08-03-2008 04:00 PM
كفاحها بمناسبة يوم المرأة العالمي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وكما جرت العادة تقوم الكثير من المؤسسات التي يكون من ضمن كوادرها نساء بهذا اليوم بتكلف بعضهن كتكريم لهن على استلام مواقع قيادية لمدة يوم واحد فقط وهو ما ينعكس على نفسية المرأة العاملة وتشعر بدورها داخل تلك المؤسسة . على الأغلب يكون التكريم والاهتمام بالمرأة تلك المقيمة في مركز العاصمة او القريبة من صنع القرار وهي التي تشارك في المؤتمرات والندوات وإستطلاعات الرأي وسؤالها عن حقوقها ورغبتها في المشاركه بمختلف الأنشطة . ورغبة مني في تكريم المرأة البعيدة عن مركز صنع القرار وتلك التي لا تعرف طريق صالونات التجميل ولا الطاولات المستديره ولا تجيد التعامل مع الانترنت او تعرف اي نص من نصوص الأمم المتحدة ومعالجتها لقضايا المرأة وحتى انها لا تعرف انه يوجد للمرأة يوم عالمي ، تلك المرأة هي ما زالت ترفض ان تكشف عن شعرها امام التلفاز لإعتقادها ان المذيع يراها تلك المرأة التي لا تزال ترتدي العصبة "والملف"و"والمدرقه" نعم تلك السيدة هدها التعب واجبرها على الجلوس على الارض أرهقها النظر للأعلى ، تلك السيدة حرمت اهم حقها وهي طفلة فقد سارت خلف الأغنام قبل ان تصل لسن العاشرة لوحتها الشمس وخلقت لها ألعاباً من حجر الصوان ومن تربة الأودية الناعمة من "الحولازان"و"الغيصلان" .... وكانت تجمع ازهار الدحنون والنوار.....، من صغرها كانت طبيبة فهي تعرف علاج المغص والاعشاب المناسبة له والصداع وبعض امراض النساء والفطر السام ومرض الاغنام وموسم تزاوجها وأنواع أمراضها ....وهي تجيد التنبؤ بالطقس وتعرف أوقات وعلامات هطول المطر وتحدد وقت المربعانية والحسوم وسعد بلع وسعد السعود وسعد الخبايا .....وفي سن المراهقة لم تتعرف على انواع المكياجات ولا الكريمات المطرية لليد والمخفيه للتجاعيد ولا موعد عيد الحب ولم تجيد قراءة الابراج وتتابع اخبار الموضه والفنانين ...بل كانت تنثر حبات القمح من "شليلها" خلف الدابة التي يسوقها والدها وكنت تنحني وبيدها منجلها تشارك الجميع موسم الحصيدة وتضع ضعف وزنها من الحطب على راسها وتتبع "الحمار" الذي يحمل "الروايا" تنقل الماء لبيت اهلها ، لم تتعلم طريقة صنع الحلويات ولا تزيينها لم تحتفل بعيد مولدها وتدعو صديقاتها لم تقيم علاقة حب مع ابن شيخ العشيرة كما تصورها المسلسلات البدوية لم تتنصب عند الغدير ولم تفرد جدائلها امام الرعيان منعت من الإبتسام ليلاً وهي جالسه بالقرب من النار حتى لا يرى الماره والرعيان بياض أسنانها ،تعلمت عادات الكركك وحتى الشجاعة وإكرام الضيف ولديها الخبرة الكافية بالقضاء العشائري تعرف معنى الجلوه وحقوق الجار وإجارة المستجير و"كروة" الراعي ......جاء نصيبها من الزواج ولم تستشار ولم يؤخذ رايها انتقلت للخدمة من بيت والدها إلى بيت زوجها وبنفس الاعمال انجبت بكرها وهي في الحصيدة واستمرت بالعمل والكفاح وكانت في قمة اخلاصها لزوجها حفظت حقوقه وصانت بيته في غيبته اساء لها ثم احسن ثم اساء ثم احسن ولم تخرج من بيتها ولم تسمح لاي كان بالتدخل بينها وبينه كانت تنظر بعيون اطفالها وتعلم انها مؤتمنه على تربيتهم صبرت وكافحت ولم تتعلم في المدارس عن العناية بالاطفال ولم تتابع برنامج "سوبر ناني" ربت وعلمت وخرجت وقفت في مدرج الجامعة تتنظر خروجه بالروب يرفع لها الشهادة لتطلق الزغرودة المدوية تفقدت طابورالخريجين وأسالت الدمعة على صوت الموسيقات ليخرج عليها وقد حمل الشعار على جبينه زارتها في عيادتها وهي ترتدي ذلك المريول الابيض وتضع السماعة على عنقها ..... تلك الام لم تكرم بيوم المرأة العالمي ولم تكتب عنها السير والمقالات ولم توضع صورتها على صفحات المجلات ولم تكن بيوم من الايام تحت الضوء . بإسمكم جميعاً ادعو تلك المرأة إلى التعاقد مع إحدى دور النشر وتصدر كتاباً بعنوان كفاحي وتجلس امام كشك ابو علي لتوقيع النسخ للمعجبين والمهتمين وتكون ضيفة سهى كراجه في برنامج تحت الضوء في المرة القادمة . هاشم محمود مسلم الزيود
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-03-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |