بقلم : يوسف رجا الرفاعي
لم تحتمل الدولة العالمية العميقه كلمة واحدة خرجت عن طريق الخطأ الغير مقصود مِن زعيم العالم الأوحد المُفَوَّض بفرض هذا الانضباط المفروض على العالم بكافة احواله واحداثه الجارية على الأرض الآن وذلك عندما تحدث عن الاتجاهات
- الشرق - والغرب لمدينة القدس ، فجاء التوضيح والتصحيح لهذا الخطأ اللفظي في تحديد الاتجاه فوراً من البيت الابيض - وعلى عَجَل .

باستفتاء او باستجواب انفرادي لو كان هذا ممكناً مع معظم دول الناتو - الاوروبية تحديداً للاجابة عن رأيها بموضوع الحرب المفروضة على الجميع بلا استثناء
" المهاجِم المُعتَدِي والمُدافِع المعتَدَى عليه"
لكان الجواب ربما صادماً للرفض المطلق لهذا الزج الجبري في هذه الحرب التي ليس لهم بها ناقة او جمل ، واخص تحديداً المانيا التي خرجت وما زالت تخرج منها تصريحات متضاربه او بالأصح متسربه عن عدم رضا احزاب وتيارات سياسيه عن الموقف الالماني الرسمي من هذه الحرب الدائره .

عدم إستطاعة هذه الدول المنضوية تحت شعار حلف الناتو التصريح صراحة او عدم استطاعتها ولو بطريقة غير مباشرة من الاشارة الى تململها من هذا الوضع الذي ربما ستكون آثاره كارثية بشكل مباشر على هذه الدول ، إنما هو دليل واضح على الانضباط بحده الاقصى بما أُمليَ عليها بغض النظر عن مصالحها الداخلية او الرأي العام فيها .

خروج الحرب او العملية الخاصة كما يسميها بوتين الى هذه اللحظه عن العقيدة العسكرية الحربية او المنهجية العسكرية الروسية المعروفة لدى المدارس العسكرية العالمية والتي اثبتت طول مدتها عدم تحقيق اهدافها لغاية الان تشير الى ان حركة الروس في هذه الحرب ايضاً ليست بلا سقف او بالمعنى الادق حركة مدروسة ومحددة المواقع والاهداف وانها تسير على ما يبدو وفق خرائط متفق عليها ، كما أن حركة النفط العالمي من حيث اسعاره وإمداده لم تكن منسجمة مع هذه الحرب التي تم التهويل والتخويف والترهيب من نتائجها ، كذلك ما يتعلق بحركة العملات إن على مستوى الدولار او الروبل او اليورو لم تكن منسجمة ابضاً مع معطيات هذه الحرب صعودا وهبوطا إذا ما تم ربط هذه الحركة ببيانات وموازين قابله للقياس لها تأثير مباشر او غير مباشر على حركة العملات المرتبطة بالأحداث العالميه السياسية والاقتصادية التي هي مخالفة لهذا الذي نشهده كله .

ترتيبات دولية اقليمية وعالمية دون ارتباك لمواجهة حرب تدور رحاها بغض النظر عن مسمياتها سواء عملية خاصة او بانها حرب ، تشير هذه الترتيبات بصورة ما الى ان الامور كلها تحت السيطره ، ومن المنطقي جداً ان هذه الاحداث الجارية وبناء على كل المعطيات المصاحبة لها سيكون لها نتائج وستحقق كل اهدافها التي يتم دفع ثمن لها على كل المستويات ، البشرية والانسانية والاجتماعية والاقتصادية وذلك بناءً على قراءات الواقع على الارض ،ولن يطول الوقت حتى تنجلي الامور بعد انقشاع غبار هذه الحرب ويُكشف الستار عن نتيجة هذا الذي يحدث إن كان متوَقَعَاً ام لم يكن بالحسبان .

الرئيس بايدن يقول في مؤتمره الصحفي ان امريكا لن تسمح لروسيا بملئ الفراغ في منطقة الشرق الاوسط ، ربما تحتاج هذه العبارة الى محللين سياسيين فوق العادة لتحليلها وافهامنا عن التواجد والوجود العسكري الروسي بكامل عدته وعتاده واقامته الدائمة في القلب النابض للشرق الاوسط في سوريا الشام من اولها لآخرها هل هو حقيقة ام خيال ! ام ان هذا الموجود في سوريا هو شبح روسيا ام هي خيالات ومحض أوهام !!

وبما ان العالم اجمع قد " رضي " بالوجود الروسي في قلب العالم الاستراتيجي وابدى قبوله وعدم انزعاجه لهذا الموضوع ، فإنه حتماً وبما لا يدع مجالاً للشك او الريب سيقبل بما ستتمخض عنه هذه الحرب الدائرة هناك ، ولن يكون متاحاً لاحد بأن يبدي اي امتعاض ،
واعيدها للمرة السبعين ان روسيا لو خاضت سبعين حرب عالميه لما استطاعت ان تتربع على ارض سوريا وتصول وتجول فيها لولا دعم وارادة الدولة العالمية العميقة التي تضبط ايقاع هذا العالم من أقصاه آلى أقصاه رغماً عن العضلات المفتولة لبوتين او المشية الهادئة جداً لبايدن .
يوسف رجا الرفاعي