16-07-2022 10:34 AM
بقلم : هبه حسين إبراهيم عبابنة
أعمالٌ وحشيّة جارمة تهدد المجتمعات البشريّة، نزاعات وحروب اقتصاديّة… مجاعاتٌ ماديّة، نزاعاتٌ أهليّة ، عِرقيّةٌ وطائفية بين الفئات، مناكفات إعلامية ، حروب أعيت الأنفس وفتَّت الأجساد والأرواح – حتى باتت منهكة ، أفعالٌ يدبرها الكبار ويقع ضحيتها الصغار.
نشأت الحروب منذ قديم الأزل وتوالت إلى يومنا هذا ليُدافع رجل الحرب عن حقوق ومصالح دولته بإخضاع سيطرته ونفوذه على العدو من خلال النزاع المسلَّح، وهي وسيلة تخلو من العدل إذ قضت على الكثير من الأشخاص السلميّين الذين لا صِلَة ولا معرفة لهم بالحروب، ومنهم الأطفال الذين ينشأون في مجتمعات مشرّدة مليئة بالأمراض والفقر والمجاعة الّتي غالباً ما تلازمهم، إضافة إلى الأضرار الجسديّة والصدمات النفسيّة والشعور بالقلق وعدم الاطمئنان وكثرة التفكير النابت عن رؤية المشاهد المُريعة أمام أعينهم، إلى أن يستطيعوا النزوح عن أرضهم بحثاً عن مكان أكثر أمناً وأماناً، ولكنهم غالباً ما يُعانون من مشاكل اجتماعية عند الإنتقال من أوطانهم مثل الاستهزاء والسخرية، الّذي يثير غريزة الدفاع عن النفس بأساليب خاطئة قد تكون إجراميّة متمثلة بالسرقة والشتم وأعمال التخريب؛ كَرَد على نظرة الآخرين تجاههم، والحرمان في الشعور بالقبول يؤدي إلى تلويث فِكر هذه الأنفس البريئة باعثة في قلوبهم وأدمغتهم الإحساس بالذنب والغضب من عدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم وأرضهم وحقوقهم، لذلك يجب دعم الجانب الروحيّ لهؤلاء الأطفال من قِبَل الجميع فقد عاشوا مآسٍ وآلامٍ لم يكن باستطاعتهم تحملها، فَلهفِي عليهم منهم الجريح ومنهم اليتيم والضعيف، وعلى الجميع واجب الدعم النفسيّ لهم وعدم إشعارِهم بالانتقاص فالَّذي حدث لم يكن يوماً بسببهم وليس لهم به ذنبٌ ولا خطيئة.
وللدعم الأُسريّ الجانب الأكبر لتحسين وضع أطفالهم، قال تعالى:” يوصيكم الله في أولادكم”، وذلك من خلال حثّهم على التعبير عن مشاعرهم من خوف وفزع واضطراب، والنقاش معهم وتلطيف الأجواء من حولهم وتهيئتهم إلى فكرة نُشوب أحداث سيئة وظروف قاسية وأنهم سيدعمونهم ويبقون معهم رغم ذلك، ورواية قصص عن الصبر والتفاؤل والأمل لهم فهذه الوسيلة تَمسُّ أعماقَهم وتوضّح لهم الصورة بشفافية أكبر وبشكل مفهوم يتناسب وَقِواهُم العقليَّة البسيطة البريئة.
كما ذُكِر الأطفال في القرآن الكريم في العديد من المواضِع نظراً لأهميتهم في المجتمعات وإعمارها فَهُم شباب الغد ورُوّاد المستقبل، قال تعالى:” المال والبنون زينة الحياة الدنيا”، فواجب علينا تذكيرهم باللجوء إلى الله تعالى وأَنّهُ بقدرتِهِ الإلهيّة العظيمة سيحميهم من كلِّ شرٍّ وخوفٍ يُداهمهم.
نظرة رفق إلى الأطفال فهم الأنقياء الذين لم تتلوث عقولهم ولا قلوبهم ، فلتكونوا سنداً لهم لعلهم يذكرونكم بخير.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-07-2022 10:34 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |