بقلم : منتصر هاني السُليمان
من الطبيعي والصّحّي أيضاً أن تلتقي بأشخاص يمتلكون قدراً من التَواضع والإحترام ، أو أن تسمع عن مواقفهم وتحركاتهم التي تنم عن إنسانيتهم المتوازنة ، لكن ما يرنو العين عجباً وحسافة أن تجد أشخاصاً يقدمون المادة على كلّ شيء وتصرفاتهم أشبه بالشّيطانيّة التي لا تعترف إلّا بالأرقام والمكاسب على حساب الإقتصاص من الآخر إذا ما حصل بينهم موقف يستدعي الإتفاق والوفاق دون اللجوء للشكاوى وغيرها .

كثيراً ما نسمع عن قضايا داخل المجتمع ، بين طرفين أو أكثر ، لأسبابها وظروفها المختلفة ، ويتدخّل بعد ذلك الحُكماء والعاقلين لإيجاد الحلول ومنع تطورات الأمور وتأزيمها وإحتقانها ، فيتم التعامل مع القضيّة من خلال الصّلح العشائريّ دون اللجوء للمحاكم ، ويتكفل الطّرف الفاعل بمعالجة الطّرف المتضرّر ومساعدته لعودته لحالته الصّحيّة الطبيعيّة ، مع ضمان وجود تقارير طبيّة تستدعي حاجته من الدّواء والعمليّات والرّعاية الصّحيّة ، ويجب أن يتوفّر الصّدق بينهما حتّى لا يستغل أحدهما الآخر ، وصولاً لتقارير طبيّة قطعيّة تُنهي هذه الخلافات وتعود الحياة بين الطّرفين طبيعتها .

بعض الأشخاص المتضررين ، يتاجرون بالمال دون النَظر للحاجة للدواء وما يلزمهم من رعاية صحيّة ، فيستغلّون الطّرف الفاعل لترميم حالتهم الإجتاعيّة وما فاتهم فرص العمل والعيش الكريم ، وهذا يدخل الرّيب داخل النّسيج المجتمعي وتفقد بذلك حلقة الإحترام بين المُجتمع وتضيع اللحى أيضاً .

ومنهم من يأخذ الموقف بحلمه ولطفه وأصاله ويخفف الأعباء ويحول الأمر دون النّظر إليه كقضيّة ، ويضمر بداخله حقيقة أن الأيام أكبر من أهلها وتقدّم لهم ما يقدّمون، وترى بتصرفاته وردود أفعاله أنّ المجتمع والأردنّ بخير ويمتلك الحكمة والأدب .

منتصر هاني السُليمان