24-07-2022 09:04 AM
سرايا - تتميز قرية السماحة في أسوان بصعيد مصر بميزة فريدة حيث لا يسكن القرية إلا النساء ، ولا يسمح بدخول الرجال فيها.
تتبع قرية السماحة لقرى مشروع وادي الصعايدة بإدفو والتى تعتبر القرية الوحيدة على مستوى الجمهورية التى تم تخصيصها بالكامل لـ 313 أسرة للمرأة المعيلة من المطلقات والأرامل لتضم حالياً أكثر من ألفي سيدة وفتاة.
وتبعد قرية السماحة بنحو 120 كيلومترا عن مدينة أسوان، وتم إنشاؤها في عام 1998 ضمن مشروع "وادى الصعايدة"، وهى مخصصة للسيدات المطلقات والأرامل، وتعتبر مجتمعا نسائيا زراعيا يمثل نموذجا لكفاح السيدة المصرية الأصيلة لرعاية أسرتها.
وأشارت العديد من السيدات بقرية السماحة إلى إنها انطبقت عليهن الشروط الخاصة بالانتفاع من مشروع القرية لأنهن أرامل ولا تمتلكن حيازة زراعية، وتم استلامهن المنزل وقطعة الأرض فى القرية حيث قمن باستصلاح جزء من قطعة الأرض المخصصة لها.
فيما قالت سناء عبد الستار إن معظم سيدات قرية السماحة يحرصن على الاستيقاظ مبكرًا، ثم يوقظن أبناءهن للذهاب إلى المدرسة بعد إعداد الإفطار لهم، فى حين تشد الأم أدواتها إلى الأرض الزراعية المخصصة لها، والجميع يعمل فى مجتمع زراعي يزرع ويحصد.
وأضافت أن السيدات فى قرية السماحة مضى على إقامتهن فى هذا المجتمع سنوات اعتادت خلالها أن تعتمد على نفسها فى إدارة الشؤون المعيشية، فهى تحرث الأرض وتربى الماشية والطيور المنزلية وتأكل من منتجات الألبان وتصنع الخبز البلدي دون الاعتماد على زوج لها، ولكن لا مانع من مساعدة الأبناء، خاصة فى فترة الإجازات المدرسية.
وقد أكد اللواء أشرف عطية محافظ أسوان بأنه يتم تنمية قرية السماحة فى إطار جهود المحافظة لتعزيز وتمكين المرأة فى كافة المجالات الحياتية ضمن أهداف التنمية المستدامة وتحقيق رؤية مصر 2030 كلف رئيس وحدة السكان بالمحافظة بزيارة ميدانية لقرية السماحة.
وأشار المحافظ إلى أنه يتم تقديم كافة أوجه الدعم لهذه السيدات بالتزامن مع توفير الخدمات والمرافق العامة المتنوعة ضمن مشروعات مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى " حياة كريمة " لتوفير مختلف أوجه الدعم للمرأة المعيلة داخل هذه القرية من خلال تقديم جميع الخدمات سواء كانت صحية أو إجتماعية أو تثقيفية فى ظل دورها الفعال لخدمة مجتمعها.
وأوضحت الدكتورة مرفت السمان رئيس وحدة السكان بالمحافظة بأنه تم تنظيم زيارة ميدانية لقرية السماحة للوقوف على أهم المطالب والاحتياجات الخاصة بالمرأة المعيلة بالقرية حيث تم الإستماع لهذه المطالب فى حضور القيادات التنفيذية ليتم تلبيتها بالتنسيق مع مبادرة " الناس لبعضهم " وبمعاونة الشركاء من مؤسسات المجتمع المدنى بهدف تحسين سبل العيش وجودة الحياة لها ورفع المعاناة عن كاهلها تمهيداً لأن تكون هذه القرية نموذجاً للتنمية المستدامة.
وأشارت إلى أنه يتم إتاحة وتوفير برامج التمكين الإقتصادى والثقافى والصحى والإجتماعي من خلال منح قروض ميسرة للسيدة المعيلة بفترة سماح وبدون فوائد ، علاوة على إستحواذها على نسبة كبيرة من مشروعات مبادرة " مشروعك " ، وريادة الأعمال المنزلية ، فضلاً عن برامج الإقراض من مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية لرفع قدرات السيدات بالقرية وتكوين قيادات نسائية يشاركن فى تطوير القرية وإستدامتها .