بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
جاء بايدن بمفاهيم جديدة عند زيارته للشرق الاوسط ، منها مفهوم دمج اسرائيل في الشرق الاوسط وتشكيل احلاف لمواجهة إيران ، سعياً منه لتقوية اسرئيل كحليف لها في مواجهة ايران كدولة قوية لها حضور عالمي وشرق اوسطي ، كيف لا وهي سوق كبير لمٌنتجات الشرق الاوسط ، ومن كبار الدول النفطية ناهيك عن انها احد افراد النادي النووي ، الا انه ومن غير الواضح إلى أين يقود هذا الربيع من العلاقات الدبلوماسية أو الحديث عن "حقبة جديدة" بين الخصوم السابقين لاسرائيل الاصدقاء الحالين ، فالفرصة اصبحت سانحة لانهاء الصراع بين إيران وبعض الدول العربية الذي يتجلى في الحرب الأهلية في اليمن بين الفصائل المدعومة من إيران والسعودية، ومن خلال تواجد فصائلها في سوريا ، ولبنان .
الا ان هذا الإنفراج ما بين إسرائيل ومن دخل في مسار التطبيع معها لن يستمر ، وان هذا العصر الجديد من الانفراج لن يدوم لاختلاف الرؤى الاسرائيلية العربية ، وان الهيكل الأمني الجديد الذي تتشاركه هذه القوى الإقليمية لن يطول ، خاصة ان من المٌمكن دمج إيران في الشرق الاوسط ، كقوة اقليمية كبيرة يٌحسب لها حساب ، فقد يكون هذا هو مفتاح الحل، وان من المٌهم نجاح المٌحادثات العربية الإيرانية ممثلة بالسعودية ،وهو أحد المٌتطلبات الأساسية لاستمرار هذا النهج ولاتاحة دمج إيران في شرق اوسط قوي.
ان الروابط التي تربط إيران بالشرق الاوسط سواء من ناحية الدين والعلاقات التاريخية تجعل ادماج ايران عامل هام من عوامل تشكيل خارطة الشرق الاوسط ،خاصة انه مليئ بالموارد الكبيرة التي تجعله قوة اقتصادية تجابه الدول الكبرى التي تحاول السيطرة على زوايا العالم ، وان محاولات ادماج اسرائيل ما هو الا نوع من ذر الرماد في العيون وتحقيق الامن وعوامل الاستقرار لاسرائيل على حساب موازين القوى العربية والاستراتيجية، وغير مٌحق وفاعل لاي عامل من عوامل التقدم والاستقرار ، وان أهمية دمج إيران في الشرق الاوسط اصبح حقيقة لا خيال ، واصبح نوع من الاهمية لمٌقتضيات الاستقرار والردع والتوازن العسكري والسياسي والاقتصادي في مٌجابهة دول اخرى .
لقد حان الوقت ان يكون هناك تصالح إيراني مع الشرق الاوسط بكافة اطيافه ، وان ايران ستتفهم عدم تدخلها في شؤون اي دولة شرق اوسطية ، من باب احترام السلوك السياسي والدبلوماسي لكافة الدول ، حتى يكون هناك تقبل من قبل كافة الدول الشرق اوسطية لايران كدولة ذات سلوك غير عدواني او انتهازي ، او استخدام سلوكيات الحروب بالوكالة ، وتجيشش الجماعات المٌتطرفة او الغير مقبولة للمٌجتمعات التي تسعى إلى السلام وتحقيق الامن للافراد ، ليعشوا في مأمن عن أي صراعات او نزاعات قد تٌفضي إلى اللجوء او التشريد ، او التدمير والإضرار بالدول ومكنوناتها .
نعم لدمج إيران في الشرق الاوسط. لما لا .؟ وهو عملية مهمة واولى من دمج اسرائيل في الشرق الاوسط واصبح ضرورة مٌلحة في مواجهة اي عدوان قد يٌستفز العرب من خلاله ، فان الرماح تأبى اذا اجتمعن تكسراً .. وان تفرقن تكسرن أفراداً