13-07-2022 11:27 AM
بقلم : د. الشريف محمد خليل الشريف
اثناء حملته الإنتخابية قال جو بايدن انه يريد أن يجعل السعودية منبوذه وما أن دخل البيت الأبيض حتى اتخذ موقفا أكثر عداءا وتشددا تجاه السعودية خاصة في مجال حقوق الإنسان ولا سيما جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في السفارة السعودية في تركيا وإخفاء جثته بعد تقطيعها عام ٢٠١٨ واتهام ولي العهد محمد بن سلمان بالضلوع في الجريمه ، ولكن بعد الحرب الروسية الاوكرانية وتداعياتها ووضع القيود والعقوبات الأمريكية على روسيا أوقع أمريكا وأوروبا في مأزق بالنسبة للوقود وارتفعت اسعار البترول بجنون بعد أن افتقد السوق العالمي للبترول الروسي وكذلك الإيراني من قبل لنفس السبب العقوبات الأمريكية على ايران ، وكان الحل الوحيد لهذه المعضلة هو توجه أمريكا نحو السعودية ودول الخليج العربي لتعويض النقص العالمي في البترول ومع رفض السعودية للطلب الأمريكي واتخاذ دول الخليج موقفا محايدا من الأزمة حتى لا تسجل موقفا معاديا لروسيا ، وعلى ذلك فإن أزمة الوقود العالمية وما لها من تأثير سلبي على أمريكا وأوروبا هي السبب الجزء الأول لزيارة بايدن إلى المملكة العربية السعودية ، وإن كان بايدن قد صرح بأنه لن يجتمع مع محمد بن سلمان إلا انه وفي حديث آخر قال بأنه ذاهب للسعودية ليس من أجل محمد بن سلمان وإنما لحضور إجتماع دولي وسيكون هو جزء منه ، لا شك ان بايدن يكذب وهو يعرف انه يكذب وأثناء زيارته هذه سيسقط حقوق الإنسان وجريمة مقتل خاشقجي وسيجتمع مع محمد بن سلمان مرغما طالبا وده واستعطافه من أجل زيادة الضخ السعودي للبترول في الأسواق لأنه صاحب الأمر والنهي والحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية وهناك سبب ذو أهمية بالغة لأمريكا ودول حلف الناتو وهو الخوف من توجه السعودية من أن تكون أحد أضلاع مثلث ناتو سعودي روسي صيني حسب مصادر الاستخبارات الأمريكية مما سيجعل بايدن يركع لكل مطالب محمد بن سليمان .
واذا كان الجزء الأول من زيارة بايدن للمنطقة هو لمصلحة امريكا وحلفائها فإن الجزء الثاني فهو خاص بالكيان الإSRAئيلي وماذا سيقدم بايدن من خدمات لهذا الكيان ليكمل مسيرة سلفه ترامب وما قدم من خدمات للكيان الإSRAئيلي ليسدد المستحقات التي عليه للصهيونية العالمية التي أوصلته للبيت الأبيض والتي تخلت عن ترامب نتيجة تصريحاته وخطاباته واقواله الرعناء بحق حكام الخليج وخاصة السعودية واستفزازهم والاستهزاء بهم وبمشاعرهم وبسيادتهم واستمرارية حكمهم على مرأى ومسمع كل العلم ، والمصالح الصهيونية في الخليج والسعودية والعالم العربي كله للحفاظ على أمن وديمومة الكيان الإSRAئيلي أهم من شخص ترامب أو أي رئيس أمريكي فكان لا بد أن تضحي بترامب وغطرسته برئيس وديع يكمل المسيرة ولا يرفض لها طلبا ، فكان بايدن هو الشخص المطلوب وخاصة انه صرح أكثر من مرة وأثناء توليه منصب نائب الرئيس أوباما انا صهيوني ولو لم أولد يهوديا كما زاد في أقواله اذا كنت يهوديا سأكون صهيونيا وأشار بأنه لا يشترط بي ان اكون يهوديا لأصبح صهيونيا وهذا أنا إسرائيل تعتبر ضرورية لأمن اليهود حول العالم ، وهذه الكلمات كانت كافية لتكون له رصيدا كبيرا لدى الحركة الصهيونية لتحتضنه وتضعه في البيت الأبيض ، وما سيقدمه في زيارته للمنطقة خدمة للكيان الإSRAئيلي ماهو إلا جزء من المطالبات المستحقة عليه ، لذا ستكون محطته الأولى في المنطقة زيارة الكيان الإSRAئيلي الجاثم على ارض فلسطين ليقدم له مايسره من تطمينات ومايلبي حاجته من مساعدات وخاصة ان الوضع الداخلي في الكيان أصبح مفككا نظرا للخلافات بين الأحزاب وازمة تشكيل الحكومات والإنتخابات وهذا كله دليل على هشاشة الوضع السياسي الداخلي ، ثم ستكون محطته الثانية سلطة العار في رام الله فما هي إلا لإظهار تأييده لسياسة ونهج محمود عباس والضغط عليه لبذل المزيد من العمل والجهد من أجل حماية الكيان وأمن الكيان بمزيد من التعاون والتنسيق الأمني مع الإحتلال والتصدي ومحاربة حركات المقاومه الفلسطينيه وخاصة الإسلامية حماس والجهاد وذلك مقابل الدعم الأمريكي والصهيوني لعباس وسلطته ، فالقضية الفلسطينية لم تعد من أولويات إدارة بايدن والأولوبة أمن الكيان الإSRAئيلي والذي سيطير به إلى السعودية .
ستكون السعودية هي المحطة الأخيرة والأهم في جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن حيث الملفات الأكثر سخونة التي يجب أن يبحثها في القمة التي ستعقد في جده بعد اجتماعه منفردا في قمة سعودية أمريكيه تجمع بينه وبين الملك سلمان وولي عهده في الرياض للمكاشفة والمصالح، وتضم قمة جده بالإضافة إلى بايدن والملك سلمان بن عبد العزيز وعن يمينه ولي عهده محمد بن سلمان ستضم قادة دول الخليج العربي ومصر والأردن والعراق وربما يلتحق بهم بعض القادة العرب حسب الضغوط الأمريكية والصهيونية والذي سيحكم هذا اللقاء لعبة المصالح والمخاوف فلكل زعيم من المجتمعين حساباته الخاصة ، وحسب ماتم تداوله وتناقلته وكالات الأنباء العالمية فسيكون الطرح الأهم هو انشاء ناتو عربي صهيوني بما يعني تحالف عسكري يضم كل من أمريكا والكيان الإSRAئيلي والدول المجتمعة في القمة لمواجهة الخطر الإيراني المفتعل والذي هو مطلب رئيسي للكيان الإSRAئيلي ، وهذا يعني تحالف عسكري عربي مع عدو الأمة العربية الأول مغتصب فلسطين ومدنس الأقصى المبارك وان يدافع الجندي العربي عن عدوه الصهيوني وان تنصب قواعد للصواريخ وباتريوت والقبة الحديدية والرادارات على الأراضي العربية لتكون خط الدفاع الأول عن الكيان الإSRAئيلي والذي ستكون القيادة والمراقبة بيد قادته ، وبالصراحة التي لن يجرؤ أحد على قولها ستكون شعوب البلاد العربية الموقعة على الإتفاق دروع بشرية لحماية عدوها ، وهذا المطلب الإSRAئيلي هو خوفا من هجمات إيرانية مزعومة على كيان الإحتلال في فلسطين ، وهذا سيناريو لن يكتب له النجاح وان كانت بعض الأنظمة العربيه تؤيده ، فهناك الآن مفاوضات بين إيران وأمريكا بشأن الملف النووي الإيراني برعاية دولة قطر ولن يغامر بايدن بالتخلي عنه وهناك أيضا مباحثات سعودية إيرانية للمصالحة برعاية عراقية والطرفان بحاجة لإنجاح هذه المباحثات ، ولا ننسى أيضا بأن الأردن نفى وجود نية لبناء تحالف عسكري يضم إسرائيل ، وعلى ذلك فإن هذا الطرح ولد ميتا ومن يؤيده يكون قد خان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمسلمين جميعا .
هل ستنتهي زيارة بايدن بذلك ، قلنا أن بايدن جاء مرغما طالبا ود محمد بن سلمان من أجل زيادة ضخ البترول السعودي إلى السوق ولا شك انه سيكون له ذلك فقد أعطى ابن سلمان الكثير أيضا مرغما ملبيا طلبات أمريكا من جهة والصهيونية من جهة أخرى ، فقد انحرف بالسعودية عن مسار الإسلام والذي تعتبر السعودية المنارة له أمام كل شعوب العالم فسجن العلماء الأجلاء ورجال الدين والوعاظ وكل من عارض توجهاته المشبوهة وأبقى على مايسمى بشيوخ السلاطين المسحجين له ولتوجهاته وأنهى عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأحل محلها هيئة الترفيه التي سمحت لكل ماكان محظور ومحرم على ارض الجزيرة العربية من فسوق ومجون وكأنها تعود بأرض الجزيرة العربية إلى عهد قريش والكفر والأمر هنا يطول ، كان كل ذلك مقابل التغاضي الأمريكي عن الجرائم المرتكبه بحقوق الإنسان وقد حصل عليها ، ويبقى المطلب الأمريكي الصهيوني الأكثر إلحاحا وهو انضمام السعودية إلى قافلة الأنظمة العربية المطبعة مع الكيان الإSRAئيلي ليكمل مسيرة التطبيع التي توقف عندها سلفه ترامب وذلك مقابل مايسعى له محمد بن سلمان بتتويجه ملكا على السعودية خلفا لوالده الملك سلمان ، ولقد سار محمد بن سلمان بخطوات التطبيع وربما أكثر من الأنظمة المطبعة فكم من زيارات متبادلة للوفود كل حسب اختصاصه بين السعودية والكيان وهاهم اليهود والصهاينة حاخامات واعلاميين وسياح يصولون ويجولون في الجزيرة العربية وقد وصل بهم الأمر إلى تدنيس المسجد النبوي الشريف وقد اسقط من المناهج المدرسية مايشير إلى اليهود وعداوتهم بل واعتقل الفلسطينيين المقيمين على ارض السعودية الداعمين لحركات المقاومة وهاهو بايدن وكما قال سأكون اول رئيس أمريكي يطير مباشرة من إسرائيل إلى السعودية في رحلة ستكون إشارة رمزية لإجراءات التطبيع بين إسرائيل والعالم العربي ، وقد ذكرت بعض المصادر انه قد عقدت عدة اجتماعات سرية في المملكة السعودية بين كبار مسؤولي الدفاع والأمن الصهيوني مع محمد بن سلمان وبعض المقربين منه تمهيدا للقائه مع بايدن ، وقبل وصول بايدن بيوم واحد وصل إلى السعودية وفد من كبار رجال الموساد إلى السعودية بطائرة إسرائيلية خاصه ، لا شك ان هذا هو تطبيع حقيقي بين النظام الحاكم في السعودية والكيان الإSRAئيلي دون التوقيع على معاهدة للصلح أو التطبيع الذي لن يوافق الملك سلمان التوقيع عليها وستبقى معلقة حتى صعود محمد بن سلمان إلى العرش وربما سيكون توقيع هذه المعاهده من اول الأعمال التي سيقوم بها ، ولكن مما لا شك فيه ان بايدن سيخرج من اجتماعه مع الملك سلمان وولي عهده وكذلك من مؤتمر القمة في جده بمعاهدات واتفاقيات ثنائية ذات أهمية ستكون كلها لصالح الكيان الإSRAئيلي وسيحقق مبتغاه من الزياره .
بقي ان نقول لجو بايدن انت وان كان مرحبا بك من قبل زعماء وقادة المنطقة فهذا ليس حبا فيكم أو في بلادكم ولكن حرصا على مصالحهم واستمرارية أنظمة حكمهم ، أما بالنسبة لشعوب المنطقة العربية فأنت حالك كحال كل اسلافك من رؤساء أمريكا غير مرحب بكم لأننا نعرف حقدكم علينا وعلى الإسلام وطمعكم في خيرات بلادنا فنقول لك ... لا أهلا ولا سهلا ولا مرحبا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-07-2022 11:27 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |