25-07-2022 03:30 PM
سرايا - على ما يبدو، لم يعد الدعم الأميركي لأوكرانيا في الحرب "شيكا مفتوحا" تطلب فيه كييف ما تريد، إذ غيرت واشنطن أخيرا من لهجتها بهذا الشأن، مؤكدة أن هناك "سقفا محددا" لمدى الصواريخ التي ستقدمها للأوكرانيين.
فقد أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أن الرئيس جو بايدن "ليس مستعدا لتسليم أوكرانيا صواريخ يصل مداها إلى 300 كيلومتر، في ظل سعيه لتجنب حرب عالمية ثالثة".
وأضاف سوليفان أن بايدن "يرى أن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة فعل كل ما هو ضروري لدعم أوكرانيا والدفاع عنها، لكن التحدي الآخر هو ألا ينتهي بنا المطاف في وضع ننزلق فيه إلى حرب عالمية ثالثة".
ووصف التوضيح الأميركي من جانب محللين، بـ"رسالة تهدئة إلى روسيا"، مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية شهرها السادس، حيث تهدد موسكو برد عنيف حال وصول صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، قد تستخدم في ضرب الداخل الروسي.
لماذا تهدد روسيا؟
وحول الشد والجذب بين واشنطن وموسكو في أوكرانيا، يقول الباحث في الشأن الدولي أحمد سلطان، إن "التهديد الروسي مفهوم لأن موسكو ليست مستعدة لأن تمتلك أوكرانيا أسلحة متطورة وبعيدة المدى، تهدد بها الجوار الروسي".
وفي السياق ذاته أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في وقت سابق، أن "أوكرانيا لن تستهدف الأراضي الروسية بالأسلحة الأميركية الجديدة".
وأوضح سلطان خلال حديثه، أن "المعطيات الحالية في ظل دخول الأزمة شهرها السادس، تؤكد أن إطالة أمد الصراع ستدفع ثمنه واشنطن في صورة خسائر اقتصادية، فالتضخم وأسعار الطاقة والغذاء أصبحت أزمات دولية وعبئا على البيت الأبيض".
"دعم كلامي"
وقال الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، إن تعهد واشنطن بتزويد كييف بأسلحة وصواريخ بعيدة المدى سابقا على لسان المسؤولين، كان في إطار الدعم المعنوي لأوكرانيا لا أكثر.
وأضاف مينيكايف أن الغرب وواشنطن "يدركان جيدا النتائج المؤلمة حال نزول تلك الأسلحة في الملعب الأوكراني"، موضحا أن "قرار واشنطن في حد ذاته يعد انتصارا لموسكو، فخلال الفترة الماضية تراجع الغرب أيضا عن العديد من العقوبات التي اثبتت عدم جدواها بالفعل".
وأضاف أن الخطوات التي يقوم بها الغرب وواشنطن في الوقت الراهن "تهدف إلى محاولة إبطاء التقدم الروسي قبل بدء أي محادثات ثنائية، وهذا لن ينجح، فموسكو لن تتوقف دون حسم أهدافها بالكامل".
تقدم ملحوظ
وكانت روسيا حققت خلال الأسابيع الماضية تقدما ملحوظا شرقي وجنوبي أوكرانيا، كما أعلنت تغيير استراتيجية المعركة وتسريع وتيرة عملياتها العسكرية، وبالتزامن مع ذلك تعهدت واشنطن بتقديم حزمة أسلحة جديدة لأوكرانيا.
وتتضمن الأسلحة الأميركية الجديدة قاذفات الصواريخ المتنقلة المعروفة باسم "هيمارس"، وقذائف لأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، بالإضافة إلى ذخائر المدفعية.
وقدمت الولايات المتحدة نحو 8 مليارات دولار مساعدة عسكرية لأوكرانيا منذ بدء الحرب، منها 2.2 مليار دولار الشهر الماضي فقط.
تهديد روسي وتفاؤل أوكراني
التلويح الأميركي خلال الأيام السابقة بمساعدة كييف بالصواريخ طويلة المدى التي يطالب بها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، قبل أن يتراجع البيت الأبيض عنها أخيرا على لسان سوليفان، قوبلت بتصريحات وتهديدات روسية قوية.
فقد أعلن نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري مدفيديف، عن إمكانية "إخفاء أوكرانيا عن خريطة العالم"، قائلا في منشور على حسابه بتطبيق "تلغرام"، إن أوكرانيا كدولة "نتيجة لكل ما يحدث قد تختفي".
وأضاف أن السبب هو "خطاياهم"، وأن روسيا "لا تتحمل مسؤوليته".
ورغم التقدم الروسي وما وصفه المحللون بالتراجع الأميركي والغربي أيضا نتيجة المعطيات الاقتصادية إثر استمرار الحرب، تعهد زيلينسكي في خطاب بعد مرور 5 أشهر من الهجمات الروسية، بالنصر وإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بالعدو.
وأضاف زيلينسكي: "حتى المحتلون يعترفون أننا سننتصر. نسمعها في محادثاتهم طوال الوقت، وفيما يخبرون به أقاربهم عندما يتصلون بهم".
وقال زيلينسكي إن أوكرانيا "لم تستسلم"، مضيفا: "نحن نبذل قصارى جهدنا لإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بالعدو، ولحشد أكبر قدر ممكن من الدعم لأوكرانيا".