28-07-2022 07:59 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
إنّ الموقف الأردني الراسخ من فلسطين، هو موقف لا يتغير ولا يتحور مهما تقادم الزمان، أو تبدلت صروف السياسة والمارين عليها، وهذا أمرٌ جليٌ وواضحٌ لكل منصفٍ، ويدركه كل أردنيٍ وعربيٍ، بل وباحثٍ عن العدالة في عالمنا.
ولربما الأشهر الأخيرة، من قمة جدة، وما تلاها، التي شهدت تأكيداً أردنياً على الحق الفلسطيني، ليست إلّا واحدة من المواقف الأردنية المتأصلة.
واليوم، ونحن وسط هذه التحولات الدولية، بتنا ندرك كأردنيين وعرب، بأنّ السمة هي غياب وسيط منصف يتبنى حل الدولتين، ويسعى إليه، وحتى عهدٍ قريبٍ كانت الرباعية الدولية، وواشنطن، هي القوى التي تؤدي هذا الدور، ولكن يبدو بأنّ الحال تغير كثيراً.
وبالرغم من هذه التبدلات والتحولات، حول الوسيط، فإنّ الموقف الأردني ما زال، وسيقى ثابتاً، فهذا الوطن، ليس كسواه، لا في التاريخ ولا في الجغرافيا، بل هو ثابت لا يتبدل في مواقفه، ومواقف ملوكه، كثبات جغرافيته، فما حلت نازلة بفلسطين إلا وكانت الأردن هي السند الذي يبذل لها ويضمد جراحها، فما وهنت فلسطين يوماً إلا واشتد العزم المؤمن هنا.
ففي أدوارها كافة، كان الأردن الحاضر الأقرب جغرافيا وبذل لأجل فلسطين، فالأردن الذي آمن بعدالة قضيته تجاه فلسطين بصونها بعيداً عن تجاذبات العرب الداخلية أو صفقاتهم على أي مستوى أثبتت نظرته ورؤيته صدقها.
فالأردن سار إلى الدفاع عن الأرض عام 1948 متقدماً على الجميع في لحظة كان صوت البعض يعلو نحو فلسطين وقلبه ليس معها، فالأردن في سيفه وقلبه كان مع فلسطين جيلاً عبر جيل.
والأردن يعيد تعريف المواقف جميعها عربياً وعالمياً مؤكداً على عروبة القدس ليقينه أن هذه فرصة أخيرة للسلام في المنطقة، ولتثبيت عروبة فلسطين، عبر عمادها وحاضرتها القدس، فالفرصة إن ضاعت هذه المرة لن تعود إلا إذا حصل تغير يتجاوز حدود معطيات الحاضر، أي إلى أن يأتي جيل عربي آخر يحاول اعادة الحق.
فالقضية اليوم ليست شكلية بل هي عميقة، والاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل إن تبعه تثبيت يهودية الدولة، فهذا معناه أن القدس ستكون لأول مرة في تاريخها عاصمة لديانة، وسنكون أمام واقعٍ يحتاج إلى سنين طويلة لتصحيح مساره.
فالولايات المتحدة اليوم وضعت أوزارها جميعاً للضغط على الشعب الفلسطيني في سبيل نسيان حقوقه المغتصبة، والأردن من ورائه كان له مداداَ بمشاعر صادقة لتكرس حالة أردنية تاريخية من الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقه.
وهذه اللحظات التاريخية التي تمر بها القضية الفلسطينة ، يصدق قول ما أشبه اليوم بالأمس.. فالأردن يعيد انتاج ذات الموقف منذ تأسس في كل لحظة أن فلسطين وشعبها وشرعية مقدساتها يجب أن تبقى عربية .
والمواقف الهاشمية التي بقيت ثابتة على منازلها أثبتت أن الشرعية في الفهم العربي هي التي تصون الحقوق، لان الشرعية تستمد من تاريخيتها فهما للوجدان العربي وآمال شعوبه .
وصحيح أن الأمة وهنت والمواقف توارت خلف مصطلحات فضفاضة وحاول البعض خلق مقاربات جديدة، وغاب الوسيط المنصف، لكن هذه اللحظة التاريخية ستمر، لأنّ الأردن مرّ بالأصعب وتغلب عليها، لأجله ولأجل فلسطين، ولأجل كل مبدأ عربي.
دام وطنني الهاشمي عزيزاً..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-07-2022 07:59 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |