16-07-2022 10:46 AM
بقلم : م. أنس معابرة
توفي والد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في بطن أمه، وتوفيت أمه وعنده عليه الصلاة والسلام ست سنوات، فكفله جده عبدالمطلب، وكانت جدته "فاطمة بن عَمْر" تعتني به وتزينه وترعاه، الى أن مات جده، وإنتقل بعدها الى بيت عمه أبو طالب.
قامت على خدمته ورعايته صلى الله عليه وسلم زوجة عمه أبو طالب؛ "فاطمة بنت أسد"، وبعد أكثر من عقدين من الزمان، أسمى الرسول الكريم أبنته بفاطمة، عرفاناً بجميل "الفاطمتين"، وتقديراً لجهودهما على رعايته والإهتمام به.
لم ينسَ النبي الكريم فضل "الفاطمتين" عليه، حتى بعد أكثر من عشرين عاماً، ولم يجد وسيلة لتكريمهما إلا بتسمية أحب بناته اليه بأسمهما، وحتى هذا اليوم ما زلنا نقدر هذا الأسم ونحترمه، وعندما أقام الفاطميون دولتهم في مصر، نسبوا نفسهم الى فاطمة الزهراء، وحملتْ دولتهم أسمها رضي الله عنها.
ورثنا هذه العادة الطيبة منذ القدم، نكرّم آبائنا وأمهاتنا بتسمية أولادنا بأسمهم، فأبي أسمى ولده الأكبر باسم أبيه، وكذلك فعلتُ أنا، وأسمى أثنين من أعمامي أولادهم باسم جدي رحمه الله، وأسمى عمي أبنته بأسم جدتي، وعمي الأخر أسماها بأسم أخته المقرّبة الى قلبه. وحين منَّ الله عليّ ورزقني طفلاً آخر، أسميته باسم والدي الثاني؛ والد زوجتي رحمه الله، لفضله عليّ وكرمه وطيب أخلاقه.
في الخليج ما زالت هذه العادة الطيّبة دارجة أيضاً، فيسمي أحدهم الولد الأكبر باسم أبيه تقديراً لجهوده وتكريماً له وحفظاً لإسمه، ويسمي ولده الثاني بأسم أخيه الأكبر، إحتراماً وتقديراً، وبعدها يدع الأمر لزوجته لإختيار ما تشاء من أسماء أبوها أو إخوتها.
للبر أشكال كثيرة، ولكن لا بد أن يساهم الرسول الكريم في جميع أشكاله، وكان هذا هو أحدها، وأستن لنا النبي الكريم تلك السنة الحسنة، التي توارثها العرب قبل البعثة الشريفة، وأقرها النبي الكريم، لتدوم الى يومنا هذا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-07-2022 10:46 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |