19-07-2022 02:32 PM
بقلم : لمياء الحسينات
أن يسخر الإنسان من أحلام غيره ،لمجرد أنه لا يستطيع الوصول إليها ، أو إنّها أكبر من قدرته ،ومن المَعيب أن يستهزئ الإنسان بأهداف الناس لأنه قد حقّقها مسبقاً، أو أنه تجاوز تلك المرحلة ،كأن ينظر السّباح الماهر بسخرية لمن يلمس الماء لأول مرّة ، وقس على هذا ،كأن الخبير وُلِدَ كذلك !!
هناك نقص في نفوس الذين يظنون أنهم يعلمون كل شيء، وأن العالم فاشل لو لم يكن نسخة عنهم ، أو يأخذ شيئاً من ملامحهم ،هناك عقده لا تَنفكّ إلا حين نُدرك أنّ لكل واحدٍ غايته ،وقدرته، ومهارته ، ولكل إنسان حُلمه ومساره وطريقته ،لا يشترط أن نكون بقالبٍ واحد،وأن نشترك بذات الإطار ،هناك إختلاف ،وعلى الجميع القبول به !
الذين يجدون في أنفسهم ضيقاً من غايتك، واستصغارًا لخُطوتك، وضَعفاً لقُوتك،لا تقلق بهم ،ليس عليك إرضاء البشر والوقت بين يديك أقل من كتابه ردٍ عليهم ،أو أن تجتهد لتثبيت لهم ،لا تعمل لأجل أحد، ولا تنافس إلا نفسك ،وأعظم انتصارٍ لك أن تهزم هَواك،أمّا الذين يتفرّغون للكلام والهَمز والضحك ،ذاك قدرهم ولن يبلغ المجد إلا أهل التعب ،ولن يصل الى من صَدقَ (والنَّعيم لا يدرك بالنعيم) ركز على ما تُحِب ،اجتهد ألف مره ،انتَقِ سُكان قلبك،واختَر رفاق دربك، أحطِ نفسك بالكبار ،ورافق شبيه قلبك ،تَمسّك بإخلاص قصدك،وضبط نيتك، وخذ من القرآن رؤيتك،واختر لحياتك جسر التعب ،وأعلم أن الراحة بالتّرك، والقوه بالتَّخلي،وليس الترك كِبرٌ يفسد حاجتك، ولا التَّخلي اعتمادٌ دون توَكّلَ .
كل الدّقائق التي تعبت بها اليوم تلقاءها غداً ، لا بد لكل شيء أن يأخذ وقته ، لابدّ للبذرة من سقاءٍ وماءٍ وتعب ،ولا بد لمن تاَق الجمال أن يرى الظلام أولاً ، ولمن تاقَ الارتواء أن يعُبرَ على نهر الظَمّأ ، ليست الحياة صورة وردية ، ولا الوصول لحظة فوريّة ، ولا النّجاح قصّة محكيّة ، إنما هي لحظات ، وأيام وسنوات ، يعيش الواحد فيها ألف ألٍم وأمَل ، لو لم يعلم عنها أحد ، كفاك أن الله يراك.
لذلك ، اجتهد ألف يوم ، لإستحقاق اللحظة الواحدة .
انتبه لخطوتك ، وإضبط نيّتك ، وآمن بنفسك أكثر …
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-07-2022 02:32 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |