ العوايشة ومن كان يفُيض المحبة ولا يجد الحبيب فحتما له مورد عند الشيخ المبارك ،فقد ألبس الناس وهو لا يجدد ما يلبس،وكسب المال ولكنه أنفقه في سبيله الله ولا يبخل بابتسامته على أحد يفيض السعادة على للجميع ببسط كفه وجاهه للناس وقد عالج بعض العيشة مع فئام من الناس لكنه كان الرجل الشيخ السمح الشهم الكريم لا يعرف الغل ولا يحمل الحقد لأنه ينفع الناس لله واظن انه أدرك الغاية ولم يخيب الله أمله فقد اجتمعت القلوب على محبته.
كان الناس حوله كالصوت الأصم لايرجِّعهم صدى،والروح الحائر لايقرهم هدى،والمعنى المبهم لايحددهم خاطر بل هم كالآلة أنتجتها آلةٌ واستهلكها عمل،لكنه جعلهم إخوانه فقضى ديونهم وعالج مشاكلهم وعاش بينهم واحسن عشرتهم ولكم تجاوز عن مسيئهم ولم ير لنفسه الفضل قط عليهم.

ولكم شعرت بالدم الحار يتدفق نشيطاً في جسمي وأنا أعمل معه وتحت إمرته ،ووجدت الأمل القوي ينبعث جديدا في نفوس طلبة الشعوب الإسلامية في أكثر من ثلاث وستين دولة،لقد كان المرح الفتي يضج بوجوده ويملأ المكان بحسن دعابته وعذوبة مزاحه ،ومن جالسه لا يعبأ بالعيش الكئيب لأنه تتراقص على حواشيه الخضر عرائس المنى! هو أخف ظلا من الفراشة في كل روض،ثم لم يعد العمل الذي أعمله معه جديرا بعزمه ،ولا الجهد الذي أبذله كفاءً لغايته،فضاعفت السعي،وتجاهلت النصب،وهو تناسى المرض فعمله لله ديمة،وطلب النجاح في كل وجه ووجده يتوج به.

ذلك لأن الشيخ الذكي الجميل الخلق أطال حيوات الناس المساكين بحياته،ووسّع وجودهم بوجوده،فكان عمره يغوص في طوايا العدم قليلاً قليلا ليمد عمره بالبقاء،كما يغوص أصل الشجرة في الأرض ليمد فروعها بالغذاء.

شغل مسجد الجامعة وقته كله، وملأ وجوده كله،حتى أصبح شغله ووجوده،يحب العمل التطوعي فتسبح روحه في إشراق سماوي من الغبطة لايوصف ولا يحد!!

ماهذا الضياء الذي يشع في نظراته؟ ماهذا الرجاء الذي يشيع في بسماته؟ماهذا الرضا الذي يغمر نفسه؟ماهذا النعيم الذي يملأ شعوره؟ مع المرض والتعب وكثير من المسؤوليات المناطة به ،وقد أفدت منه حسن الخلق وجليل العلم وكثير من الثقافة والأدب وكان ذلك كله انعكاس حياة على حياة،وتدفق روح على روح،وتأثير ولد في والد ومعلم في تلميذ وطالب .

ثم انقضت تلك السنون السابعين ! فَطوِّحت الواحة وأوحش الفقر، وأنطفأت الومضة وأغطش الليل،وتبدد الحلم وتجهم الواقع،وأخفق الطب ومات الإمام الشيخ .

ياجبار السموات والأرض رُحماك!! أفي مثل خفقة الوسنان تبدّل الدنيا غير الدنيا،فيعود النعيم شقاء،والملاء خلاء،والأمل ذكرى؟!

أفي مثل تحية العَجِلانِ يصمت الروض الغَرِد،ويسكن الجامع المملوء سكينة وعملا وجد ومثابرة وهمة وطموح ،ويقبح الوجود الجميل؟! حنانيك يالطيف!!ماهذا اللهيب الغريب الذي يهب على غشاء الصدر ومراق البطن فيرمض الحشا ويذيب لفائف القلب؟

إن قلبي ينزف من عيني عبرات بعضها صامت وبعضها مُعول! فهل لبيان الدمع ترجمان،ولعويل الثاكل ألحان؟ إن اللغة كون محدود فهل تترجم اللانهاية؟ وإن الآلة عصب مكدود فهل تعزف الضرم الواري؟ إن من يعرف حالي معه يعرف حالي بعده! أشهد لقد جزعت عليه جزعاً لم يغن فيه عزاء ولا عظة! كنت أنفر ممن يعزيني عنه لأنه يهينه،وأسكن إلى من يباكيني عليه لأنه يُكبِره،وأستريح إلى النادبات يندبن الشيخ الذي مات والأمل الذي فات والملك الذي رُفع!!

لم يكن العوايشة عالما عادياً حتى أملك الصبر عنه وأطيع السلوان فيه.

والهف نفسي عليه يوم تسلل إليه الحِمام الراصد في وعكة صحية! لقد عبث الداء الوبيل بجسمه الضعيف كما تعبث الريح السموم بالزهرة الغضة! ولكن أدبه وذوقه ولطفه وروحه الجميلة ما برحته أبدا قوية بل بقيت ناصعة قوية ،تصارع العدم بحيوية الداعية المجاهد

أما أعماله فيكفيه عند الله تعالى أنه أتم توسعة المسجد الجامعة الأردنية واضاف إليه مصلى للنساء يكبر عن حجم المسجد نفسه فهنيئا له،بنى المركز الثقافي الإسلامي في الجامعة الأردنية من طابقين بترتيب وتنظيم يشكر عليه ،خصص مركزاً خاصاً للنساء للدورات وتعليم القرآن الكريم،في عهد شجع الدورات والإجازات القرآنية والقراءات القرآنية،في زمانه بدأ نشر العلم والمعرفة للفضاء فتم بث الدروس العلمية والشرعية عبر صفحة خاصة بالمركز والمسجد وغيرها الكثير ،كرم المدراء السابقين للمركز وفرش المسجد في عهده مرتين فجزاه الله تعالى خيرا وبارك الله جهوده وجعلها في صحيفة أحيانا وزلفى لدى ربه في يوم موته ودفنه ولقاء ربه

لنا الله من قبلك ومن بعدك يا استاذنا الدكتور أحمد العوايشه ،وللذين تطولوا بالمواساة فيك السلامة والبقاء.!!

حنانيـك يامـن سكنـت الحنايـا
وحملـت قلـبـي جمـيـع الـرزايـا
واشعـلـت فـيـه جحـيـم الـهـوى
وغـادرتـه جــذوة فــي الـخـلايـا
وكـــم أمـــل قـــد نـــعـمـنـا بــه
فـــبالله ايـــن الـمـنـى والـنـوايـا

كل امرئ وإن طالت سلامته
يوما على آلة حدباء محمول
سبعين عاما في الجهاد قضيتها
من ذا يطيق جهادكم يا أمجد
فكيف تودعك الدموع ......وأنت لها عيون








طباعة
  • المشاهدات: 5414
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-07-2022 11:05 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم