حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,17 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1643

«لَا تَسْأَلِي» .. إصدار جديد لعادل جودة تتأرج قصائده بين أنَّات الألم وآهات الأمل

«لَا تَسْأَلِي» .. إصدار جديد لعادل جودة تتأرج قصائده بين أنَّات الألم وآهات الأمل

«لَا تَسْأَلِي» ..  إصدار جديد لعادل جودة تتأرج قصائده بين أنَّات الألم وآهات الأمل

28-07-2022 09:07 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - أطلق الكاتب والشاعر الدكتور عادل جوده سراح ديوانه الجديد «لَا تَسْأَلِي» ليرى النور عبر «دار يافا العلمية للنشر والتوزيع». يقع الديوان في مئة صفحة، ويشتمل بين غلافيه على عشرين قصيدة تتأرج بين أنَّات الألم وآهات الأمل، وتتنقل بين حضنين؛ حضن تمثله حواء بكل ما حباها الله من رقة وجمال، وحضن تمثله الأرض بكل ما تحويه من خير وأمان.


ففي فضاء حواء خاطب الشاعر في قصيدته الأولى رفيقة دربه وأنيسته؛ زوجه نعمة، مبتدئًا بنص نثري يشع منه الابتسام إذ يقول فيه: «فِي لَحْظَةٍ مَـا، تَتِيهُ الْحُرُوفُ؛ تَتَبَعْثَرُ وَتَتَفَرَّقُ، فَلَا السَّرْدُ يَفِي، وَلَا النَّظْمُ يَكْفِي؛ تَتَوَقَّفُ الْعُيُونُ حَـائِرَةً فِي مَـا تَرَى، وَالْجَوَانِحُ كُلُّهَـا سَـارِحَةً فِي السَّمَـا». ثم انطلق الشاعر يشق عباب البحر الكامل إلى حبيبته يهامسها بإنشاده:


مَـلَكِـــيَّــةُ الْـعَـيْـنَـــيْنِ وَالـشِّـــفَـةِ
قَـمَرِيَّـــةُ الـْخَـــدَّيـْنِ سَـاكِنَـتِـي
أَسَـمِـعْتِ هَـمْسَ اللَّــيْلِ فِي سَهَرِي
لَـكِ أَنْـتِ يَسْـمُو الْـبَـوْحُ غَـالِيَتِـي
ثم يختم منشدًا وعدَ الحبيب لمحبوبته:
فَـلَكِ الْـوَفَـا مَـا دَامَ بـِي نَـفَسِــي
وَلَكِ الرِّضَـا فِـي كُـلِّ أَزْمِنَـتِـــي
وفي رحاب حواء أيضًا، راح الشاعر يتفاعل مع شاكيةٍ له همَّها مع زوجها بقولها: «أحمل من الهم ما تنوء بحمله الجبال»؛ «زوجي لا يحترمني، بل يزدريني ويضربني»، فأرسل الشاعر شكواها بهمسة سريعة تشكل رسالة تحمل الكثير من العتاب تحت عنوان «إليكَ آدم»، يقول في بدايتها:
هَـذَا الْـــحَـنَـانُ أَمَـانٌ فِـيـهِ عِـشْ مَأْمَنَكْ
وَكُـنْ لَـهُ بَـاسِـمًـا وَاحْـضُنْ بِـهِ جَنَّـتَـكْ
وَذَا الْـعَـــطَـاءُ سـَخَـاءٌ جُـــدْ لَـهُ بِـالرَّخَـا
وَذَا الْـوِئَـامُ اقْـتِرَابٌ مِنْكَ كَـيْ يَـحْضُنَكْ
وبعد أن ناغى الشاعر جمال محبوبته في عدد من أبيات قصيدته، راح يشكو إليها غيرته شاكيًا:
حَبِيبَتِـي؛ إِنِّـــي أَغَـارُ، فَـارْحَـمِــي
قَـلبًـا؛ يَشِـبُّ نَـارَ عِـشْـقٍ مَـا خَـبَتْ
هَـا قَدْ أَعَدْتِ الْـهَمَّ يَـا نَـبْضِـي أَنَـا
هَـاتِي يَدَكْ حِسِّـي خُدُودِي كَـمْ ذَوَتْ
أما القصيدة التي يحمل الديوان عنوانها؛ فقد قدَّم لها الشاعر بقوله: «حَـدَثٌ جَـلَـلٌ، أَصَـابَ مُهْجَتِـي، فَفَرَّتْ دَمْعَتِـيتَنُوحُ: «لَا تَسْأَلِي»، وفيها يرسل الشاعر أنينَه متوجعًا:
لَا تَسْـأَلِـي عَـمَّـا جَـرَى فِـي لَيْلَتِـي
لَا تَسْـأَلِـي عَنْ أَدْمُعِـي فِـي حِيرَتِـي
هَـذَا أَنَـا مُسْتَنْكِفٌ فِـي خَـاطِرِي
وَخْـزُ الْـهَوَى مُسْتَرْسِلٌ فِـي غَصَّتِـي
وفي رحاب الأرض، يرسل الشاعر أنفاسه محملة بأوجاع القهر والحرمان في قصيدة بدأها بنص نثري يقول فيه: «تَـمُرُّ الْأَيَّـامُ وَالسُّنُونُ، وَالنَّكْبَةُ لَمْ تَزَلْ تَسْكُنُ الْعُيُونَ، وَأُولَئِكَ الْأَمَـاجِدُ؛ فِي الْقُدْسِ، وَفِي غَزَّةَ، وَفِي كُلِّ فِلَسْطِينَ، مُرَابِطُونَ؛ يَرْوُونَ بِدِمَـائِهِمْ تُرَابَ الْأَرْضِ، فَبِلِسَـانِ حَـالِهِمُ؛ أَقُولُ: «هُنَـا أَرْضِـي»:
هُــنَـا كُنَّـا بِلَا شَــكْوَى
هُـنَـا صِرْنَـا بِـــلَا مَـــأْوَى
هِــيَ الْأَيَّـامُ كَـمْ تَـقـْسُو
وَعَـيْنُ السَّــطْـوِ كَـمْ تَــقْـوَى
وفي قصيدة أخرى يستحضر الشاعر حال الوطن، ويرثي حال قادته، وبأنفاسِ حُزنه وأوجاعه يُنادي «أَوَّاهُ يَا وَطَنِي»:
آهٍ مِـــنَ الـْـحَــــزَنِ آهٍ مِـــنَ الْأَلَــــمِ
كَـمْ كَـانَ فِي وَطَنِي مِنْ فَـارِسٍ نـَهِمِ
إِنْ صَـالَ فِـي وَهـَجٍ وَالسَّيْفُ فِـي يَدِهِ
فَـالـنَّـارُ وَاللـَّهَبُ فِي الْـعَيْنِ كَـالـْحِمَمِ
وقد وثَّق الشاعر في ديوانه «لَا تَسْأَلِي» رسائل أخرى عديدة في محاولة منه لاستنهاض الأمة لاستعادة ما ضاع منها من مبادئ وقيم كما في قصيدة «هَيْهَات»، وما انحرفت عنه من ثقافة الإنسان الساعي للبناء والإصلاح كما في قصيدة «يَا نَبِيَّ اللهِ غِبْنَا»، وما خسرته من جماليات لسانها العربي المبين كما في قصيدة «زَاغَ اللِّسَانُ».
وأيضًا أفرد الشاعر مساحة خاصة قدَّم من خلالها للقارئ الكريم بعضًا من وقفاته مع الماضي وأوجاعه عبر عدد آخر من قصائده المتنوعة مثل «صَدِيقُكَ مَنْ صَدَقَكْ»، و»خَمْسُونَ عَامًا»، و»أَنَا لَمْ أَزَلْ»، و»يَا كُحْلَةَ الْعَيْنِ»، و»لَا تَلُمْنِي».
وتجدر الإشارة هنا إلى أن للشاعر الدكتور عادل جوده؛ وهو عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، إصدارات متنوعة أخرى غير هذا الديوان، منها «سجل الطالب» 1986م، و»ومضات وجد» 2009م، و»اتفقنا أم اختلفنا» 2016م»، و»أخ يـا فلسطين» 2017م، و»بحر دير البلح» 2018م، و»شـاطئ المغيب» 2018م، و»رنة جوالك» 2019م، «عتـاب يغلفه الغزل» 2021م.وإصدارات أخرى تحت اللمسات الأخيرة، ومنها كتاب «وَقَفَاتٌ وَقِرَاءَات» الذي سيكون بين يدي القارئ قريبًا جدًّا بحول الله، وهو الجزء الخامس ضمن سلسلته الموسومة «ومضات وجد».

 








طباعة
  • المشاهدات: 1643

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم