14-07-2022 02:16 PM
سرايا - يمكن وصف الأمننة بكونها عملية وضع مٌجمل التحديات والمشاكل التي يواجهها مجتمع ما، في سياق التهديدات الأمنية التي تُصور كأنها مٌتعلقة بمٌستقبل الأمة كله،ويمكن وصف الأمننة بكونها عملية وضع مجمل التحديات والمشاكل التي يواجهها مٌجتمع ما، في سياق التهديدات الأمنية، ومن هنا يأتي الأمن وانعدام الأمن، وكذلك الأمني وغير الأمني، وكل منهما ما هما إلا نتيجة لعملية أمننة، خاضعة للسياق السياسي والاجتماعي.
ونظرية الأمننة تسلط الضوء على تلك الأنواع من الخطابات القائمة على نشر مخاوف عامة، وتصويرها كأنها مرتبطة بوجود ومستقبل مجتمع أو نظام أو فئة ما، واعتبار أنها تهدد بقاءه. وقد ركز المنظرون لهذا النموذج، امثال" باري بوزان وأول ويفر"، على الدور الذي تلعبه هذه المخاوف في تبرير النزوع نحو سياسات الطوارئ، من خلال القول بأن "مواجهة المخاطر تكون أولًا"، وقد تكون هذه المخاطر غير ظاهرة او في طي الكتمان وسرعان ما تطل براسها ،وتبرير التدابير الصارمة في سبيل تحقيق هذه الغاية، ومع رواج هذا الخطاب، فإنه ينتقل من كونه تدبيراً استثنائياً أو طارئاً ناتج عن تقويض لعناصر الامن ، إلى كونه جزء من المساومات العادية والنقاشات العامة في المجال السياسي. وإذا كان مفهوم الأمننة يٌعني بشكل أو بآخر عملية تحويل قضايا اجتماعية أو سياسية وحتى شخصية إلى قضايا أمنية، أي إقحام القضايا الأمنية في حقول ومواضيع جديدة، فقد عنى ذلك بالتوازي، إقحام السلطة والتنافس عليها، في هذه القضايا الجديدة.
وقد تطرق عدد كبير نسبياً من الدراسات إلى العلاقة بين صعود الخطابات المٌختلفة وعمليات الأمننة، غير أن عدداً قليلًا من الأدبيات، قد لاحظ أن هناك عمليات أمننة مٌضادة، تنتشر في بعض الأوساط والنٌخب التقليدية تعتمد على التهديد من الخطابات المٌتعددة نفسها. ، وقد تكتنف هذه الخطابات مخاوف عدة ينتج عنها الخوف من الخوف الذي قد يطرأ من بعض الايدي الخفية التي قد تكون وراء الخوف من كثير من الامور التي تتعلق بالحياة وسيرورتها ، وان الخوةف من الخوف يجعل البعض لا يتقدم خطوة الى الامام ويتراجع مما قد يكون نوع من العدوانية التي لا ترتبط بالخوف فقط بل من الامننة التي يرتبط بها كل شئ
فإن نظرية الأمننة تسلط الضوء على تلك الأنواع من الخطابات القائمة على نشر مخاوف عامة، وتصويرها كأنها مرتبطة بوجود ومستقبل مجتمع أو نظام أو فئة ما ، وقد استخدم ميشيل ويليام تعبير "الخوف من الخوف" لوصف هذا النوع من الأمننة المٌضادة، وتتمثل هذه الحالة بشكل مباشر، من خلال إنتاج مخاوف بديلة ضد المخاوف الرائجة، وهنا يبدو ان كل الخطابات ، تسعى إلى تعميم نوع من التهديدات الخاصة بها حيث تتوازى التهديدات من اللاجئين والإرهاب وفساد النخب مثلاً، مع نشوء خطاب مٌضاد، يعتمد على التهديد بقصد اعادة اكتساب شرعية سياسية جديدة، باعتبار أن الخطاب ، وكما العادة هو رائج في أوساط النٌخب الليبرالية ، ويمثل تهديداً على الهوية الليبرالية والديمقراطية للمٌجتمع والدولة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-07-2022 02:16 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |