30-07-2022 01:45 PM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
اصبح قتل المرأة اليوم امر مُقلق للغاية ، فكل طالع صبح تتوشح صفحات الاعلام بكافة اشكالة باخبار قتل النساء هنا وهناك ، وقد تصبح هذه الافة ظاهرة ، قد لا يمكن السيطرة عليها ، ولم يتمكن الباحثين لغاية الان من الوصول إلى اسباب هذا القتل وما هي الدوافع المؤدية لذلك ، خاصة بعد ان تزايدت ارقام هذا القتل ، ومن هنا فان السؤال يطرح كل يوم لماذا هذا القتل المتتالي للمرأة في الاردن بشكل خاص وفي المنطقة العربية بشكل عام ، زوجات كن ،أو مٌرشحات لمشروع ارتباط من قبل القتلة يطرح قضية إنسانية مٌهمة، تتلخص في السؤال الذي يقول : لماذا يقدم الرجال على قتل زوجاتهم، أو التي يسعون للارتباط بها بدلا من سلوك الطريق المعتاد والمتعارف عليه، وهو الطلاق والافتراق بالمعروف، في حالة الزواج، أو فسخ الخطبة، أو صرف النظر عن مشروع الارتباط، في حالة الاحساس بعدم موافقة الفتاة ، او ما هي الدوافع البارزة والمحقة في قتل المرأة جراء خلاف ، وان الخلاف مهما كان لا يستحق القتل او النيل من المرأة، لما لهذا السلوك من نتائج سلبية على المٌجتمع وقريناتها وعلى الاسرة ، وان القتل والخوض في الدماء دليل على خلل نفسي أو عقلي، حتى لو كانت حالة من حالات الجنون المؤقت قد يمر بها هذا الجاني .
ويٌشير الأطباء النفسيون إلى أن التفسيرات السائدة لقتل الرجل لزوجته، دائمًا ما تشير إلى التملك الذكوري والغيرة، أو تطور طبيعي للسلوك العنيف للزوج، والذي يكون قد استمر فترة طويلة في الماضي، وان النظريات التي تطرح بشأن هذا القتل لا تنفي العنف الذكوري المتجسد في قتل الزوجة، ولكنها تناقش أن هناك دافعًا نفسيا آخر وراء القتل، وأن الحب واليأس قد يدفعان طرفًا في العلاقة، لقتل الطرف الآخر وتدميره حتى لو كان في ذلك تدمير لنفسه أيضا.
أن قضايا العنف المٌجتمعي باشكاله، تعود إلى عدة عناصر، من أبرزها غياب الحماية المٌجتمعية، للنساء الأمر الذي يسهل حدوث الجريمة، وأن الجاني يمر بالعديد من المراحل والمٌتغيرات والظروف التي قد تؤثر عليه، مما تدفعه إلى ارتكاب الجريمة ضد النساء ، وأن السلوكيات في المٌجتمع هي مكتسبة، في حال عدم وجود رادع قوي، يمنع الأشخاص من ارتكاب الجرائم، وان أهمية تغليظ العقوبات وتنفيذها ضد الجاني بشكل سريع. هو احد الحلول الناجعة التي ستوقف هذا المارد الذي يكشر عن انيابه صباح مساء وينالمن الارواح البريئة التي لا ذنب لها .
كما أن ما يحدث من مٌتغيرات في المجتمع، يخلق نوع من عدم الرضى والتأقلم لدى البعض، مما يؤدي إلى تفكك المٌجتمع وعدم تماسكه، الأمر الذي يضعف القدرة على ضبط الأفعال الجرمية التي اصبحت تزداد كل يوم ، وبشكل جديد وغير مقبول لدى المٌجتمع وافرادة ، خاصة ان المٌجتمع في اصله ينبذ العنف ، من باب ان العنف يخلق كثير من التوترات والنتائج السلبية على افراد المٌجتمع وسلوكياته .
وبما انه لا توجد اي جهود تبٌذل من أجل وقف الانهيار الاجتماعي في المُجتمع، جراء التغيرات التي انهالت بسرعة هائلة، خلال السنين الماضية، ولم يقف عند حد هذه التغيرات، فان هذا القتل لن يتوقف ابداً ، وان ما زاد كل هذه الاعباء ان الاتجاهات فقط اصبحت حول التنمية السياسية والتحديث الاقتصادي، مٌتناسين ان الكتلة الأخطر والاكبر في هذا المشهد، هي الكتلة الاجتماعية، التي تم تركها لكثير من التغيرات الخطيرة جدا وادت الى هذه النتائج الكارثية التي ستؤرق المٌجتمع .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-07-2022 01:45 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |