13-07-2022 11:48 AM
نحمل بداخلنا إستعداد فطري للسعي الجاد، ونلتزم بكل مبررات الإجتهاد طوعاً بحين وكرهاً بأحيان، ونبقى بحالة من الترقب لنتائج الإجتهاد، ووفورات السعي، وهذا كله ينسجم مع مفهوم العمارة للأرض وموجبات العبادة.
ومع ما سبق يبقى لدينا شيء من القلق الصحي، الذي لا يتعارض بتاتاً مع اليقين والتوكل وحسن الظن، وربما هذا القلق هو جسر نعبرة لتمام العبادة بإستمرارية الدعاء والتضرع والقيام بالصالحات من الأعمال لضمان تعبيد طريق الرجاء التي توصلنا مع الحق تبارك وتعالى.
ما سبق هو السيناريو الطبيعي الذي ينسجم مع فكر المتصالح مع ذاته المتقبل لمعطيات حياته كيفما كانت ليقينة (عملت اللي علي)، وهذا الشخص يحمل بكل تصرفاتة وتحركاتة فرص خدمة المحيط وتحقيق مفهوم التسخير والنفع العام، بمنتهى السلاسة والإيجابية دون منة أو إستعراض مرضي ، لإدراكة أن الكون قائم على تبادل المنافع وتشارك المصالح، وأن تأخرة عن القيام بهذا الدور سيحيلة لحال شجرة التين الحمقاء التي كانت من أجمل قصائد إيليا أبو ماضي، والتي من خلال أبياتها عظمت قيمة العطاء وأسست لسلوك طيب مفادة أن كثير من العطاء قد لا يقابلة عطاء معلن ومشاهد وآني عاجل.
يقيناً قد تتعارض المصالح وتتعاظم مبررات التنافس المؤذي بهذة الحياة، الأمر الذي جعل هناك سيناريوهات غير طبيعية نضطر أن نكون جزء من مكوناتها لظرف أو لآخر، تتمثل بالعداء والحقد الذي ينبت بأرض عدم الرضا عن الذات وفرصها والسخط المؤسسي على كل من يظهر الإكتفاء ويعلن الحمد حتى وإن كانت تفاصيل حياتة فيها من المعضلات ما فيها.
ربما هذة السطور غير كافية لإظهار حجم المشكلة وحدتها والتي رافقها عدة ظواهر إجتماعية وإقتصادية وسياسية حتى، فسادت الجرائم وانتشرت سلسلة من العداوات العابرة للحدود وكثرت حالات التصفية لأرواح كل ذنبها التجلد بالستر والمباهاة بالنعم.
نحتاج لتبني سياسة عامة بشكل إجتماعي توافقي تشاركي، قبل ان تكون بشكل رسمي موسسي هدفها الأساسي تأكيد الثوابت التي تعطي الجميع حق الحياة الكريمة ضمن فرص الممكن والمتاح تعليمياً وصحياً ووظيفياً، وتعزيز هذه السياسة بوعي أخلاقي مهمته إثراء قيمة التنوع والبناء بشكل إيجابي على الإختلاف بالفردي والجمعي بداية من الشكل واللون وتفاوت المهارات مروراً بالجنسية والمعتقد والتفضيلات الرياضية حتى.
وقبل كل ذلك وبعدة يجب الإيمان بأن لكل منا دور وغاية يراكم المنجزات على بساطتها للوصول بنهاية المطاف لتحقيق هذا الدور وبلوغ تلك الغاية، والعاقل من يحاول كل جهدة للوصول ضمن أقل قدر ممكن من الخسائر والأذى والوجع.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-07-2022 11:48 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |