14-07-2022 08:07 AM
سرايا - من المتوقع ان لا تحظى زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للأراضي الفلسطينية المحتلة والتي يلتقي خلالها الرئيس محمود عباس في إطار جولته للمنطقة، بترحيب كبير من قبل القوى والفصائل الفلسطينية التي ترى أنها تصب في خدمة الاحتلال الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية، مع غياب التوقعات بنتائج إيجابية منها لجهة وقف تصعيد الاحتلال والدفع بجهود إحياء عملية السلام.
وعلى وقع المواجهات العنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في القدس المحتلة واقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك؛ فقد رفضت الفصائل الفلسطينية التسهيلات الاقتصادية التي أعلنت الحكومة الإسرائيلية تقديمها للفلسطينيين عشية زيارة “بايدن” بوصفها بديلاً للعملية السياسية التي تمهد لتطبيق “حل الدولتين”.
وفي حين دعت الفصائل الفلسطينية إلى تظاهرات شعبية حاشدة اليوم في الأراضي المحتلة للتعبير عن الرفض الفلسطيني للمواقف الأميركية التي وصفتها بـ”المتخاذلة” تجاه القضية الفلسطينية؛ فقد سارعت حكومة الاحتلال إلى تقديم “رزمة” تسهيلات اقتصادية لتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين، ووقف بناء 2200 وحدة استيطانية جديدة كانت قد قررت إقامتها في القدس المحتلة قبيل وصول الرئيس “بايدن” للمنطقة، تجنباً “لغضب الإدارة الأميركية”، وفق المواقع الإسرائيلية.
ودعا الحراك الشبابي في فلسطين المحتلة إلى المشاركة في تظاهرة شعبية واسعة اليوم بمدينة رام الله؛ رفضاً لزيارة الرئيس “بايدن” للمنطقة، وتعبيراً عن رفض الشعب الفلسطيني للمواقف الأميركية من القضية الفلسطينية، في ظل تحذيرات فلسطينية من مخطط أميركي إسرائيلي لبناء مجمع دبلوماسي تابع لسفارة واشنطن على أملاك الفلسطينيين في القدس المحتلة.
ورأت حركة “حماس” أن زيارة الرئيس الأميركي “لن تخدم إلا المصالح الإسرائيلية في المنطقة وتضعها كهدف أساسي، على حساب القضية وحقوق الشعب الفلسطيني”، وفق قوله.
في حين استبعد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، نافذ عزام، أن يحمل بايدن، رؤية جديدة للقضية الفلسطينية، معرباً عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة تحاول فقط تشكيل حلف جديد بقيادتها، وترميم علاقاتها في المنطقة.
وقال عزام إن “الولايات المتحدة منحازة للعدو ولا تقف أبدًا موقفاً أخلاقياً تجاه قضايا الأمم والشعوب الأخرى، إذ يحاول الرئيس “بايدن” تعزيز المحور والجبهة التي يمكن أن تكون داعمة للسياسة الأميركية وما يقوم به الاحتلال، نحو تشكيل تحالف تقوده الولايات المتحدة في المنطقة.”
وأضاف إن “المنطقة عاشت نوعاً من الفوضى في ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بينما يحاول الرئيس “بايدن” إصلاح هذا الإرث وترميم علاقات أميركا في المنطقة والعالم بشكل عام وتحسين صورتها، ليس من خلال إنصاف المظلومين وإيجاد حلول أخلاقية للقضايا والأزمات ولكن من خلال تغييب الصورة وتغيير الشكل”، بحسبه.
من ناحيتها؛ دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إلى مقابلة زيارة بايدن برفض شعبي ورسمي، عبر الاحتجاج، وتنظيم فعاليات واعتصامات واحتجاجات شعبية ووطنية على امتداد فلسطين المحتلة والتركيز على المدن والشوارع التي سيمر بها موكب بايدن، وإطلاق حملة رفض شعبية عارمة رافضة للزيارة الأميركية وضد عدوان الاحتلال وداعميه.
واعتبرت أن الهدف من الزيارة الأميركية خدمة مصالح الاحتلال ومنحه مزيدًا من التسليح والدعم العسكري والسياسي والمالي، على حساب القضية الفلسطينية.
من جهته، دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ورئيس اللجنة السياسية في المجلس الوطني الفلسطيني، صالح ناصر، إلى حراك جماهيري واسع للاحتجاج ضد السياسة والمواقف الأميركية المعادية للحقوق الوطنية، وللتعبير عن رفض السياسة الأميركية المنحازة للاحتلال الإسرائيلي.
وقال ناصر، إن إدارة بايدن لم تنفذ أيًا من وعودها للسلطة الفلسطينية وتواصل انحيازها الكامل للاحتلال ودعم جرائمه ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
ودعا ناصر، القيادة الفلسطينية لعدم التعويل على الوعود الأميركية وزيارة الرئيس بايدن للمنطقة، ومغادرة سياسة المراوحة في المكان في ظل الهجمة الإسرائيلية الغير مسبوقة على الشعب وأرضه وحقوقه، والتوجه لتطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي، وتعزيز وحدة وصمود الشعب الفلسطيني.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أنها تنظر بخطورة بالغة لعمليات تعميق وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية والبؤر الاستيطانية وتعتبرها مزيداً من نهب وقضم الأرض الفلسطينية، بما يؤدي إلى تقويض أي فرصة لتطبيق مبدأ حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس المحتلة.
وقالت الوزارة الفلسطينية، في تصريح لها أمس عشية زيارة الرئيس “بايدن”، إن الاستيطان بأشكاله كافة باطل وغير قانوني ويشكل انتهاكا صارخاً للقانون الدولي وللشرعية الدولية وقراراتها وللاتفاقيات الموقعة، ويمثل تهديداً خطيراً لساحة الصراع برمتها وفرص الحلول السياسية للصراع، كما أنه أكبر وأوسع دعوة لدوامة العنف.
ورأت أن وقف الاستيطان ومصادرة الأراضي وجميع الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب غير القانونية يشكل المدخل الحقيقي لخلق مناخات سياسية ايجابية تمهد لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع.
كما أدانت انتهاكات واعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة ضد الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم، بالإضافة إلى المصادقة على المخططات الاستيطانية لتوسيع المستوطنات وما يسمى البؤر الاستيطانية العشوائية، لقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-07-2022 08:07 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |