17-07-2022 08:37 AM
بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي
ثياب رثة، ترتديها امرأة شارف على السبعين من العمر اكل الدهر عليها وشرب، وذاقت الأمرين في حياتها، تجاعيد وجهها وكثرة تضاريسه الواضحه تدلل انها لم تحفل بؤنوثتها يوما، تلاحق السيارات بلا كلل او تعب ظاهر وإرهاق خفي، تنتظر الإشارة الضوئية التي تمنع السيارات من السير، وبحركة شبابية أقرب للركض منها للهرولة تلحق اغلب السيارات المتوقفة وتعرض عليهم ما تحمل وتبيع، فمنهم من يتأفف من العرض وطريقته، ومنهم من يتعاطف معها ويشير لها انه غير راغب بالشراء، واخرون يشترون مجاملة لها، وبعضهم يحسب انها طريقة مؤدبة( للشحدة) فيحاول أحدهم او احداهن ان ينقدها او تنقدها ما تيسر *
انها هناك *(إشارة الدوريات تجاه صويلح) من فترة طويلة، هذه المرأة وهي تحمل بين يديها المتعبتين، بقدونس، ونعنع وجرجير، وتقضي ساعات طويلة تبيع ما جاءت به من حِمل ثقيل، وبمحض الصدفة ولان وقوفها يصادف طريقي شبه اليومي، وقفت السيارات، استجابة لاوامر الإشارة الضوئية، فإذا هي تنطلق كعادتها الى السيارات بسرعة لتعرض هذه البضاعة على اغلب السيارات ان استطاعت، معرضة نفسها وجسدها المتعب إلى مخاطر الدهس من سائق متهور واخر على عجل، وقامت بعرض ما لديها على سائق السيارة التي تقف أمامي، ودار بينهم حوار طرشان لان السائق مغلق النافذة ولم يكن يرغب بالشراء، وبعد حين من الوقت القصير يظهر انه قد حن عليها قلبه، وفتح نصف الزجاج واعطاها دينار، ودار حوارسريع بينهم، ولبعد المسافة لم ادري طبيعة هذا الحوار، واضاءات الإشارة وانطلقت السيارات، فما كان منها وبسرعة البرق ان قذفت بأكثر من ربطة مما تحمل داخل السيارة ولذات بسرعة إلى الرصيف لتتجنب السيارت التي علت زواميرها وسرعتها اشتدت، انها بذلك الفعل نطقت بكل الكلمات وحكت كل حكايات الكرامة وعزة النفس والأنفة، انها أكدت لهذا السائق ومن رأها انها تبيع بشرف وكرامة وعزة نفس ولا تدّعى ذلك لاستدرار عطف الناس ورحمتهم وشفقتهم، ليشتروا منها، وجسدت قول الحق سبحانه، وتحسبهم اغناء من التعفف، صدق الله العظيم
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-07-2022 08:37 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |