20-07-2022 08:19 AM
سرايا - يبدو سياسي مخضرم يحظى بدعم حزب الرئيس السريلانكي الذي أطاح به المتظاهرون، غوتابايا راجاباكسا، الأوفر حظاً لخلافته، وفق ما أفاد به محللون بعدما انتهت مهلة تسمية المرشّحين الثلاثاء.
وتولى رانيل ويكر مسينغه رئاسة الوزراء ست مرّات في السابق، وبات رئيساً بالإنابة بعد استقالة راجاباكسا، لكنه مرفوض من المتظاهرين، الذين أجبروا سلفه على مغادرة السلطة.
ويحظى ويكر مسينغه بدعم رسمي من حزب راجاباكسا SLPP، أكبر كتلة في البرلمان الذي يضم 225 عضواً والذي سينتخب الرئيس الأربعاء.
وسيكون خصمه الأبرز وزير التعليم السابق المنشق عن SLPP دولاس ألاهابيروما الذي يحظى بدعم المعارضة.
وسيتولى الفائز من بين ثلاثة مرشّحين زمام بلد في حالة إفلاس ويجري محادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن خطة إنقاذ في وقت يعاني السكان البالغ عددهم 22 مليوناً نقصاً شديداً في الغذاء والوقود والأدوية.
ونفدت العملات الأجنبية في سريلانكا إذ لم يعد من الممكن تمويل حتى الواردات الأساسية في ظل أزمة تسبب بها فيروس كورونا، لكنها تفاقمت بفعل سوء الإدارة، بحسب معارضين.
وبلغت شهور من التظاهرات ذروتها مع فرار راجاباكسا من قصره قبل أن يتوجّه إلى المالديف، ومن ثم سنغافورة، من حيث قدّم استقالته.
وبصفته رئيساً بالإنابة، مدد ويكر مسينغه حالة الطوارئ التي تمنح سلطات واسعة للشرطة وقوات الأمن للتعامل مع مثيري الاضطرابات. وأمر الأسبوع الماضي الجنود بإخراج المحتجين من المباني الحكومية التي احتلوها.
وقال نائب معارض إن موقف ويكر مسينغه المتشدد حيال المتظاهرين يلقى ترحيباً في أوساط النواب الذين يتعرّضون لعنف العصابات، مشيراً إلى أن معظم مشرّعي SLPP سيدعمونه.
وأوضح النائب عن التاميل دارمالينغام سيثادتان لوكالة "فرانس برس" بأن "رانيل يبرز كمرشح القانون والنظام".
ووافق المحلل السياسي كوسال بيريرا على أن ويكر مسينغه يتمتع بـ"ميّزة بعض الشيء" رغم أن حزبه لم يضمن إلا مقعداً واحداً في انتخابات أغسطس 2020.
وقال بيريرا: "استعاد رانيل القبول من الطبقات المتوسطة في المدن عبر إعادة توفير بعض الموارد مثل الغاز وقام بالفعل بإخلاء المباني الحكومية، ما يعكس صرامته".
ويعتقد مراقبون بأن ويكر مسينغه سينفّذ حملة أمنية قاسية في حال فوزه بالرئاسة وهو ما سيدفع المتظاهرين، الذين يطالبون باستقالته ويتهمونه بحماية مصالح راجاباكسا، للنزول إلى الشارع.
وخرج مئات الطلبة في تظاهرة ضده في العاصمة الثلاثاء، وأحرقوا دمية لويكر مسينغه خارج المكتب الرئاسي المطل على البحر في العاصمة.
وقال أحد قادة الاحتجاجات الطلابية واسانثا موداليج: "لا نشعر بالخوف من رانيل.. سنطارده إلى أن يغادر كما فعلنا مع غوتابايا".
اتفاق في الكواليس
في المقابل، لا يواجه الصحافي السابق ألاهابيروما الكثير من الرفض من قبل المتظاهرين، رغم كونه عضوًا في SLPP.
وقد تعهّد في تغريدة قبل ثلاثة أيام بتشكيل "حكومة توافق حقيقية لأول مرة في تاريخنا".
وقبل لحظات من تسمية المرشحين رسمياً في البرلمان، أعلن زعيم المعارضة ساجيت بريماداسا انسحابه من السباق لصالح ألاهابيروما (63 عاماً).
وقال بريماداسا على "تويتر": "من أجل مصلحة بلدي الذي أحبه والشعب الذي أعتز به، أعلن سحب ترشحي لمنصب الرئيس".
وكان ألاهابيروما مدافعاً عن حقوق الإنسان أواخر ثمانينيات القرن الماضي عندما حكم والد بريماداسا الراحل راناسينغ البلاد بقبضة من حديد.
وأفاد نائب من حزب بريماداسا SJB وكالة "فرانس برس" بأنهما توصلا إلى اتفاق خلال الليل ينص على تولي بريماداسا رئاسة الوزراء في حال انتُخب ألاهابيروما رئيساً الأربعاء.
وقال المشرّع: "لدينا برنامج مشترك في الحد الأدنى اتفقنا عليه.. كانت لدينا نقطة واحدة عالقة بشأن الشخصية التي ستتولى الرئاسة تمّت تسويتها الليلة الماضية".
أما المرشح الثالث فهو أنورا ديساناياكي (53 عاماً) زعيم حزب "جبهة تحرير الشعب" JVP اليساري الذي يشغل ثلاثة مقاعد في البرلمان.
وسيضع النواب ترتيباً للمرشحين بحسب الأفضلية في الاقتراع السري، وهي آلية تمنحهم حرية أكبر من الاقتراع المفتوح. وسبق أن شهدت انتخابات سابقة اتهامات بعرض رشى مقابل منح الأصوات.
ويحتاج المرشحون إلى أكثر من نصف الأصوات ليتم انتخابهم. وفي حال لم يتخط أي منهم العتبة كأول خيار، فسيتم استبعاد المرشح الذي حصل على أقل عدد من الأصوات ويتم توزيع الأصوات التي حصل عليها وفقاً للأفضلية الثانية.
وسيتولى الرئيس الجديد السلطة على مدى الفترة المتبقية من ولاية راجاباكسا التي تستمر حتى نوفمبر 2024.
وفي حال وقع الاختيار على ويكر مسينغه، يتوقع أن يعيّن وزير الإدارة العامة دينيش غوناواردينا رئيساً للوزراء علماً أن الأخير كان صديقاً له منذ أيام الدراسة وهو موال بشدة لراجاباكسا.