13-07-2022 11:25 AM
بقلم : فداء المرايات
يعد إلغاء الامتحان المنعقد في مراكز اللغات داخل الجامعات ليس إلا تعظيما لامتحانات عالمية ( بلا مأسسة ) وتقنينا لدور المؤسسات التعليمية وصهرا للاستقلالية الأكاديمية وتبعية لعولمة تحمل في طياتها انسلاخ الأجيال من هويتهم العربية
وإن كنت أنا كفداء أدرس باللغة الانجليزية اختصاصي الحالي وأكتب أطروحتي الجامعية فليس جميع التخصصات في الدراسات العليا تدرس باللغة الإنجليزية ومن هنا نجد الوزارة مستمرة بقرارات فيها من الأفق الضيق والتنميط العجيب
فما حاجة طالب يدرس الماجستير أو الدكتوراة في اللغة العربية أو أي اختصاص آخر لامتحانات التوفل والآيلتس وإن كان الهدف رفع جودة معايير الالتحاق بكليات الدراسات العليا ؛ فالأولى أيضا رفع جودة من يدرس المساقات ورفع جودة التجهيزات الفنية والإدارية في الكليات وغيرها ..
وإن كان الهدف تذويب قوميتنا العربية ، فسنظل وسأظل أتحدث العربية في كل مكان وزمان وأقدر وأحترم من يكتبها بلا أخطاء ، ومن ينطقها بلا مراء ومن يعتز بها ولا يثرثر بعبارات أجنبية ..
هذه لغتنا وعلى المؤسسات دعمها وتمكينها ، وجميع هذه القرارات تحمل أبعادا تدعو لتنصل الأجيال من هويتهم وثقافتهم وحضارتهم العريقة .
عمقوا العربية في مؤسساتنا بشكل قويم فهي اللغة الأم ثم علموا الإنجليزية في المدارس ومن ثم اعتمدوا الامتحانات الدولية للغة الثانية ( لمن يلزمه تعلمها ) ووفقا لاختصاصه في الجامعات مجاراة للحداثة ومواكبة للعلم ..
وحالما تنجح المدارس الحكومية في منظومتها بتعلم اللغتين على الأسس المنهجية واللامنهجية يأتي التوقيت المناسب لهذا القرار ليعمم داخل الجامعات الأردنية .
وكما قال نزار قباني :
"خلاصة القضية توجز في عبارة ، لقد لبسنا قشرة الحضارة والروح جاهلية " ؛ وهذا ما نراه في الأجيال اليوم وبدلا من مواجهة هذا الطوفان تظهر قرارات داعمة لهذه القشور .
مع الأسف إن ضياع الأمة مأتاه ضياع لغتها ، وكل أمّة توصف بلغتها وكل لغة توصف بأمّتها ؛ كيف لا واللغة صمام أمن كل ثقافة مقرونة بها .
فداء المرايات
كاتبة وباحثة سياسية
ناشطة في حقوق الانسان
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-07-2022 11:25 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |